” الآثار الإسلامية القديمة”
” الآثار الإسلامية القديمة”
بقلم الباحثة /إيمان سيد رمضان
“الآثار الإسلامية القديمة”
بدأ الفن الإسلامي بالظهور في دمشق مع ظهور الدولة الأمويّة، وكانت الفنون المعماريّة أول أشكال الفن الإسلامي التي ظهرت بسبب حاجة المسلمين إلى بناء المساجد كمكان لأداء العبادات، والتجمّع والتشاور، وبعد تفاعل العرب واحتكاكهم مع غيرهم من الحضارات والثقافات بدأ المسلمون يُظهرون تميُّزهم واختلافهم في فنّهم عن غيرهم من الحضارات، واستمرّ الفن الإسلامي بالتطوّر، حيث بدأت كل دولة إسلامية تتميّز بطراز خاص بها، فظهر الطراز العباسيّ في بغداد، والطراز العثماني في تركيا، و الطراز الفاطمي والمملوكي في مصر، والطراز الفارسي في فارس.
“خصائص الآثار الإسلامية”
تُعدّ العمارة الإسلامية إحدى أكثر تقاليد البناء شهرة في جميع أنحاء العالم،إذ يتمتّع الفن الإسلامي بالعديد من السمات التي ارتبطت فيه منذ نشأته، والتي أكسبته مظهراً خاصّاً ميّزه عن غيره من الفنون، وتُعدّ الزخرفية التى زيّنت المساجد، والقصور، والأسبلة من أهمّ السمات التي ارتبطت به وميّزته بسبب دقّتها وحِرَفيَّتها، كما اشتُهر الفن الإسلامي منذ القرن السابع الميلادي بألوانه الزاهية، واستخدامه للصور المتناظرة، وفيما يأتي أهمّ ما يُميّز الفن الإسلامي
المآذن: تُعدّ المآذن من أقدم العناصر التي تميّز الفن الإسلامي، وهي عبارة عن برج أو هيكل متدرّج يضمّ مجموعة من النوافذ صغيرة الحجم، ودرج مغلق.
الأقواس: تُعدّ الأقواس من العناصر التي تميّز الفن الإسلامي، وقد يُبنى القوس في مداخل المباني الدينية والثقافية أو داخلها، وتشمل عدة أشكال رئيسية وهي؛ المدببة، والمفصصة، وحدوة الفرس.
التفاصيل الزخرفية: يهتمّ الفن الإسلامي بالتفاصيل الزخرفية، إذ يتمّ زخرفة الديكورات الداخلية للمباني باستخدام الفسيفساء الهندسية، والأشجار المشكالية العجيبة المتلألئة، والزخارف الخطية الجميلة.
“اثار مصر الاسلامية”
يوجد في مصر العديد من الآثار الإسلاميّة، والتي تعود إلى عصور متنوعة، أُسِّست أثناء تعاقب فترات الحكم الإسلاميّ في مصر، وفيما يأتي معلومات عن أهمّ الآثار الإسلاميّة الموجودة في مصر
“المساجد”
جامع عمرو بن العاص: يقع جامع عمرو بن العاص في مدينة القاهرة؛ تحديداً في حيّ مصر القديمة في منطقة الفسطاط، ويُعدّ أول مسجد أُسِّس في مصر، وكان ذلك بعد فتح عمرو بن العاص لها عام 641 م الموافق لعام 21هـ، ويشمل الجامع،
الأروِقة المُخصَّصة للصلاة: تكوّن مسقط المسجد ذو الشكل الأفقي في بداياته من ظلّة واحدة ذات شكل مستطيل؛ حتّى يتناسب مع الصفوف الخاصة بالصلاة، ومع مرور الوقت ازداد عدد ظلّات المسجد ليصل إلى أربعة.
مداخل الجامع: انتشرت في المسجد مجموعة من المداخل على حوائطه؛ إلّا حائط القبلة لم يكن فيه أيّ باب، واستُخدِمت المداخل للوصول بشكل مباشر إلى أروقة الصلاة.
فناء الجامع: يُعرَف أيضاً باسم الصحن، ولم يكن موجوداً في التصميم الأول للجامع، وظهر مع مرحلة الحكم الأموي لمصر، ويتوسط المظلات الأربعة الموجودة في المسجد.
مآذن الجامع: ويعود بناؤها إلى عصر الحكم الأموي؛ حيث لم تظهر في أول تصميم للمسجد، ويصل عددها إلى أربعة، وتتوزّع على زوايا المسجد.
محراب الجامع: ويحتوي على منبر مصنوع من الخشب، ولم يظهر في التصميم الأول للجامع، بل ظهر في عصر الحكم الأموي.
منبر الجامع: هو منبر موجود منذ تأسيس المسجد.
مسجد أحمد بن طولون: يُصنَّف مسجد أحمد بن طولون في المرتبة الثالثة بين المساجد الموجودة في مصر من حيث النشأة، وأُسِّس في زمن أحمد بن طولون؛ حتّى يكون جامعاً يجمع النّاس أثناء صلاة الجُمعة، وتصل مساحته إلى حوالي 6.5 فدّان،ويشمل مسجد أحمد بن طولون،.
الظلّات المُخصصة للصلاة: يوجد في مسجد أحمد بن طولون أربع ظلات، وتُعدّ ظلّة القبلة أكبرها حجماً، وتلتفّ هذه الظلّات حول صحن المسجد، وتتميّزُ بشكلها المُستطيل الذي يتوافق مع الصفوف الخاصة بالصلاة.
مداخل المسجد: يشمل تصميم المسجد عدّة مداخل؛ سواءً أكانت داخله، أم ضمن الإضافات الخارجيّة، وتقع جميعها في الحوائط الخلفية والجانبيّة، كما تقع أربعة أبواب في ظلّة القبلة التي يُعتقَد أنّها كانت مُخصَّصة للأمير وحاشيته.
صحن المسجد: يقع وسط الجامع، وتلتفّ حوله الظلّات الأربع، ويزوّدها الصحن بالإضاءة والهواء، أمّا مكان الوضوء (الميضأة) فيقع خارج الصحن؛ للمحافظة على طهارة المسجد ونظافته.
مئذنة المسجد: أُسِّست المئذنة الخاصة بالمسجد وفقاً تصميم المآذن الملويّة الموجودة في العراق، وتقع المئذنة في الإضافة الخلفيّة التابعة للمسجد، وتتشابه مع مسجد سامراء، ويمتد للمئذنة سلم خارجيّ يصل إلى سطح قاعدتها، يليه سلم دائري في منطقتها الخارجيّة للوصول إلى أعلى المئذنة.
محراب المسجد: تقع وسط محراب الجامع ظلّة القبلة، وتوجد أعلى المحراب قبّة مصنوعة من الخشب، كما توجد أربعة محاريب مصنوعة من الجبص المسطّح في أماكن أخرى.
الجامع الأزهر: يقع الجامع الأزهر في الجهة الجنوبيّة الشرقيّة في أراضي مدينة القاهرة، ويوجد تحديداً قُرب القصر الكبير الشرقيّ، بين حي الديلم شمالاً، وحي الترك جنوباً، وأُسِّس في عهد جوهر الصقلي، ويُصنَّف في المرتبة الرابعة بين مساجد مصر من حيث الإنشاء، ويُعدّ المسجد الرئيسيّ للقاهرة، وبدأت عملية تأسيسه وإنشائه عام 970 م، وأقيمت أول صلاة جمعة في الجامع الأزهر في 22 حزيران/يونيو عام 972م، الموافق لـ 7 رمضان عام 361هـ.
” أحد أهم المعالم التاريخية “
جامع علي باشا: هو أحد أهمّ معالم القاهرة، وقد تمّ بناؤه على الطراز العثماني، حيث اقتبِس تصميمه من مسجد السلطان أحمد في اسطنبول، وعُرِف بالعديد من المُسميّات مسجد الألباستر، أو مسجد المرمر بسبب استخدام هذا النوع من الرخام النادر في تغطية جدرانه، إذ إنّ واجهاته الحجرية الأربعة مكسوّة بشكل كامل به، ويقع المسجد داخل قلعة صلاح الدين في الركن الشمالي الغربي منها ويطل على مدينة القاهرة،
ويتألّف من مبنىً رخامي يحيط به مقصورة من النحاس المذّهب المزخرفة بزخارف اسلامية وتركية، كما يتألف من مئذنتين شامختان يُمكن رؤيتهما من أيّ مكان في مدينة القاهرة، وتُعدّ الواجهة الشمالية الشرقية هي الواجهة الرئيسية للمسجد، وتضمّ باباً خشبيّاً ذا مصراعين يعلوه عقد نصف دائري مزخرف بزخارف نباتية مفرغة يُمثل المدخل الرئيسي.
“القصور والقلاع”
تضمّ مصر العديد من القصور والقلاع التاريخية:-
قلعة صلاح الدين: تُعرَف هذه القلعة باسم قلعة الجبل، وتمتاز بموقع دفاعيّ استراتيجي، فقد أسّسها صلاح الدين على مقربة من جبل المقطم على مشارف مدينة القاهرة في حي القلعة؛ حتى يستطيع الإشراف بشكل تام على القاهرة، وبالتالي حمايتها من الغزوات التي قد تتعرّض لها، وفي عام 1208 م أكمل أخوه الملك العادل بناءها، حيث يعود تاريخها إلى العصور الوسطى، وتُعدّ من أهمّ وأفخم القلاع الحربية، وتُشكّل حاجزاً طبيعياً مرتفعاً بين مدينتي الفسطاط والقاهرة، بالتالي فهي تسيطر عليهما.
قصر بشتاك: تمّ تأسيس القصر على يد الأمير سيف الدين بشتاك الناصري في الفترة التي تتراوح بين عامي 1334-1339م، وقد كان موقع هذا القصر جزءاً من القصر الكبير الشرقي في العصر الفاطمي وكان مُلكَاً للسلطان الناصر محمد، حيث اشترى الأمير بشتاك الذي كان مُقرّباً من السلطان الموقع وبنى القصر عليه؛ بهدف أن يكون مواجهاً لقصر منافسه الأمير قوصون، إلّا أنّه باعه بعد الانتهاء من بنائه، ويقع القصر في شارع المعز لدين الله الفاطمي، ويُطل أحد مداخله على حارة درب قرمز من الناحية الشرقية له، وما زال القصر يحتفظ ببعض أجزائها الاسطبل الذي لا يزال قائماً حتى هذا الوقت..
قصر الجوهرة: يقع قصر الجوهرة داخل قلعة صلاح الدين الأيوبي في الجهة الجنوبية الغربية، بجانب قلعة محمد علي، وتمّ بناؤه في بين عامي 1811-1814 م على أنقاض بعض القصور المملوكية التي تعود إلى عصر الملك الأشرف قايتباي والسلطان الغوري ليكون مقرّاً لإقامة الولاة، ومنهم محمد علي باشا، حيث خُصّص لإقامته واستقبالاته الرسمية، ويتألّف القصر من العديد من القاعات والغرف ذات الجدران المزيّنة والأسقف المنقوشة والمزخرفة بزخرفة مذهّبة، وكل قاعة تتميّز بنقوش تختلف عن باقي القاعات، كما يتألّف من جناح مخصّص لاستقبال الضيوف وإقامتهم، وقد تمّ تحويل القصر إلى متحف.