مقالات

الحقيقة وراء أيام جامبر بين العلم والدين

الحقيقة وراء أيام جامبر بين العلم والدين

 

 

 

كتبت- كريمة عبد الوهاب

 

 

يتردد مصطلح “أيام جامبر” كظاهرة غريبة في عالم يزدحم بالخرافات والأساطير، حيث  يتحدث البعض عن هذه الأيام باعتبارها فترة خاصة تتميز باضطرابات كونية، بينما يعتقد آخرون أنها خرافة قديمة لا أساس لها من الصحة، وسط هذا الجدل، يقف العلم والدين كركيزتين أساسيتين تحاولان تفسير الظاهرة كلٌ بطريقته، فهل “أيام جامبرحقيقة علمية أم مجرد أسطورة متداولة؟

 

 

 

ما هي أيام جامبر

 

تعود أيام جامبر” في جذورها إلى معتقدات قديمة، حيث اعتقدت بعض الحضارات أن هناك فترات معينة خلال السنة تحدث فيها تغييرات كونية غير طبيعية ويُقال إن هذه الفترات تُسبب اضطرابات نفسية وجسدية للبشر وتؤثر أيضاً على مسار الأحداث العالمية وقد استمدت هذه المعتقدات قوتها من ملاحظات تاريخية لظواهر طبيعية غير مفهومة في وقتها، مثل الخسوف والكسوف، مما دفع الناس للربط بينها وبين تأثيرات خارقة للطبيعة.

 

 

 

حيث تبدأ أيام جامبر اعتبارًا من 1 ديسمبر، وتستمر لمدة 31 يومًا لذا من المهم للغاية بأن نتوخى الحذر وجامبر هو اختصار لعبارة “جاء من البر”، ويشير إلى الأيام التي تبدأ مع بداية فصل الشتاء ويُنصح بعدم تناول أو شرب أي أشياء باردة أو تركها دون تغطية وكان أجدادنا وآباؤنا يحذروننا عند دخول شهر ديسمبر، ويشيرون إلى أهمية تغطية أواني الطعام والشراب خلال ليالي هذا الشهر، حيث أشاروا إلى أن هناك أمراضًا قد تنتشر في تلك الفترة.

 

 

 

 

الجانب العلمي

 

يؤكد العلماء أنه لا يوجد دليل مادي يدعم وجود تأثير مباشر لأي فترات زمنية مثل “أيام جامبر” على البشر أو الطبيعة حيث  يُرجع البعض هذه الظاهرة إلى ما يُعرف بـ”التحيز التأكيدي”، حيث يميل الناس إلى ملاحظة الأحداث السلبية وتربطها بفترات معينة بناءً على توقعاتهم المسبقة.

 

 

 

 

كما أن الدراسات الفلكية لم تسجل أي نشاط كوني استثنائي يتزامن مع ما يُطلق عليه “أيام جامبر” ويفسر العلماء ارتباط الظواهر الكونية بالحالة النفسية بأنها نتيجة تأثيرات غير مباشرة، مثل تغيرات الطقس أو الضغط الجوي، التي قد تُسبب اضطرابات بسيطة لبعض الأشخاص، لكنها لا ترقى لتفسير الأساطير المرتبطة بـ”أيام جامبر“.

 

 

 

 

الجانب الديني

 

تعامل الدين مع الظاهرة بمنظور مختلف ففي الأديان السماوية، تركز النصوص المقدسة على التذكير بأن الله هو المتحكم الوحيد في الكون، وأن أي ظواهر كونية هي جزء من نظام إلهي دقيق و بعض النصوص تشير إلى أهمية الحكمة في التعامل مع الخرافات، محذرة من الانسياق وراء معتقدات لا أساس لها من الصحة.

 

 

 

 

كما يجد البعض في النصوص الدينية إشارات يمكن تفسيرها بأنها تدعو للتأمل في الكون وفهم الظواهر الطبيعية كآيات تدل على قدرة الخالق وهذا التوازن بين الإيمان والعقل يُعزز موقف الدين في عدم معارضة العلم، بل العمل معًا لفهم الحقيقة.

 

 

 

حيث قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم:  “غطوا الإناء وأوكئوا السقاء، فإن في السنة ليلة ينزل فيها وباء، لا يمر بإناء ليس عليه غطاء، أو سقاء ليس عليه وكاء، إلا نزل فيه من ذلك الوباء كما كان الليث بن سعد رحمه الله يذكر أن أهل الكتاب يتحرون في تلك الليلة في كانون الاول اي ديسمبر.

 

 

 

وختاماً تمثل أيام جامبر مثالًا حيًا على كيفية تداخل المعتقدات القديمة مع حاجتنا البشرية لفهم العالم من حولنا بينما ينفي العلم وجود أي دليل يثبت صحتها، يذكرنا الدين بأن التأمل في الكون يجب أن يكون مبنيًا على الحكمة والإيمان والحقيقة وراء “أيام جامبر” ليست في صحة الظاهرة بقدر ما هي دعوة للتفكير النقدي واستخدام العلم والإيمان كأدوات لفهم أعظم ألغاز هذا الكون، فهل هي حقيقة أم خرافة؟ قد يبقى الجواب مفتوحًا، لكن المؤكد هو أننا كبشر دائمًا ما نبحث عن معنى وسط الفوضى.

MEU

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى