حوارات

شخصيات مؤثرة.. رؤية وطن تحاور رائد الرواية العربية دكتور أحمد طايل 

شخصيات مؤثرة.. رؤية وطن تحاور رائد الرواية العربية دكتور أحمد طايل 

حوار /حنان مرسي

ـ رؤية وطن تحاور رائد الرواية العربية

ـ شبابنا أصبح أسيرلتقليد أعمى لثقافات لا تمت لنا بصلة.

ـ مصر هي حجر زاوية الثقافة العربية.

ـ الثقافات ليست قراءات فقط هي مشاهدات..سمعيات..تحليل أحداث..قراءة ما بين السطور.

ـ العمل الجاد تفتح له الأبواب على مصراعيها.

ـ السياسة لابد وأن تكون قاطرة جيدة بعيدة عن أي تعرجات ومطبات.

 

تزدحم حياتنا بعدد كبير من الشخصيات منها العميق ومنها السطحي منها الجاد وعكسه..الناجح وعكسه..صاحب الطاقة الإيجابية وعكسه، وقد نجد شخصية واحدة تجتمع فيها كل المتناقضات.

ومن المؤكد أننا ننسى من هذه الشخصيات الكثير ويكون مروره عابرًا في حياتنا ،ولم يترك فيها أي بصمة أو أثر؛لكننا نتوقف دائمًا عند الشخصيات المؤثرة نتعلم منها وتتغير بعض سلوكياتنا بسببها

فتلك الشخصيات لا يمكن نسيانها أبدًا.

ومن خلال سلسلة حوارات شخصيات مؤثرة التي بدأناها لتكون توثيقًا لتاريخ تلك الشخصيات؛ سنلقي اليوم ضوئًا على أحد أعلام مصر الأدبية والثقافية أحد فرسان الكلمة؛ إنه الروائي والمحاور الأدبي صاحب القلم الذهبي الأستاذ أحمد طايل.

حوار للتاريخ

ـ عدد أعمالك الأدبية؟وما هو أكثر عمل مقرب إلى قلبك؟

 

أعمالي

-على أجنحة أفكارهم..اطلالات ثقافية..( حوارات ادبية)

– شواطئ إبداعية ( حوارات أدبية)

– الوقوف على عتبات الأمس ( رواية)

ـ متتالية حياة ( رواية)

– المتشابهون ( رواية)

– شئ من بعيد نادانى ( رواية)

– رأس مملوء حكايات ( رواية)

– عيد ميلاد ميت ( رواية)

–  أيام بعيدة جدا ( رواية)

لكل عمل له تميز ورسوخ لدي لأنه بالتأكيد يعبر عني وعن عالمي الخاص أو الذي عشته بعالمي المجتمعي، وأي عمل هو مؤكد له اعتزاز من كاتبه

المشاركة في الدراما

– هل تحول بعض من أعمالك للدراما؟

هناك مشروع لعمل درامى عن روايتى

شئ من بعيد نادانى،كُتب له السيناريو ومعروض على إحدى شركات الإنتاج ندعو الله بالتوفيق وأن يظهر للنور ولحيز الواقع.

التخصص

-هل تخصصت في أدب الرواية أم لك مناهل في فروع أخرى من الأدب؟

البدايات كانت من نهاية السبعينات وأوائل الثمانينات بدأت بكتابة المقالات التى تلقى الضوء على الأحداث المجتمعية وبعض الشخصيات بأسلوب ساخر هادف، أو ما يسمي النقد الموضوعي الهادف، ثم أخذت منحى الحوار الأدبي، وأجريت حتى الآن أكثر من 150 حوارًا مع كتاب وكاتبات مصر والعرب، ثم كتبت القصة القصيرة فترة، واكتملت الخلقة بكتابة الرواية وتصوري أن الكتابة كلها ترتبط ببعضها.

بالإضافة إلى أني أقمت العشرات من الفعاليات واللقاءات الفكرية الأدبية فى شتى فروع الإبداع لقامات باسقة بهذا العالم الرحب من الثقافة، على سبيل المثال لا الحصر.

الجزائري الشهير..واسينى الأعرج

اليمني..محمد الغربي عمران.

السوري المميز دراميا وابداعًا الراحل..خيري الذهبي.

العراقية متعددة الزوايا الإبداعية..د.وفاء عبد الرزاق

الراحلان المصريان.. مكاوي سعيد ، د.شريف حتاته.

السورية .لينا الطيبي.

وعشرات غيرهم.

كل هذا كان له دور فى تشكيلي الفكري والإبداعي ولكل تجربة منهم إضافته وتأثيراته.

معرض القاهرة الدولي

-بأي الأعمال تشارك في معرض القاهرة الدولي للكتاب هذا العام؟

فى الحقيقة المعرض هذا العام يشهد وجود عدد كبير لي، سوف اذكرها لكم:

– عيد ميلاد ميت ..وهى رواية فازت بالمركز الأول على مستوى الرواية التى أقامتها دار الرضا للنشر والتوزيع على مستوى الوطن العربي، إصدار دار الرضا للنشر والتوزيع.

-المتشابهون

الوقوف على عتبات الأمس دار سمير منصور للنشر والتوزيع بغزة

 

– متتالية حياة ..طبعة ثانية عن دار فصحى للنشر والتوزيع.

– أيام بعيدة جدا..عن مؤسسة العميد للطباعة والنشر والتوزيع والترجمة والاستشارات الثقافية.

– شئ من بعيد نادانى ..طبعة ثانية عن مؤسسة العميد للطباعة والنشر والتوزيع والترجمة والاستشارات الثقافية.

– برواق الثقافة المغربية..

-رواية شئ من بعيد نادانى..طبعة أولى

-رأس مملوء حكايات.

 

ـ أسئلة مستوحاه من أسماء روايات الأديب الكبير أحمد طايل

-من هم المتشابهون؟وفيما يتشابهون؟

– شئ من بعيد ناداني…ما هو هذا الشئ؟

ـ هل يمكن ان تقترب الأيام البعيدة جدا؟

– ما هي متتالية الحياة؟

– هل يصح الوقوف على عتبات الأمس؟

المتشابهون هي تأكيد على صدق وموضوعية عبارة .. يخلق من الشبه أربعين، وأنها ليست عبثية كما يعتقد البعض، هناك من يشبهنا ليس ملامحاً ولكن فكرًا وعقلاً، وأهداف حياتية ،وطقوس حياتية منتشرين بكل العالم، وعلينا أن نبحث عن من يشبهنا حتى نأنس بهم، ونتلمس الدفء الحياتي بوجودهم قريبين منا.

شئ من بعيد ناداني

العالم كل العالم أبناء أب واحد ( آدم) وأم واحدة ( حواء)، وأنه مهما تعددت البلدان بمسمياتها العديدة ومهما تعددت اللغات، و اللهجات، واللكنات، والديانات، وطريقة الحياة، وطريقة التفكير لابد من نقاط التقاء بالنهاية .

متتالية حياة

تتناول ما حدث من تفسخ بالعلاقات الإنسانية، وتقلص الود والتراحم والاحترام بين  البشر، وأن هناك ظاهرة ناشئة من التقليد الأعمى لكل ما يرد لنا من متغيرات نقلدها دون تبصر ودون دراستها وفحصها وتمحيصها حتى ندرك كل جوانبها سلبية وإيجابية، وأن هناك من يريد القفز على حقوق الآخرين بلا أى حق له لهذا.

الوقوف على عتبات الأمس.

تركز على ضرورة عودة الوعي للموروث الثقافي والفكري والعقائدي والتاريخي للشعوب، وأن لا نترك أنفسنا للآخرين يتلاعبون بنا وبمقدراتنا، وأن العودة للأمس ليست دعوة رجعية ولكنها دعوة لترسيخ ماضينا الذي نشأنا عليه من عوالم تربوية واجتماعية وسلوكية تضيف لنا وإلى أوطاننا.

الحالة الثقافية لدى الشباب

-كيف ترى الحالة الثقافية والابداعية لدى شباب اليوم؟

هذا سؤال ينكأ وجع كامن وساكن داخلي ،وداخل الكثيرين مِن مَن يمتهنون الكتابة الصادقة والهادفة، شبابنا أصبح أسير التقليد الأعمى لثقافات لا تمت لنا بصلة، وللأمانة أقول إننا جميعا شركاء بما هو حادث، لم يعد هناك دور ملموس للأسرة بالغالبية من هذه الأسر، غابت حصص المكتبة والموسيقى والصحافة والإذاعة المدرسية وغيرها من أنشطة كانت سبيلا لتهذيب السلوك والإرشاد الصحيح.

فتقلص نتيجة لذلك  دور الكتاب المقروء وبالتالى ابتعد شبابنا عن إعمال العقل لأن هذا يكون بالقراءة الورقية التى تستنهض  التفكير وبالتالي تكون الرئة متسعة للكثير من ما يمر بنا من أحداث سواء إقليمية أو عالمية، شبابنا أصبح يسعي ويهرول كثيرا نحو ما يثير الغرائز والشهوات لكن ذلك لا يلغي وجود شباب يتبصر ما يحاك بالوطن من أمور تريد زعزعته فكريا.

سباق الوعي الأدبي

– أين توجد مصر في سباق الوعي الأدبي العربي؟

 

مهما ألم بمصر  من أحداث تظل دوما وأبدا هي تاج الثقافة العربية ورائدتها، مصر تتميز بغزارة روافدها الثقافية والفكرية بلا انقطاع ولكن ما هو مطلوب بإلحاح هو مبادرة جادة وقابلة للتنفيذ على أرض الواقع لإعادة الثقافة إلى جادة الطريق لابد من إعادة دور المدارس والجامعات ،ودور المؤسسات الثقافية الجادة والإعلام المحايد.

فضلا عن عدالة التوزيع الثقافي على كل شبر من أرض مصر لأن للمواطن حقه ونصيبه من الجرعة الثقافية دون تفرقة بين شريحة مجتمعية وأخرى، الثقافة هى عنوان الشعوب والهوية الثقافية هي أهم أمن قومي، أكرر أن مصر هى حجر زاوية الثقافة العربية، ومؤكد بالوطن العربي على تعدد بلدانه نشاط ثقافي كبير ومتميز.

لكن هذا وحده لا يكفي ولابد لنا أن نبحث بجدية عن تضييق الفجوة بين الثقافة العربية والغربية ولابد أن تترجم الأعمال الإبداعية والفكرية إلى الترجمة إلى اللغات الغربية ولا نكتفي بترجمة الغرب للعربية، كيف يعرفنا الآخر ولا يوجد منتج إبداعي أو فكري يجعله يعرفنا بشكل جاد وحقيقي.

محاور أدبي مخضرم

– سيادتك من المحاورين الأدبين المخضرمين…ماذا أضافت هذه التجربة لأحمد طايل؟

الحوار الأدبي أعتبره بالنسبة لي هو الركيزة الكبيرة والأساسية فى ترسيخ وتأكيد الفكر والثقافة لدي لأن الحوار هو تساؤل والتساؤل هو سبيل للمعرفة، ومن هنا ومن خلال الحوار الأدبي هو دراسة سيكولوجية شبه كاملة للكاتب أو الكاتبة والكتابات الخاصة بهم لأنها تعطي زوايا لرؤية كبيرة حول تكوينهم الفكري وعن البيئة والمناخ الذي عايشوه ومن المؤثرين بحياتهم وما هي أهدافهم من الكتابة وكيف كانت رحلتهم وهل حققوا ما كانوا يصبون ويهدفون إليه وما مدى الحلم والطموح لديهم، وماذا يكتبون وهل يكتبون عنهم أو للآخر أو عم الآخر.

وهم بالفعل استطاعوا الإمساك والتعبير بصدق وواقعية  عن مجتمعهم وعن مدى تأثير المجتمع فيهم وتأثرهم بالمجتمع، باختصار متناه هى اضافات كبيرة لأن لكل كاتب أو كاتبة زواياه وبصمته الخاصة، كل هذه الحوارات كانت بمثابة آلاف الكتب قرأتها عن قرب وتمعن وتأمل، الثقافة ليست قراءات فقط هى ايضا مشاهدات وسمعيات وتحليل للأحداث جميعها وقراءة ما بين الأسطر.

 

أهم مشاكل الأدباء

– اكبر مشكلة ممكن يواجهها الأديب ؟ وكيفية التغلب عليها.

المشاكل التي يمكن أن يوجهها الكاتب هى عدم قدرته على النشر بمنافذ النشر، وعدم القدرة على الوصول إلى المنابر الاعلامية، وعدم وجود نقد موضوعي كما كان بالسابق، وعدم انتمائه للشللية والعلاقات لكن بالأول والأخير أي كاتب واثق من ذاته ومن ابداعه سيحقق حلمه رغم اى معوقات، العمل الجيد والصادق تفتح له الأبواب على مصراعيها.

أسئلة فلسفية

-أسئلة فلسفية ..ماذا تعني لك هذه الكلمات؟

(الحياة/الموت/الصدمات/السعادة/العدل/القيم/المال

الرضا/العمل/الظلم/المرض/السياسة)

 

الحياة

الحياة هي اللحظات التى يجب أن نعيشها بكل حب وأن نتعامل معها بحب حتى ننال حبها، وهناك ضرورة أن نحب حياتنا حتى تحبنا الحياة.

الموت

الموت هو ختام رحلة طويلة نعيشها بأفراحها وأتراحها وهي الاستراحة الإلهية الحتمية، وما علينا إلا أن نقدم ما يجعلنا ننال الموت بترحاب ورضا وضمير.

الصدمات

الصدمات هي اختبارات إلهية ويجب أن نتعلم  منها كيفية تفادي تكرارها وأن نغتنمها، ونقوي أنفسنا بما نتعرض له من صدامات، الصدامات والآلام والأفراح  وأي شئ نمر به هو مصابيح نهتدي بها بحياتنا.

 

السعادة

السعادة هي أن نترك بصمة بمجتمعنا ونترك موروثا من سيرة وعطاءات تمنحنا الحياة لعقود حتى بعد الممات.

العدل

العدل هو التعامل مع الجميع بمعيار واحد ولا نميل الكيل بأكثر من مكيال، وأن الجميع سواسية يخضعون لمبدأ واحد متساوي في العقاب والثواب وفي الحقوق والواجبات.

القيم

القيم هي الأساس المتين والقوى التى تجعلنا قادرين على التعامل مع الذات ومع المجتمع بتصالح وتوازن نفسى غير مختل، علينا أن نجعل من قيمنا وعاداتنا التى نشأنا وتربينا عليها  هى اضاءات طريق الحياة.

المال

المال سبيل وليس غاية وعلينا أن نوجه المال التوجيه الصحيح الذي يضيف إلينا وإلى محيطنا ودون غاية أن ننال حقوقا وأموالا غير مستحقة، فالمال وكيفية إنفاقه مؤشر كبير على كينونة صاحبه.

الرضا

الرضا مع القناعة أهم معيارين لوجود البركة فى حياتنا وأيامنا وعائلتنا وعلينا أن نسعى أن نظل متمسكين وإعلاء قيمتهم فى أولادنا  وأحفادنا، الرضا والقناعة هما أهم علاج نفسى للروح والأجساد.

 

العمل

العمل رسالة وهدف، العمل تعبير عن الذات وعلينا العمل بحب حتى ننال حبه وحب مجتمعنا، العمل أمانة حياتية من المهم أن نسعى إلى أداؤه بكامل الضمير والوعي لأهميته للشعوب والأوطان.

الظلم

الظلم قاتل الطموح وقاتل لكل نجاح الظلم مكبل لأي إنسان يريد بناء نفسه وبناء أهدافه، لكي نتعايش مع مجتمعنا لابد لنا أن نحاول انتفاء وجوده.

المرض

المرض اعتبره دعوة لمراجعة حياتنا وأنه اختبار لقدراتنا وايماننا، المرض رسالة إلهية أن نعمل لآخرتنا كأننا نموت بالغد.

السياسة

السياسة هي تعبير عن هوية وتوجهات الوطن ويجب أن تكون قاطرة جيدة بل وممتازة لقيادة كل الأمور والبعد بها عن أى تعرجات أو مطبات.

أهم الأمنيات

١٣– ما تتمناه بشكل عام للأدب والثقافة في مصر

ما أتمناه لمصرنا هو أن تظل على وحدتها التي تجمع بين أبنائها بعدالة وتساوي، وأن تظل آمنه مطمئنة وأن تظل كما هى الدرع الواقي للأمة العربية والإسلامية،وأن تظل بوتقة كل الأديان بمنتهى الحرية والأمان.

وبالنسبة للثقافة أتمنى أن ترتقي دوما وتكون معبرة بصدق وبوعي عن هويتنا الحقيقية وأن تواجه ما يأت إلينا من رياح عاتية تهدف لزعزعة استقرارنا الثقافي، وأن توجد عدالة توزيع ثقافي على طول وعرض الخريطة المصرية، وأن تظل روافدنا الثقافية نابضة بالحياة ومفعمة بالعطاءات التي تضيف لمجتمعنا الكثير.

الخاتمة

ومع ختام حوارنا الرائع مع الأستاذ أحمد طايل نوجه له جزيل الشكر وكل الأمنيات الطيبة بدوام الصحة والعافية.

 

 

MEU

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى