التاريخ والآثار

من هم اهل الواحة البحرية ؟

من هم اهل الواحة البحرية ؟

 

مي نعمان 

حتى عام 1969م كان الطريق الى الواحة البحرية مجرد درب صحارى يبلغ طولة حوالى 340كم ، يبدأ بالقرب من أهرامات الجيزة ويسلك طريقاً قديماً للقوافل ، وكان يعد أصعب الطرق الصحراوية التى تؤدى الى اى من واحات صحراء مصر الغربية وأكثرها خطوره فى نفس الوقت لدرجة أن هناك من كان يلقى حتفه اثناء السفر ومنهم من يضيع فى الطريق ولكن الطريق أختلف الآن أصبح مرصوفاً من بدايته بالقرب من الأهرامات حتى موقع مناجم الحديد التى تبعد حوالى 35كم من الباويطى ” عاصمة الواحة البحرية ” .

والواحة البحرية هى إحدى منخفضات صحراء مصر الغربية والتى تقع على ارتفاع 120:128 متراً فوق سطح البحر ، وتضم اربع قرى رئيسية كل أثنين قريبين من بعضهما والعاصمة هى ” الباويطى” وتؤامها  قرية ” القصر” وهما قريبين جداً من بعضهما ولا يفصل بينهما شئ ، أما المجموعة الثانية تضم قريتى ” منديشة و الزبو ” ولا يفصل بينهما سوى كيلومتر .

أما سكان البحرية فهم عبارة عن خليط من ثلاث مجوعات : السكان الأصليون بالواحة ، البدو الذين نزعوا إليها من الصحراء الغربية إما من الساحل وإما من ليبا ، ومجموعة جاءت من مصر العليا خاصة من محنفظة قنا ، وفى كل قرية توجد عائلة يُشار إليها أنها أقدم عائلة بها وأن أعضائها كانوا أخر النصارى الذين تحولوا الى الإسلام ومن بين هذه العائلات ” الدوايده ” فى ” الباويطى” و عائلة ” سوبى ” فى الزبو ، والحارة ” عدد سكانها حوالى 600 نسمة ” عبارة عن فرع من منديشة والزبو ، بينما ينحدر سكان الحيز ( حوالى 300 نسمة) من عائلات القصر .

أما العجوز يسمى أهلها ” السيويون ” وكان أجداد بعض الجيل الحالى يتكلمون ” السيويه” .

وإذا بحثنا عن أصل أهل البحرية فهم مثل سائر الواحات الآخرى ، ينحدرون من قبائل بدوية عربية ولكننا لانأخذ هذا على محمل الجد فرغم أن الأصول العربية توفرت لدى بعض السكان إلا أن السكان الحاليون هم عباره عن جماعات ذات حضارة موحده ، وإذا نظرنا الى تاريخ البحرية فنكتشف أنهم خليط من سكان الواحات القدماء الذين أعتنقوا الدين الإسلامى وقليل من بدو العرب الذين أستقر بهم المقام هناك وبعض النازحين من الواحه الداخلة ، إلى جانب بعض من سكان مصر الوسطى الذين استقروا للعمل بها كصناع ونجايين وحرفيين وغيرهم .

وإذا نظرنا إلى ملابس النساء وزينتهن بالبحرية فنجد فيها أختلاف وتميز عن غيرها من سكان وادى النيل ، فمثلا الرجال تلبس نفس ملابس الفلاحين فى الفيوم والمنيا ولكن ميسورى الحال حينما يذهبون إلى القاهرة فى الأعياد يلبسون ملابس تشبه أهل اليسار من ليبا .

الحقيقة أن الزائر للواحات فى الوقت الحالى لا يجد شيئاً مختلف فى ملابس أهلها ” يلبسون مثل أهل الفيوم ” ولكن إذا مكث بالبحرية لوقت أطول وأختلط بأهلها يلاحظ اختلافاً كبيراً فى الزى الذى يرتدونه فى المنزل وخاصة فى منديشة والزبو حيث كانت الصبيات وأمهاتهن يلبسن ملابس خاصة حينما كن يخرجن من المنزل عباره عن ” ثوب مصنوع من قماش أسود مطرز بخطوط متعامدة جميلة التصميم وملونه بخطوط الحرير الحمراء والصفراء والخضراء على الصدر والظهر والأكمام ، والصدر هنو أغنى أجزاء الثوب تطريزا حيث يضيفون صفوفاً من أقراص “معدنية صغيره تشبة الفلوس وكان القليل من نساء القرية الميسورات تصنعة من الفضة .

وكان لكل امرأه حزام من الذهب يسمى” قطرة” ولم يصنع من اى نوع من المعدن سوى الذهب بينما الأقراط وباقى الزينه تصنع من الفضة ، وبعض النساء التى كانت تحب أن تظهر أكثر جمالاً كانت تضع زينه فضه فى شعرها وترتدى العقود ، وكانوا يرتدون على الرأس شالاً أسود مطرزاً حوافه بزخارف حمراء وصفراء وخضراء .

معظم هذه الحلى يجلبها الوافدون من الفيوم للتجارة كما يمكن ملاحظة الكثير من هذه الحلى فى محلات الفضة بالقاهرة ، والثياب المزخرفة ترتديها النساء فى كل الأحوال تستطيع أن تراها حتى وإن كانت تذهب لجلب المياه من العيون .

النساء فى البحرية مغرومات بالوشم وخاصة على الجبهه والذقن ، وأيضاً بالكحل والعطور .

ولأهل البحرية العديد من المميزات فى الأكل والشرب والغناء والعادات وغيرها التى سنتحدث عنها فى مقالات أخرى بالتفصيل …..

MEU

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى