
الإعلام أداة حرب نفسية في عصر المعلومات المغلوطة.. تصريحات د داليا المتبولي
مادونا عادل عدلي
الإعلام في العصر الرقمي
يواجه الإعلام في العصر الرقمي تحديات كبرى وقد تحدثت الدكتورة داليا المتبولي، أستاذة الإذاعة والتلفزيون بجامعة دمياط ورئيس ملتقى التميز والإبداع العربي، عن الدور الحاسم الذي يلعبه الإعلام في بناء الوعي الوطني وتعزيز الانتماء لدى فئات المجتمع، خاصة الشباب.
وهذا قد جاء خلال ندوة لها قد حملت عنوان “الإعلام الجديد: سلبياته وإيجابياته”، والتي قُدمت في ختام فعاليات الدورة الـ56 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، وأدارتها الإعلامية آية عبدالرحمن.
وأكدت د داليا المتبولي إلى أن الإعلام التقليدي مازال يحتفظ بمكانته رغم التطورات التي شهدها الإعلام الجديد، مؤكدة ضرورة تقنين هذا الإعلام الجديد، وتوعية الشباب بمخاطر الانجراف وراء التريند والشهرة السريعة التي انتشرت عبر منصات التواصل الاجتماعي.
وأشارت على أهمية عقد ندوات ومؤتمرات تهدف إلى رفع الوعي الإعلامي، خصوصًا لدى الفئات الشابة التي باتت الأكثر عرضة للمحتوى غير الموثوق.
وتابعت داليا المتبولي أن الإعلام الجديد قد أحدث تحولًا ثقافيًا في المجتمعات، حيث أضحى المحتوى الذي يُنشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي يقدم نماذج قدوة بعيدة عن المفاهيم التقليدية التي كان المجتمع يعتز بها.
وقد شددت على أن هذا التغيير أسهم في انخفاض اهتمام الشباب بالتعليم والمعرفة، وأدى إلى تراجع مكانة الصحافة الورقية، التي كانت في الماضي المصدر الرئيس للثقافة والاطلاع على الأخبار.
وتطرقت المتبولي إلى تراجع قدرة الشباب على التفاعل مع الصحافة الورقية، رغم أن الصحافة الإلكترونية تحظى بانتشار واسع بفضل سرعتها وتفاعلها الفوري مع الأحداث.
كما أشارت إلى أن أحد أبرز سلبيات الإعلام الجديد هو تسريع نشر الأخبار على حساب التأكد من صحتها، مما يفتح المجال لنشر معلومات مغلوطة تؤثر على الرأي العام.
وأكدت أنه لا بد من تحري الدقة في نشر المعلومات، خاصة في ظل الأوضاع السياسية والاقتصادية التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط.
وأكدت داليا المتبولي إلى ضرورة التزام الإعلام بقيم المجتمع الثقافية والاجتماعية، والتأكيد على التمسك بالعادات والتقاليد التي تساهم في تعزيز الهوية الوطنية.
وتابعت إلى أن الإعلام أصبح أداة قوية في الحروب النفسية وحروب الجيل الرابع، التي تستهدف زعزعة استقرار الدول وتغيير وعي شعوبها.
وأنهت حديثها، على ضرورة أن تقوم المؤسسات الإعلامية العربية بتطوير أدائها وتعزيز مهاراتها المهنية لمواجهة التحديات الراهنة، خصوصًا في ظل انتشار الأخبار الزائفة والشائعات التي تهدد استقرار المجتمعات.
وأشارت أن الإعلام يجب أن يكون أداة لتوجيه الأفكار وبناء الوعي، مع ضرورة إستثمار الإمكانيات التكنولوجية الحديثة لتقديم محتوى هادف ومسؤول.