المتاحف بين الثقافة والاقتصاد
كتبت:اية محمد عبد الفتاح
مسؤول القسم التعليمى بمتحف كوم اوشيم المتحف نافذة عبر التاريخ تسير فى ارجائه تسمع اصوات ملوك وعلماء ومؤثرين وتشعر بهم حولك فخورين بما صنعوه . المتحف نواة الفن والثقافة والقيم المجتمعية لكل الفئات والاعمار .
لكن فى الاونة الاخيرة ظهر مفهوم جديد للمتاحف يثري ما سبق وثبت نجاحه فى تجارب عديدة . حيث اعتبر المتحف مؤسسة ذات استدامة مالية مستقلة واستثمارات مريحة تعمل على تطويرها وتسويقها بشكل جيد .
المتاحف احد مقومات التنوع الاقتصادى فهى من اهم مقومات قطاع السياحة والتى لا تخلو منها برامج شركات السياحة ، والتى تدر عوائدها على ميزانية الدولة فأصبحت عنصرا اساسيا ومؤثرا فى الاقتصاد القومى .
اهم مقومات المفهوم الاقتصادى للمتاحف :
” زيادة الايرادات من خلال سيناريو عرض يعطى فكرة شاملة وافية عن غرض المتحف وفكرته الرئيسية .
” وجود قطعة او اكثر نادرة ومعروفة ( نجم ) تعزز من سيناريو العرض وتجذب الانتباه . مثل قناع توت عنخ امون او لوحة الموناليزا .
” وجود مستنسخات او هدايا تمثل فكرة المتحف ومقتنياته للشراء او التصوير .
” خدمات شاملة حيث لايحتاج الزائر الخروج من المتحف . مطاعم ومكاتب صرافة و atm … الخ .
” فريق تسويق ذو فكر واعى متفتح ملم بعلم المتاحف وعلم التسويق ، منفتح على كل ماهو جديد وعلى التحديثات العالمية للمتاحف ، يتمتع بعلاقات عامة تيسر له مهامه .
كل هذا بما لا يخل بوظيفته داخل مكان اثرى وتاريخى مميز .
” فريق it مبتكر لمنصات وبرامج تكنولوجية تعزز من ربط الجمهور بالمتحف . متحف الحضارة .
متحف اللوفر :
فى 2009 زاره اكثر من 8ملايين زائر، و 3,5 مليون زائر فى العروض التى ينظمها المتحف خارج حدود فرنسا . وبذلك اعتبر المتحف الاول عالميا والاكثر نجاحا ، قصة نجاح تبدء من مجوعة متميزة ونادرة من المقتنيات حوالى مليون قطعة امتازوا بالاهمية والتنوع.
تنوع الاجنحة مابين الاسلامى والاغريقى ومن حضارة بلاد الرافدين ومن الحضارة المصرية القديمة ، العصر الحجرى والحضارة السومارية ، وقاعة للوحات عصر النهضة والمنحوتات .
ادارة متحف اللوفر فى هذا العام نجحت فى الاستقلال المادى ووضع استلراتيجيات مختلفة للتمويل الحكومى واصبحت اول مؤسسة ثقافية تاريخية تفرض هذه الفكرة والتى سيتم سردها فى التالى .
لنرجع الى بداية المتحف ونشاته :
متحف اللوفر شيد مبناه فى بادئ الامر فى عهد فيليب اوغست عام 1190 كحصنا .
غير الملك شارل الخامس وظيفته ليصبح مسكن للملوك لمدة 700 عام حتى لويس الرابع عام 1672 ليصبح مقرا للتحف الملكية والمنحوتات . فى 1692 اصبح اكاديمية للتمثيل والنحت والرسم حتى جاءت الثورة الفرنسية.
بعد الثورة الفرنسية كتب الاثرى الفرنسي دينون ل نابليون بونابرت . كان اول رئيس للمتحف والذى بدوره قاد الحركة الفنية والثقافية . وعلى اثر ذلك اعلنت الجمعية الوطنية تحوله لمتحفا فنيا لتعرض فيه روائع الامة ليتم افتتاحه عام 1793 .
استمر المتحف يلعب دورا مهما فى الاقتصاد الفرنسى مما يرافقه من خدمات سياحية من تشغيل للفنادق والمطاعم
المتحف يعتبر علامة تجارية قوية مما عزز دور فرنسا الرائد فى مجال الفنون والثقافة .
وبدات النظرة الجديدة للمتحف . هنرى لورت مدير المتحف عام 2001 ، كان يملك توجهات مختلفة .
كون منهجا جديدا ف ادارة المتحف وكون ادارة تسعى دائما الى تطوير استراتيجيات التعاون مع شركات كبيرة للفوز بعقود تمويل، حيث اعلن ان المتحف مستعد لااعارة تحفه وبيع خبراته مقابل مكافاة مالية .
فى عام 2004 اعلن تمكين ادارة المتحف من ادارة شؤون العمالة خارج منظومة الدولة من حيث التعيين والتقييم وكذلك المسمى الوظيفى والصلاحيات .
ايضا اصبحت ادارة المتحف مسؤولة عن تاجير وتسويق المطاعم والقاعات ويتبين الفارق بين عام 2000 الذى سجل حضور 78% وعام 2009 الذى سجل حضور 90% رغم ارتفاع الاسعار التى اصبحت تتراوخ ما بين 3000 يورو الى 62 الف يورو .
اصبح المتحف شركة وطنية اى لا تعتمد على ميزانية الدولة 2009. ساعد ذلك فى مصادر تمويل اخرى ، حيث تم انشاء قسم خاص ب تقنيات الاتصال والعلاقات العامة وظيفته البحث عن ممولين جدد لمشاريع المتحف ومعارضه .
التقرير السنوى 2009 مبلغ 25 مليون يورو . حصيلة ما جمع من هبات الشركات .
وبذلك اصبح فى مقدمة المتاحف العالمية الاثر جلبا للاموالمتحف اللوفر ابو ظبى 2017 مشروع يمتد على مساحة 24 الف متر فى جزيرة السعديات ب ابو ظبى .
صمم المتحف المهندس المعماري الفرنسي الشهير جان نوفيل، ويتميز بقبة معدنية ضخمة تتيح دخول الضوء الطبيعي بشكل ساحر، مما يخلق أجواءً فريدة داخل المتحف.
تكلفته الاساسية 650 مليون يورو منها 400 مليون يورو لاستغلا الاسم التجارى فقط .
الاتفاق يلزم فرنسا بتوفير الدعم الثقافى من خلال اعارة اعمل فنية وتنظيم معارض مقابل مليار يورو .
تعزيز العلامة التجارية: يعتبرامتداداً للعلامة التجارية العالمية لمتحف اللوفر، مما يعزز مكانته كأحد أهم المتاحف في العالم.
تعزيز مكانة ابو ظبى ثقافياً:
نشر الوعي الفني: يسعى هذا المشروع إلى نشر الوعي بالفنون والثقافات المختلفة بين سكان ابو ظبى والمنطقة.
جذب المثقفين والفنانين: يهدف المتحف إلى جذب المثقفين والفنانين من مختلف أنحاء العالم إلى قطر، مما يساهم في إثراء المشهد الثقافي.
تعزيز السياحة:
جذب السياح: يعد المتحف عاملاً جاذبًا للسياح من جميع أنحاء العالم، مما يساهم في تنشيط القطاع السياحي في ابو ظبى.
تنويع مصادر الدخل: يساهم قطاع السياحة في تنويع مصادر الدخل الاماراتية وجعلها أقل اعتمادًا على النفط والغاز.
بناء بنية تحتية سياحية: يتطلب وجود متحف عالمي مثل اللوفر بناء بنية تحتية سياحية متكاملة، مما يعود بالنفع على القطاع السياحي بشكل عام.
تعزيز العلاقات الدولية:
فتح آفاق جديدة: يفتح المتحف آفاقًا جديدة للتعاون الثقافي بين ابو ظبى ودول العالم الأخرى.