
الجعران فى مصر القديمة
كتبت:حبيه محمد
الجعران ( الجعل) المصري القديم استعمل اسطوانات من الطين المنقوش لختم الاشياء التي كان يريد أن يحافظ عليها كأواني الخمر و الزيت وغيرهما . ولاكن علي مر الايام لوحظ أنه أستعمل هذةا الاسطوانات أختاماً في هيئة جعارين . و لليوم لا يوجد معرفه ما للاسطوانات من أهمية دينية أو سحرية في حين كان الجعران مفعول قوى بوصفه تعويذة .

الجعران كان يعد في نظر الشعب المصري ممثلاً لمعبود ( الشمس ) الخالق لكل شئ ، ولذلك كان يطلق عليه ( خبرى) أي الخالق ، وكلمة جعران تقابل في المصرية القديمة ( خبر ) وهي مشتقة من الفعل ( خلق ، أوجد ) .
زعم أن في درجة هذه الحشرة لكرة الروث التي أمامه كثيرا علي الأرض تفسير لدحرجة معبود الشمس كرة الشمس العظيمة في عرض السماء وقال القوم إن القوة التي تحرك الشمس قد مثّلت علي الأرض في الجعل. و أعجوبة أخري كان يخرج من كرة الروث التي كان يدحرجها جعراناً صغيراً عندما كانت تحل ساعة فقسه ، فظن أن هذا الجعران الذكر قد خلق هذا الجعران الصغير بدون أنثي فأستحق لقبه الذي يعني الخالق ولكن أثبت فيما بعد خطأ هذه الظنون حيث كشف أن أنثي الجعران تضع البيض في كرة الروث و يدحرجها الذكر حتي تفقس حيث تكون هذه الكرة طعاما الحشرة لا اكثر من ذلك .
كان اعتقاد المصري القديم ينحصر في تجديد الحياة في العالم السفلى ولذلك يوضع ( جعل القلب ) “أي الجعل الذي كان يحل محل قلب المتوفى ” من الحجر ، وهو رمز الحياة المتجددة بدون مساعدة لأن لأن فصيلته كانت تلد نفسها بنفسها دون مساعدة كما ذكرنا.
لذا كان المصرى يرجو بعد وفاته بمساعدة الجعل الذى يوضع بمكان قلبه أن يكون نصيبه محاكمة عادلة في قاعة العدل أمام محكمة أوزوريس .. لذا لم يظهر شخص المعبود ( أوزوريس ) إلا علي جعارين القلب التي كانت توضع علي قلب المتوفى .
وقد أصبح الجعل منذ أن استعمل خاتما أو تعويذة للوقاية موحدا بخرافات مختلفة خاصة باسم الإنسان والنقوش التي مقرها علي كثير من الجعارين شواهد علي تأثير مثل هذه الخرافات علي عقل المصري القديم . يظهر أن الجعارين الصغيرة قد أخذت تعد بمثابة تعاويذ أكثر من منها أختاما ولذلك كان يظن أنها تحمي حاملها من كل أنواع الأذي في الحياة الدنيا و الآخرة وفي الوقت نفسه إذا كانت حسنة النقش و التنسيق فإنها تجلب السعادة لصاحبها وكان أكثر ما خص من نقوش المعبودات علي الجعارين كانت من نصيب ( آمون رع ) ( بتاح ) .
كان يعد اسم الفرعون الحاكم من القوي الحافظة من الشر ولعله كان يعد من أهم القوي .. وقد كان ينعت بالإله الطيب لأنه ابن الشمس وكان عند تولية العرش يظهر مثل (رع ) بين هتاف رعيته وفرحهم لأنه كان يحكمهم علي حسب نظام ( ماعت ) فيمنحهم به الحياة الرخية وعلي ذلك كان الاسم الملكى يظهر عادة علي الجعارين كتمائم حامية كما كان يوضع أسماء المعبودات عليها ويشمل ذلك الملوك المتوفين العظام وهم الذين أصبح الشعب يعبدهم في حياتهم أو بعد مماتهم لما لهم من مكانة ممتازة في أعينهم مثل ( من كاو رع ) و ( تحتمس الثالث ) و ( امنحتب الثالث ) و ( رعمسيس الثاني) .
لا نزاع في أن دقة صنع الجعارين أو خشونة نحتها يدل دلالة قاطعة علي ما كان عليه القوم من مهارة أو انحطاط فني .
هنا مثل الجعران بصورته الأصلية المصنوع من الحجر الضخمة وهو من الجرانيت الأخضر ويبلغ طوله خمسة أقدام وارتفاعه قدمان وتسع بوصات وعرضه قدمان وعشر بوصات .
وكانت المادة المختارة التي تصنع منها الجعارين هي حجر الاستياتيت المطلي المائل الخضرة أو الزرقة أو من القيشانى الأزرق كما كانت تصنع من حجر الدم و الجشمت و الفيروز و الذهب و الفضة و السام ( خليط طبيعي من الذهب و الفضة ) بالإضافة إلي حجر اليشب ذي اللون الأحمر . وأيضا صنعت من اللازورد و حجر البازلت و الزجاج و غيرها من الأحجار المصرية.