ما بعد حكومة نتنياهو بين المطرقة والسندان
ما بعد حكومة نتنياهو بين المطرقة والسندان
فاطمة سعيد الكيلاوي
انتهت خرافة إسرائيل الكبرى وبدأت حكاية إسرائيل الصغرى مع بداية طوفان الأقصى ٧أكتوبر ٢٠٢٣م جاءت العملية العسكرية التي شنتها الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة والتي أسفرت عن مقتل ١٢٠٠ إسرائيلي وأسر ٢٥١آخرين ، ردا علي الانتهاكات الإسرائيلية والتوسع في بناء المستنوطنات الغير شرعية ، خاضت المقاومة إشتباكات عنيفة نتج عنها إحتجاز عدد من الرهائن من بينهم قادة وجنود من الجيش فضلا عن إغتنام مجموعة من الآليات العسكرية .
تعيش الحكومة الإسرائيلية حالة من التخبط السياسي ، والفرقة بين قادتها ، فالبعض يرى أن السبيل الوحيد لتحرير الرهائن هو وقف إطلاق النيران وانتهاء الحرب من خلال المفاوضات القائمة ولكن نتياهو له رأي أخر وهو الحل العسكري لتحقيق الاهداف التي يطمح للوصول اليها ومن ضمنها القضاء علي حماس نهائيا .
نتنياهو بين مطرقة المقاومة وسندان الداخل والخارج :ـ
اعتادت إسرائيل على العمليات العسكرية الناجحة من قبل ، ولكن المقاومة هذه المرة فلها رأي آخر وهو إظهار إسرائيل الحقيقية الضعيفة المبنية علي هالة إعلامية وليست بنية تحتية عسكرية ، فأعلن قائد الجيش الإسرائيلي أن حماس فكرة لن تموت وهو ما أزعج نتنياهو عندما صرح من خلال مؤتمرا صحفيا أن دور الجيش هو القضاء على حماس وقادتها وتنفيذ الأوامر العسكرية .
الضغط الموجة لنتنياهو من جميع الجاهات الداخلية والخارجية أصبح في مآزق ، ومن هذه المآزق التي تواجة نتنياهو :ـ
صمود المقاومة وتعزيز قادتهم
صمود المقاومة جعل نتنياهو في حالة من الارتباك وكل من يسانده في الخارج ، فكانوا يتصورون أن القضاء علي المقاومة وتحقيق أهدافهم أمر في غاية السهولة ولكن جاء الرد من المقاومة وتمسكهم بإنسجاب الجيش الإسرائيلي لقبول المفاوضات وإطلاق الرهائن ، كما قاموا باستخدام الاعلام لبث حقيقة تعاملهم مع الرهائن معامله آدامية ، كسبت المقاومة الرأي العام مما جعل عائلات الرهائن تقوم بشكر المقاومة علي المعاملة مع ذويهم ، والضغط علي نتنياهو لقبول المفاوضات .
الداخل الإسرائيلي من جمهور
تعاطف الجمهور مع عائلات الرهائن فتصاعدت الأمور ،ومن خلال تنظيم المظاهرات مطالبين فيها بقبول صفقة التبادل المقترحة ،مما جعلت حكومة نتنياهو في حالة من الارتباك رغم تمسكة برؤيتة أن الحل العسكرى هو السبيل الوحيد لتحرير الرهائن ورغم فشل الجيش في تحرير الرهائن .
الوزاء المتطرفون في السلطة
ومع تصرفات إيتمار بن غفير وإعلانة بعدم عدمه لصفقة تبادل الأسرى معتبرا أنها غير شرعية ، وأيضا دعوة سموتريتش ببسط السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية والتي يقود المنطقة للانفجار الشامل ، فأفكارهم المتطرفة كانت من الأسباب الرئيسية في إثارة الرأي العام الذين طالبوا بإقالتهم ، ومع عدم إستجابة نتنياهو لمطلبهم نادوا بسقوط الحكومة لفشلها الذريع في تحقيق أهدافها المعلنة من هذة الحرب .
الأحزاب الإسرائلية (المعارضة)
شكلت المعارضة ورقة ضغط علي نتنياهو عندما خرج علينا زعيم المعارضة يائير لابيد موجها حديثة لنتنياهو في عهدك حدثت أفظع كارثة لشعب إسرائيل منذ تأسيس الدولة فقال لا نهوض دون إعادة المحتجزين من قطاع غزة والنازحيين إلى بيوتهم في الشمال والجنوب .
ختاما مع إرتباك نتنياهو وفشلة الذريع ووضوح الرؤية للجميع والمطالب الموجة له من الداخل والخارج (الحكومة الأمريكية ) بوقف هذة الحرب وتحرير الرهائن ، سنشاهد قريبا استسلام نتنياهو أمام هذة المفاوضات لإنهاء هذة الحرب وإنسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة إنسجابا كاملا وإعلان إنتصارا للشعب الفلسطيني ، فلم يعد نتياهو قادرا علي الإتزان طويلا بين مطرقة المقاومة وسندان النخب .