
قصة طويلة قبل النوم للكبار
القصص قبل النوم ليست للأطفال فقط، بل يمكن أن تكون ملاذًا للكبار أيضًا للهروب من ضغوط الحياة اليومية والانغماس في عوالم خيالية مليئة بالإثارة والعبر. في هذا المقال، نقدم لكم مجموعة من القصص الطويلة المميزة ضمن سلسلة القراءة، حيث تجدون قصصًا تأخذكم في رحلات عبر الزمن، وأخرى مليئة بالغموض والمغامرات، وقصصًا تحمل دروسًا حياتية عميقة. استعدوا لليلة هادئة مع هذه الحكايات الشيقة التي ستجعل النوم أكثر متعة وراحة.
قصة طويلة قبل النوم للكبار
لعنة بولوك
في قرية صغيرة قديمة، عاشت امرأة عجوز مع ابنتها الكسولة والأنانية. بينما كانت الأم تعمل بجد، كانت الابنة تفضل الراحة وعدم القيام بأي مجهود. كان لديهم ثور، وكانت الأم تهتم به كثيرًا، قائلة: “يجب أن نعتني بثورنا”، لكن الابنة كانت ترد بلا مبالاة: “الحيوانات وُجدت لخدمتنا، لا العكس!”.
كانت هناك بركة ماء تبعد قليلًا عن منزلهما، وكانت الأم تأخذ الثور كل يوم ليشرب ويستحم، بينما تبقى الابنة مستمتعة بوقتها بين الأكل والنوم. ذات يوم، مرضت المرأة العجوز، وطلبت من ابنتها أن تأخذ الثور للبركة. ولتشجيعها، أعطتها علبة من الحلوى، قائلة: “بينما يشرب الثور الماء، يمكنك الاستمتاع بهذه الحلويات”. وافقت الفتاة على مضض، لكنها بمجرد أن ابتعدت عن المنزل، ربطت الثور بشجرة وجلست تستمتع بالحلوى، متجاهلة عطشه.
انتظر الثور طويلًا، ثم تحدث قائلًا: “أتمنى أن تنتهي بسرعة، فأنا عطشان جدًا”، لكن الفتاة، بعد أن أنهت الحلوى، عادت إلى المنزل وكذبت على والدتها قائلة إنها أخذت الثور إلى البركة.
غضب الثور بشدة ولعنها قائلًا: “في حياتك القادمة، ستتحولين إلى طائر الشاتاك، الطائر الذي لا يشرب إلا من مياه الأمطار، وستعيشين طوال حياتك في عطش كما جعلتني أعاني اليوم”. وبالفعل، تحققت اللعنة، وولدت الفتاة مجددًا في صورة طائر الشاتاك، الذي يُقال إنه ينتظر المطر ليشرب، رغم وفرة المياه حوله.
مزاج سيئ
كان هناك طفل سريع الغضب، لا يستطيع التحكم في أعصابه. أعطاه والده كيسًا مليئًا بالمسامير وقال له: “في كل مرة تفقد فيها أعصابك، عليك أن تدق مسمارًا في سور الحديقة”.
في اليوم الأول، دق الصبي 37 مسمارًا! ومع مرور الأيام، بدأ يسيطر على غضبه، وقلّ عدد المسامير التي يدقها، حتى جاء يوم لم يدق فيه أي مسمار. ذهب إلى والده سعيدًا، فأخبره الأب: “رائع! والآن، لكل يوم تتحكم فيه بغضبك، اسحب مسمارًا من السور”.
مرت الأيام، وتمكن الصبي من إزالة جميع المسامير. أخذ الأب يد ابنه وذهب به إلى السور، وقال: “أحسنت! لكن انظر إلى هذه الثقوب، لن يعود السور كما كان. كذلك، عندما تتلفظ بكلمات غاضبة، فإنها تترك جروحًا في قلوب الآخرين، حتى لو اعتذرت، فإن الأثر يبقى”.
المالك الشرعي
كان هناك رجل يُدعى “جوبال”، يملك بقرة، لكنها مرضت وتوقفت عن إعطاء الحليب، فاعتقد أنها لن تُشفى أبدًا وطردها من منزله. شعرت البقرة بالحزن، وفرت بعيدًا. أثناء تجوالها، سقطت من شدة الجوع، فوجدها مزارع طيب يُدعى “دارما”، فأخذها إلى منزله واعتنى بها.
تعافت البقرة بعد أيام، لكنها لم تعد تعرف طريق العودة. أنجبت عجلًا، وعادت لإنتاج الحليب، فاهتم بها دارما جيدًا، وبدأ يبيع حليبها حتى أصبح غنيًا.
بعد فترة، سمع جوبال عن البقرة التي تدر الحليب بكثرة، وأدرك أنها بقرته السابقة، فذهب إلى دارما وطالبه باسترجاعها، لكن دارما رفض، قائلًا إنه من اعتنى بها عندما تخلى عنها صاحبها.
احتكما إلى كبير القرية، الذي قرر أن تُترك البقرة لتختار بنفسها صاحبها الحقيقي. فُوجئ الجميع عندما توجهت البقرة مباشرة إلى دارما وبدأت تلعق يده، مبتعدة عن جوبال. فهم الجميع أن دارما هو مالكها الشرعي، لأنه من أعطاها الحب والرعاية، وليس من تخلى عنها عند أول أزمة.
رجل غني وابنه
كان شاب على وشك التخرج، وطلب من والده الثري أن يهديه سيارة جديدة. كان يعلم أن والده يستطيع تحمل تكلفة السيارة بسهولة.
في يوم التخرج، استدعاه والده، وأعطاه هدية مغلفة. فتحها الشاب متحمسًا، لكنه صُدم عندما وجد بداخلها مفكرة جلدية أنيقة تحمل اسمه! غضب بشدة، وألقى المفكرة على الأرض، وغادر المنزل غاضبًا، قاطعًا والده تمامًا.
مرت السنوات، ونجح الشاب في حياته، لكنه لم يتواصل مع والده. وعندما تقدم الأب في العمر، قرر الابن أن يزوره، لكنه تلقى خبر وفاة والده قبل أن يتمكن من ذلك.
عاد إلى منزل العائلة ليجد المفكرة ما زالت كما تركها. فتحها، وبينما كان يقلب صفحاتها، سقط مفتاح سيارة منها. كانت هناك ملاحظة مكتوبة: “مدفوعة بالكامل. أينما تأخذك هذه السيارة، دوّن رحلاتك حتى تتذكرها دائمًا. أحبك، والدك”.
حينها، أدرك الشاب كم كان مخطئًا، لكن بعد فوات الأوان.
عدد الغربان
كان الإمبراطور “أكبر” يحب طرح الألغاز على مستشاريه. ذات يوم، سألهم: “كم عدد الغربان في هذه المدينة؟”. أصيب الجميع بالذهول، ولم يتمكن أحد من الإجابة.
عندها، دخل المستشار الذكي “بيربال”، وسأله الإمبراطور: “هل تستطيع إجابتي؟”.
ابتسم بيربال وقال بثقة: “هناك 50,589 غرابًا يا سيدي”.
تعجب الجميع، وسأله الإمبراطور: “وكيف عرفت هذا العدد الدقيق؟”.
أجاب بيربال: “يمكنك أن تأمر رجال الحرس بعدّ الغربان. إذا وجدوا عددًا أكبر، فهذا يعني أن بعض الغربان جاءوا لزيارة أقاربهم هنا، وإذا وجدوا عددًا أقل، فهذا يعني أن بعض الغربان قد سافروا لزيارة أقاربهم في مكان آخر!”.
ضحك الإمبراطور إعجابًا بذكاء بيربال، ومنحه مكافأة كبيرة.
سر القصر المهجور
في قرية بعيدة تحيط بها الغابات الكثيفة، كان هناك قصر مهجور تحيط به الأساطير. يقال إن العائلة المالكة اختفت في ظروف غامضة، ولم يجرؤ أحد على الاقتراب منه. قرر يوسف، الشاب المغامر، الدخول إلى القصر ليكتشف السر الذي حيّر الجميع. أثناء تجوله بين الغرف المظلمة، سمع همسات غامضة، وفجأة، وجد كتابًا قديمًا مغطى بالغبار. عندما فتحه، انطلقت منه قوة غريبة أخذته إلى زمن آخر…
المقهى العتيق
في إحدى زوايا المدينة القديمة، كان هناك مقهى لم يتغير عبر العصور، تديره سيدة مسنة تدعى “مريم”. كل مساء، يأتي زوار مختلفون، لكن الغريب أن جميعهم يتحدثون عن أحداث لم تقع بعد. في إحدى الليالي، دخل شاب يُدعى سامح، وجلس ليستمع إلى حديث رجل مسن يحكي عن حادثة ستقع بعد ثلاثة أيام. عندما تحقق الأمر بالفعل، أدرك سامح أن هذا المقهى يخفي سرًا كبيرًا…
رسالة من المستقبل
تلقت ليلى رسالة غريبة على هاتفها دون رقم مرسل، وعندما فتحتها، وجدت فيها تفاصيل عن حادث ستتعرض له إن لم تغير طريقها غدًا. اعتقدت أن الأمر مجرد مزحة، لكنها شعرت بالخوف وقررت تجنب الطريق المذكور. في اليوم التالي، سمعت عن وقوع حادث كبير في المكان ذاته، وهنا بدأت رحلتها لمعرفة من يرسل لها هذه الرسائل، ولماذا يبدو أنه يعرف كل شيء عن مستقبلها…
هل لديك قصة معينة في بالك تود قراءتها قبل النوم؟ 💤✨ اخبرنا بنوع القصص التي تحبها وسنرسلها لك مباشرة إلى بريدك الإلكتروني! 📩💫 فقط املأ النموذج أدناه ودعنا نأخذك في رحلة بين الصفحات!
تحمل القصص دائمًا عبرًا وحكمًا تساعدنا على فهم الحياة بشكل أعمق. بعضها يُعلمنا قيمة الصدق والأمانة، وبعضها يُذكرنا بأهمية التحكم في غضبنا أو تقدير من يهتمون بنا. مهما كان نوع القصة، فإنها تترك أثرًا في قلوبنا، وتجعلنا نرى الأمور من منظور مختلف.