
من العقيدة الشمسية إلى العقيدة الأوزيرية
من العقيدة الشمسية إلي العقيدة الأوزيرية
بقلم حبيبه محمد
كان المذهب الشمسي يختص بلاهوت الدولة ونفوذ الملك … علي حين كان المذهب الأوزيري يختص بديانة الشعب… ومضى المذهبان يساير أحدهما الآخر علي النحو التالي :
في عصور ما قبل التاريخ كان المصريون يعتقدون بوجود عالم سفلي هو مصير الأموات جميعاً غير الملوك … فلهم آخرة سماوية ثم ما لبثت آخرة الملوك أن اتسعت للعظماء و الأشراف.
استحالت هذه الآخرة إلي ملكوت إله الشمس وحده في سمائه لا يشاركه بملكوته أحد.
أصبح أوزوريس رب العالم السفلى وبهذا شجب سلطان جميع المعبودات الجنائزية الأخرى .
أخذ سلطان أوزوريس في عالمه السفلى يطغى علي سلطان الآخرة الشمسية السماوية .
ثم أخذ الدين الشعبى الأوزيري يطغى علي دين الدولة الشمسى وأتباعه من رجال البلاط والكهنة.
كان أوزوريس يعد عدواً للموتى الذين يعتنقون المذهب الشمسى كما تدل ذلك بعض متون الأهرام والتى كانت تشمل تعاويذ الغرض منها الحيلوية بين أوزوريس وأقاربه من دخول الهرم الذى هو قبر إله الشمس منعاً لسوء مقصود .. فلقد كانت عقائد أوزوريس علي النقيض من العقائد السماوية التى تنشد النعيم المقيم … فالمتوفى لا يرتفع إلي السماء كما تؤكد متون الأهرام بل يقيم في ملكوت أوزوريس الأرضى مع هذا المعبود .
اشتمل اللاهوت الأوزيري على طقوس متنوعة كتلك التي نجدها في اللاهوت الشمسي ولكن الخضرة التي يمثلها تتحدد بعد موته .. ولذلك فأوزوريس يبعث من بين الموتى ويعد هذا انتصاراً على الموت ومن ثم كان الاندماج بين الملك المتوفى و أوزوريس.
وقد كان أوزوريس أحد معبود عند المصريين الأقدمين وبعد أن كان إله الشمس قوة طبيعية تهبط إلي الدنيا وتتصور ملكاً علي الأرض له السيطرة التامة علي حياة البشر و ليس لإنسان أن يشاركه فيما يفعل … تمخضت القوة الطبيعية الأخرى بقوة الطبيعية الأخري بقوة أوزوريس وأتاحت للإنسان أن يشارك فيما كان يراه للآلهة خاصة فاستنبت القمح والشعير وغيرهما … وانتقل بذلك من القنص و الصيد إلي الزراعة التى حولته من إنسان متنقل الي إنسان مستقر.