التاريخ والآثار

النحت وتطوره في العصر المملوكي

بقلم / آيه أحمد حسن

 

أصبحت القاهرة مركزاً هاماً الفن المملوكي وازدانت بعدد وفير من المساجد الضخمة والمدارس والأضرحة المنقوشة جدرانها من الداخل والخارج بالزخارف الغنية التي استمدت جمالها من فن المعمار المملوكي، و غالباً ما استخدمت في البناء حجارة ذات ألوان مختلفة كالأحمر والأبيض والرمادي واتخذت بعض العناصر المعمارية الأخرى مظاهر زخرفية مثل المقرنصات و صنجات العقود المعشقة ، كما استخدمت الألواح الرخامية والفسيفساء والمنحوتات الجصية والحجرية في الزخرفة الداخلية في المساجد وغيرها.

وفي العصر المملوكي نحتت الزخارف نحتا غائرا وكانت تقتصر في أغلب الأحيان على الأشرطة والألوان المنقوشة التي زين بها المبنى حسب التصميم الموضوع.

النحت المملوكي يظهر في مسجد بيبرس

ومن بين المساجد المملوكية التي يظهر فيها فن النحت الحجري والجص مسجد الظاهر بيبرس ، وما تزال بعض زخارفة الجصية الداخليه باقية إلى اليوم، وتتكون هذه الزخارف من نوافذ من الجص المفرغ من التوريق والكتابة الكوفيه ، كما وجدت ايضا به نوافذ اتخذت حجبتها الجصية أشكالا هندسية متداخلة ، أو تفريعات نباتية على سطحين غير متساويين.

النحت المملوكي يظهر في مئذنة الناصر بن المنصور

من الآثار الهامة التي أيضاً التي تزخر بالزخارف الجصية مئذنة مدرسة السلطان الناصر محمد بن المنصور قلاوون بشارع المعز بالقاهرة ، حيث يتجلى ابداع نماذج الزخارف الجصية في تكسيات هذه المئذنة من الخارج والتي تنوعت زخارفها مابين النباتي والكتابي والهندسي ، وقد اتسمت الآثار المملوكية بزخارفها الجصية التي يغلب عليها طابع التوريق الذي بلغ مرحلة كبيرة من التطور والرقي بحيث يكون منفذ
على عدة مستويات تصل في النهاية إلى أشكال منسقة تنسيقا فائقا ، كما يظهر بالزخارف الجصية التي تنتسب إلى هذا العصر الأشرطة الكتابية التي تبدو وكأنها صفوف من الأضلاع أو التفريعات.

النحت المملوكي يظهر على الحجر

ومن اعظم الآثار التي يظهر بها النحت على الحجر وقد وصل إلى مرحلة من الجمال والروعه والإتقان الفني من قبل النحات تلك المنحوتات الحجرية التي تضمنها مدرسة السلطان حسن المشيدة ، حيث تضم المدرسة مدخل وواجهات يصل ارتفاعها ست وستين قدما وتزينة نقوش حجرية منتظمة داخل حشوات داخل حشوات واشرطة رأسية.

المتاحف تحتفظ بالنحت المملوكي

وتحتفظ المتاحف بعدد وفير من الأحجار المنحوتة والأواني الحجرية التي ترجع الى العصر المملوكي ، وأغلب هذه المواد صنعت من الرخام وتشتمل على تماثيل ومنابر ونافورات وأحواض وجرار للمياه ، مثل نحت رخام محفوظ في متحف الفن الإسلامي بالقاهرة قد شكل على هيئة أسداً منحوتة نحتا بارزا لوحة ٤.

MEU

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى