مقالات

تكنولوجيا السيارات الذكية في الخليج.. التحديات والفرص

تكنولوجيا السيارات الذكية في الخليج.. التحديات والفرص

 

كتبت- كريمة عبد الوهاب

تعد صناعة السيارات من أكثر القطاعات ديناميكية وابتكارًا في الاقتصاد، وذلك لأنها تتكيف باستمرار مع احتياجات العملاء وتوقعاتهم المتغيّرة ومن المتوقع أنه في عام 2024، سوف تواجه صناعة السيارات الكثير من التحديات، سواء التقنية أو المتعلقة بالسوق، والتي ستؤثر على وضعها وآفاقها المستقبلية سيّما وأن خفض انبعاثات المركبات بسبب متطلبات الاستدامة والبيئة، بالإضافة إلى طلبات العملاء الفردية لمعايير السلامة والراحة، وتطوير التقنيات الذكية حيث تعد من العوامل التي تجعل عمليات التصنيع أكثر تعقيدًا وللحفاظ على قدرتها التنافسية من المهم للغاية أن تقوم الشركات المصنعة بالاستثمار في المصانع الذكية وحلول التصنيع المتطورة وفي ضوء كل هذه الجوانب، ومازال المصنّعون يبحثون عن حلول فنية جديدة لكي تقوم بمعالجة التوافر المحدود وارتفاع أسعار المواد الخام.

 

 

أبرز التحديات التي تواجه صناعة السيارات:

١- أصبح الاتجاه السائد في تصميم المركبات لتخفيف وزن السيارة لتقليل الانبعاثات هو تخفيف وزن السيارة، وذلك بسبب المعايير البيئية الصارمة بشكل متزايد وفي حالة سيارات الاحتراق الداخلي، يؤدي ذلك إلى تقليل انبعاثات العادم، ولكنه في السيارات الكهربائية والهجينة، يقوم بالتقليل من الحاجة إلى الشحن مع زيادة النطاقات.

 

كما تُأخذ متطلبات انبعاثات الاتحاد الأوروبي أيضًا في الاعتبار تلوث الجسيمات الناجم عن الكبح ووفقًا لتقرير بتكليف من المفوضية الأوروبية بعنوان، “انبعاثات المرور غير المتعلقة بالعادم”، حيث تصل نسبة انبعاثات الجسيمات المُعلقة (PM10) من حركة المرور في المدن وذلك بسبب تآكل الإطارات وبطانات المكابح إلى 55%.

 

كما يمكن أيضاً “تخفيف” المركبات باستخدام مادتيّ البولي بروبلين الموسع (EPP)، والبوليسترين ، وهي عبارة عن مواد رغوية خفيفة للغاية حيث تحتوي على 95% و98% من الهواء على التوالي ومن المزايا علو الجودة والقوة والأداء الغني للبولي بروبلين تجعل المادة مثالية للاستخدام في تصنيع مكونات مقاعد السيارة وأنظمة السلامة ومكوّنات صندوق السيارة وحتى عناصر بطاريات السيارة أو خزانات الهيدروجين.

 

 

أما بالنسبة لتجهيزات مادة البوليسترين الموسع فهي المادة المثالية لكي تقوم بامتصاص الصدمات الأمامية خفيفة الوزن وذلك باستخدام البولي بروبلين و البوليسترين الموسع، يمكن تخفيض وزن السيارة بنسبة تصل إلى 10%، مما يُترجم إلى انخفاض بنسبة 8% في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.

 

٢- تحول الطاقة في صناعة السيارات وأغلفة بطاريات

وقد أظهر تقرير صادر عن شركة (DSR) للاستشارات أنه بمجئ عام 2030، سوف ترتفع حصة السيارات الكهربائية وذلك في مبيعات السيارات الجديدة في أوروبا وتصل إلى 40%، وفي الصين إلى 50% وفي الوقت ذاته يتطلب المعيار الجديد للاتحاد الأوروبي من مصنعي السيارات الكهربائية والهجينة أن يكون لديهم عمر أدنى للبطارية 80% حتى خمس سنوات من بدء التشغيل أو 160 ألف كم.

 

 

 

وعلى الرغم من أن عمر بطارية السيارات الجديدة أطول في كثير من الحالات، إلا أنه من المتوقع أن تزداد القيود المعيارية في هذا الصدد تدريجياً وهذا يعني أن مصنّعي قطع غيار السيارات سوف يضطرون إلى تكييف خطوط الإنتاج والعمليات اللوجستية وأيضاً أنظمة إدارة الجودة الخاصة بهم وذغ وفقًا للمتطلبات التقنية والبيئية الجديدة.

 

٣-تحديات عزل الصوت في المركبات

تتسبب متطلبات تخفيف الوزن الساكن للمركبات وزيادة نسبة المواد الخام القابلة لإعادة التدوير في استخدام الشركات المصنّعة لمواد عازلة أقل بكثير وقد تم استبدال الطبقات السميكة من اللباد أو الإسفنج المستخدمة وذلك منذ اثني عشر عامًا بشظايا صغيرة من السجاد أو اللباد الرقيق.

 

 

 

ويُعد عزل الصوت الفعال للمقصورة مهمًا ليس فقط في السيارات ذات محركات الاحتراق الداخلي، ولكن أيضًا في السيارات الكهربائية وفي مثل هذه المركبات، تكون أصوات دوران العجلات أو ضوضاء الرياح مسموعة جيدًا عند السرعات العالية أما بالنسبة لمادة البولي بروبلين ممتازة لعزل الصوت، لذا فهي بديل مثالي لحلول التخميد التقليدية حيث يمتص بناؤها الإسفنجي موجات الصوت ويقلل من انعكاسها.

 

 

 

كما تعمل بطانات الصندوق أو حشوات الأبواب أو الأرضيات الناتجة منه أيضاً على تخفيف جميع الاهتزازات، مما يضمن راحة القيادة المثلى وفي الوقت نفسه، فإن المكوّنات المنتجة من المواد الأحادية قابلة لإعادة التدوير بنسبة تصل إلى 100%، ولذلك فهي تتوافق بشكل تام مع متطلبات الاقتصاد الدائري.

MEU

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى