
مدينة تيرادينت في إيطاليا ” مدينة الأشباح ”
مدينة تيرادينت في إيطاليا ” مدينة الأشباح ”
كتبت : إيمان حامد
شهدت إيطاليا أزمات اقتصادية قوية تسببت فى نزوح العديد من القرويين وسكان المدن الصغيرة إلى المدن الأكبر النشطة اقتصادياً وتجارياً بل البعض هجر إيطاليا ليبحث عن فرص عمل فى أستراليا وكندا والولايات المتحدة بينما شهدت المدن الصغيرة اهتماما أقل فى التطوير والتنمية مما دفع لهذا الخلل فى توزيع النشاط الاقتصادى وبالتالى حركات نزوح ضخمة مما خلق فى النهاية ظاهرة ” مدن الأشباح ” التى لم يعد يقطنها أحد.
ولكن لا يعتبر العامل الاقتصادي سببا وحيداً، فالزلازل التي دمرت قرى إيطالية لعبت دوراً فى نزوح السكان مثلما حدث بالضبط في مدينة سيفيتا دي بانو ريجيو التى حملت يوماً لقب جوهرة نهر التيبر الشهير وقد توقف الزمن بهذا المكان منذ وقوع الزلزال ففي إحدى المدارس هناك، والتي تدمرت جزئياً بسبب الزلزال، لا تزال كتابات التلاميذ باقية على السبورة، ويظهر التقويم على الحائط عام 1968 .
بالإضافة إلى أن الشوارع مرصوفة بالحصى تصطف على جانبيها مجموعة من القصور الجدارية الفخمة التي تتميز بشرفات حجرية مزخرفة وأرضيات من البلاط المجلفن، وساحات فناء على الطراز العربي، كانت سابقاً منازل للمزارعين الأثرياء وملاك الأراضي.
وقد تألقت الواجهات الحجرية الذهبية للمباني تحت أشعة الشمس بينما تبرز الجدران والسقوف الملونة وسط الأشجار المتساقطة، والطحالب والركام كما أطلق سكان صقلية على هذا المكان “بومبي الحديثة” نظرا لكونه أشبه بمتحف في الهواء الطلق حيث استطاعت الهندسة المعمارية أن تصمد أمام الكارثة الطبيعية
ومن جانب آخر تسعى الأن الحكومة الإيطالية لتبنى خطة لإحياء مدن الأشباح التي هجرها السكان عبر حقن تلك الأماكن بمهاجرين سواء أوروبيون أو دوليون وحوافز مالية مغرية تضمن استيطان هؤلاء المهاجرين لتلك المدن.
والجدير بالذكر أن إيطاليا لا تعانى وحدها من تلك الظاهرة، فهناك حالات شبيهة فى ألمانيا وفرنسا حيث يجد المهاجرون تحديات جمة فى هذه الأماكن المهجورة مثل العثور على فرصة عمل جيدة فى أماكن تركها الإيطاليين أنفسهم لوفاتها اقتصادياً.