
كيف نخلق ذكريات تدوم مدى الحياة مع عائلتك وأصدقائك ؟
كيف نخلق ذكريات تدوم مدى الحياة مع عائلتك وأصدقائك ؟
كتبت/ روان عبدالعزيز
إن صنع الذكريات هو المسكن لآلام الحياة، فكم من شخص صنعنا معه مئات الذكريات واختفى فجأة من عالمنا، تعددت الأسباب ولكنه اختفى!
أمر واقع وعلينا تقبله شئنا أم أبينا، خاصًة إذا اختاره الله بجاوره ليبتعد عن الحياة بمٕن فيها، فتظل الذكريات التي صنعناها في حياتنا معه هي التي تعيننا على الحياة وتجعلنا نستطيع التواصل، رغم مآسي الحياة.
قد يكون الفراق على الأرض وقد يكون تحت التراب، وقد يكون وجع الفراق هينًا مدام الشخص المُفارق على قيد الحياة وسالمًا رغم البعد أو الهجران، ولكن ماذا يداوي جراح فراق من فارقوا الحياة؟
لذلك لا تجعل الحياة تضيع هباءًا أبدًا، فحارب دائمًا حتى نصنع أفضل الذكريات والمشاهد والصور لتظل في مخيلتنا وأمام أعيننا إلى الأبد، فاللحظة تمر ويبقى الأثر، وماذا نريد من الحياة غير أثر سعيد من كل ذكرى.
تتراكم الكثير من المشاهد واللقطات واللحظات -السعيدة أو الحزينة- في مخيلتنا لا تخفت مهما مرّ سنون من العمر، نظل نتذكرها بابتسامة – سعيدة أو مُرَّة- ونسأل نفسنا السؤال المشهور، هل مرَّت اللحظة ؟، هل بالفعل لن تتكرر ثانيةً؟
الكثير والكثير من الأسئلة التي تدور بداخل الجزء الصغير الذي يشغل حيز ضئيل بدماغنا ولكنه جبّار، قادر على شغلنا طوال الوقت بذكريات نحبذها أو لا، فهو الذي يحدد في ماذا سنفكر الليلة ؟
تعلم/يّ أن خلق الذكريات هو أساس الحياة، فلا يجب اهمالها، فنحن اليوم معًا ولكن الغد ! لا أحد يعلم.. اصنعوا ذكريات، تنزهّوا معًا، اقضوا الكثير والكثير من الأوقات المميزة التي نتذكرها في المستقبل القريب أو البعيد.
العائلة والأصدقاء، هل يوجد أفضل وأقرب منهم لنا في الحياة؟ بالطبع هم الأقرب لقلوبنا، ودائمًا نتمنى رؤيتهم في أفضل حال، فلماذا لا نجعل كل أوقاتنا معًا ثمينة، غالية و مزمنة مهما مرّ عليها من الوقت لا تُحذف من الذاكرة أبدًا.
فما هي أفضل الطرق التي نخلق بها الذكريات السعيدة ؟
في رأييّ من أفضل الطرق لخلق الذكريات هي الحكاوي بين الأحباب، فلك تتخيل عظمة الوقت الذي نقضيه معًا كلٍ منا يُفضي بما بداخله للآخرين، ونحلل مشاعرنا معًا، ونعرف الصواب من الخطأ، و نفصل معهم من أعباء الحياة.
واقتدائًا بالرسول الكريم “صلىٰ الله عليه وسلم” الذي كان لا يفعل شيئًا بدون أن يشير أصحابه، فلا تنسى أن تأخذ رأيهم في كل ما يهمك من خطوات مستقبلية في حياتك وتحب أن يحدث، فهم النصيحة، وهم المشورىٰ، وهم السند في الحياة وقد تجد عندهم ما لا تجده في نفسك.
واجعل لكم نشاط مميز، ممتع و مُسّلي تمارسوه معًا في جلستكم سويًا، ويظل علامة لكم تتذكروها بابتسامة وعند ذكر أي حد من الخارج اسم النشاط ترتسم ابتسامة مصاحبة تذكرك بأصدقائك ووقتك معهم.
ما أروع الأصدقاء والعائلة! وما أجمل من صنع الذكريات المميزة، وما أسوء الفراق! لا تدع العمر يمر بدون لحظة مميزة فيه، لا تكن الخاسر الوحيد باللعبة، ولا تجعل الندم حليفك في أوقات لا ينفع فيها الندم، اغتنم كل الفرص التي تجعلك سعيدًا، انجحوا معًا، اخسروا معًا، فلا يوجد أفضل من احساس المشاركة مهما كانت النتيجة، فنحن لا ندري مَن سيمشي أولًا..