لغة الهدايا.. كيف تختارين هداياكِ بعناية ؟
✍️ روان عبدالعزيز
يمكننا القول أن اختيار الهدايا لغة خاصة بين كل اثنين، فهي تعبر عن مدى الحب والاهتمام بين الطرفين، وفي كثير من الأحيان نجد صعوبة في اختيار الهدايا للشخص المقرب مِنّا أكثر من الغريب، هذا لأننا نحاول قدر الإمكان أن تكون هدايانا مميزة وقيّمة لنا وتترك أثراً في ذكرياتنا معاً.
إن تقديم الهدايا لا يندرج تحت بند معين، أو تجاه شخص بعينه، فنحن نقدم الهدايا لكل أحبائنا، من الأخت للأخت، والصديقة للصديقة، والزميلات وبعضهن، ومن الأم لبنتها والعكس، ناهيكِ عن هدايا الذكور في حياتنا، إذا كان زوج، أب، أخ، ابن، وهكذا.
إن الهدايا لا تُقاس بالماديات والرقم المدفوع فيها، فالهدية ممكن أن تكون كلمة وابتسامة ونصيحة ونظرة اطمئنان، وقد تكون حب واهتمام وتقدير وغيرهم الكثير، باختصار يُمكننا اعتبار أن أفضل الهدايا تأثيراً يكمُن في المشاعر، فما فائدة تقديم هدية تحمل مبلغ مادي عظيم ولكنها فاترة لا تحمل مقدار ذرة من الحب والاحتواء.
لا تصعبيها على نفسك، وإذا فكرتِ في تقديم هدية فريدة ومميزة، فعليكِ في البداية معرفة ميول الطرف الآخر وماذا يريد وما هي اهتماماته؟
وهذا ما يُسمى بـ “فن اختيار الهدايا” ، كثيراً ما تُقابلنا هذه المقولة ولكن يوجد مننا أُناس مازالت تجهل معناها، أو تتجاهل أيهما أقرب، وكوني أكيدة أن أي هدية يُغلفها الحب والمشاعر تصل للقلب، فكما يقولون “ما يخرج من القلب يصل للقلب”.
كُليِّ يقين أن اختيار الهدايا من أصعب الأشياء التي تُقابنا لكثرة حبنا للشخص الآخر، فنحاول ايجاد أفضل شيء يُعبر عن محبتنا له، وتقديراً لوجوده في حياتنا، ولهذا نعود لنقطة معرفة اهتماماته واحتياجاته ورغباته، ونلبيها نحن بقدر الإمكان.
نصيحة أخرى ومهمة، كوني حذرة في اختيارك للهدية، بمعنى أنك تضعين في حسبانك مقدرته المادية حتى لا تتسببي في احراجه، حتى إذا كنتم مُقربين بدرجة كبيرة ولكن يجب أن نسير على مستواه المادي في حالة كان أقل مادياً منك، حتى يستطيع ردّ الهدية بدون أن يحمل عبئها.
بالإضافة لوجود نقطة شديدة الأهمية تخص موضوع الماديات، فإذا كنتِ أفضل مادياً من الطرف الآخر، فعندما تقدمين الهدية بدلاً من أن تتسببي في فرحه فبدون قصد يمكن جرحه بها، فكوني حذرة حتى لا تتسبب هديتك بحساسية بينك وبين الطرف الآخر.
جديرًا بالذكر أن تقديم الهدايا ليس بالضرورة لشخص آخر ، فيمكنكِ أن تُهادي نفسك بنفسك، فعندما تشعرين بفعلك إنجاز في حياتك لا تنتظري تكريم من الآخرين، كرّمي نفسك وهادي نفسك، حينما تشعرين ببوادر اكتئاب اسعدي نفسك بشراء أشياء ولو بسيطة ولكنها تسعدك.
أنتِ، لا تنتظري هدية من الآخرين أو تقديراً من أي شخص، أنا أعرف أننا جميعاً -كفتيات بالأخص- نسعد بالهدايا، تسعدنا حتى الكلمة الحلوة، ونظرة الفخر والامتنان بعيون الآخرين، ولكن ليس بالضرورة أن ننتظر أحد يُقدرنا، فنحن يمكننا تقدير أنفسنا بأنفسنا بدون أحد.
قال رسولنا الكريم “صلى الله عليه وسلم” {تهادوا تحابوا}، وهذا يزيد من قيمة الهدايا وتقديم الهدايا ، هادي وتهادي، فما أجمل من اظهار المشاعر بين الطرفين، وما أجمل الذكريات التي نصنعها بحب وشَغَف، و تذكري دائماً أن أكثر الناس سعادة هم مَن يستطيعون اسعاد نفسهم، كوني سعيدة للأبد.