التاريخ والآثار

الملك حور محب

الملك حور محب

كتب / إبراهيم ماجد

في أمر غير مسبوق في تاريخ مصر القديم يحكم البلاد ملك من عامة الشعب و ليس من الدماء الملكية .

أعاد لمصر هيبتها و انقذها من ثورة دينية كادت أن تدمر البلاد من عامة الشعب ثم جندي ثم قائد للجيوش ثم الاعتلاء علي عرش أعظم البلاد حضارة حين ذاك واجه مع جيوشه جيوشاً في معارك كثيرة و هو قائد للجيوش و انتصر فيها علي الأعداء.

عاصر حكم ملوك فترة العمارنه و الملك آي و الملك توت عنخ أمون .
إعتلي علي عرش مصر ما يقرب من تلاتة عقود من الزمان
رأي في رمسيس الأول القوة و الصلاح مما جعله يقرر ان يجعله وزيراً له و من ثم أسس رمسيس الأول عصر الرعامسة و الأسرة التاسعة عشر من بعده .

كان سفيراً و قائداً للبعثات الدبلوماسية مع البلاد الأجنبية.

إليك قصة ملك من أعظم الملوك اللذين حكموا مصر علي مدار التاريخ.

الملك حور محب أخر ملوك الأسرة الثامنة عشر من عصر الدولة المصرية الحديثة 1353 إلي 1292 ق.م

البداية

حور محب كان من عامة الشعب و لم يكن من العائلة الملكية و حور محب في البداية جاء من مدينة هينيس و التي تعرف فيما بعد بإهناسيا و هي تقع علي الضفة الغربية لنهر النيل بالقرب من مدخل الفيوم . و ذلك الترجيح نظراً لانه انتسب نص التتويج له و توليه الحكم للإله حورس و هو من ثبته علي العرش و كان الإله حورس هو الإله الرسمي لمدينة هينيس حين ذاك.

أسماء و ألقاب الملك حور محب قبل الحكم و بعد الحكم

تدل النقوش الأثرية في مقبرة الملك حور محب بسقاره
و التي بناها لنفسه قبل توليه الحكم حيث كان يشغل منصب الوزير
و تظهر النقوش ألقاب حور محب قبل الحكم و هي كالاتي – الأمير الوراثي – خادم الملك في البلاد الجنوبية و البلاد الشمالية و البلاد الأجنبية -كاتب الملك -رسول الملك في مقدمة الجيش إلي بلاد الجنوب و الشمال و كل بقعة -رفيق و حامي الملك و هو عند أقدامة في ساحة المعارك ضد الأسياويين –
هو من يحمل المروحة بالقرب من الملك عند الذراع الأيمن –
تكررت كلمت ( إيرت باي ) ( الأمير الوراثي ) أو ( الوريث الشرعي ) كثيرا في مقبرة حور محب في سقارة مما جعل العلماء ترجح ان حور محب كان الوريث الشرعي للحكم من بعد توت عنخ أمون. إلا أنه حكم البلاد من بعد موت توت عنخ أمون المفاجيء الملك( آي ) برغم شرعية حور محب للحكم من بعده

فترة حكم توت عنخ امون

قامت ثورة دينية في عهد الملك إمنحوتب الرابع ( إخناتون ) والد الملك توت عنخ امون و تغيير العبادة من آمون إلي آتون.
خلال حكم فترة العمارنة كان الملك إخناتون متزوج من الملكة نفرتيتي و علي حسب ما ورد عن عالم المصريات دكتور زاهي حواس أنه رجح أن إخناتون أنجب توت عنخ أمون من الملكة نفرتيتي . و رجح فريق أخر أن توت عنخ أمون يرجع لسيدة تم العثور علي مومياؤها في مقبرة رقم 35 بوادي الملوك و لم يستدل العلماء من هذه السيدة و أطلقوا عليها إسم غير رسمي بإسم ( السيدة الشابة ) و بعد إجراء الحمض النووي علي مومياء السيدة الشابة مؤخراً تم تحديد هوية السيدة و هي أم الملك توت عنخ أمون و إبنة الملك امنحوتب الثالث من زوجته الملكة ( تي ) و أطلق إخناتون عليه إسم ( توت عنخ أتون ) كما تظهر النقوش و الخراطيش للملك توت عنخ أمون و هو صغيراً،
إعتلي الملك الصغير توت عنخ أمون عرش مصر و هو صغير في السن ربما لم يبلغ العاشرة من عمره بصفته الوريث الوحيد للعرش حين ذاك من الدماء الملكية و عين معه وزيران هما ( آي ) و ( حور محب ) .

قاد حور محب أثناء فترة حكم توت عنخ امون البعثات الدبلوماسية لبلاد الجنوب و ادت تلك الزيارات إلي زيارات متبادلة من حكام الجنوب مما قوي العلاقات بين مصر و بلاد بونت حين ذاك و تم تصوير حور محب في مقبرة نائب الملك في كوش مما يجعله من الشخصيات النادرة اللذين تم تصويرهم في مقابر الحكام للبلاد المجاورة بصورة جيدة جداً.

و كان حور محب لم يطمع في حكم مصر و لا ينوي الحكم برغم الالقاب التي لقب بها أثناء قيادته للجيش.كما تظهر النقوش .

و ذلك لاعتقادة ان هذه الالقاب طبيعية جدا لقائد الجيوش و الوزير و أقرب رجل للملك . أثناء حكم ملك صغير في السن للبلاد و ذلك فإعتقاده أن الملك من المتوقع أن ينجب وريث العرش لذلك كان لم ينوي حور محب الحكم و لم يطمع فيه أثناء فترة حكم توت عنخ امون بل هو كان من أكثر الشخصيات اللذين أظهروا ولائهم للحاكم و لمصر و عاش فترة كبيرة يقود الجيوش و يدافع عنها ضد الأعداء .إلا أن موت توت عنخ أمون المفاجيء هو الذي منح الفرصة للوزير ( آي ) الحكم و من بعده حور محب

وفاة توت عنخ أمون

توفي الملك توت عنخ أمون عن عمر يناهز التاسعة عشر من عمره و كان وفاة الملك مفاجيء و لم يستدل إلي الأن ما هو سبب وفاته .
و حكم من بعده الملك ( آي ) و رجح علماء المصريات أنه كان حور محب أثناء هذا الفتره يقود الجيوش في الشمال الشرقي للبلاد في آسيا مما جعل الملك آي يحكم البلاد
و استمر حكم الملك آي لمصر ما يقرب من الأربعة سنوات و عاد حور محب ليتولي الحكم من بعد الملك آي توفي الملك آي أيضاً في غموض و رجح بعض العلماء أن ربما حور محب هو الذي انقلب علي الملك آي و ذلك نظراً للشعبية الكبيرة التي كان يحظي بها حور محب وسط الشعب المصري.

تولي حور محب عرش مصر

بعد تنصيب حور محب عرش أعظم البلاد حضارة حين ذاك .رفضت الملكة (عنخ إسن أمون) أرملة توت عنخ أمون الزواج من حور محب و ذلك بإعتباره من عامة الشعب و بزواجها منه تكون قد جعلته ملكاً شرعياً علي البلاد .

هدم حور محب أثار الملك آي و مقبرته و أزال آسمه من النقوش
.و كان قد شرع الملك آي أثناء حكمه في ترشيح إبنه من بعده للحكم و اراد ان يجعله وريث العرش آلا أن حور محب أزال ترشيح إبن الملك آي للحكم .
بعد تولي الملك حور محب عرش مصر بدأ بهدم أثار ملوك فترة العمارنه أيضاً و إعادة إستخدامها في بناء المشاريع الخاصه به .
و أطلق علي نفسه إسم التتويج ( جسر خبرو رع ستب ن رع ) كإسم للتويج و إسم ( حور إم حب ميري إمن ) كأسم للميلاد.

بدأ حور محب بعد توليه الحكم بناء مقبرة له بوادي الملوك بالاقصر بديلة عن مقبرته التي كان قد بناها في سقارة أثناء قيادته للجيوش .
عمل حور محب علي الإصلاحات في الدوله المصرية في شتي التخصصات مؤسسات الدولة .من البناء للمعابد للإله أمون و رمم معابد الألهة التي كان قد دمرها و سبب الخراب فيها إخناتون و عمل علي الإصلاح الاقتصادي الداخلي و الخارجي للبلاد و عمل علي تقوية الجيش و دعمه و تأمين الحدود المصرية. و عمل مرسوم يعرف بإسم مرسوم حور محب و في المرسوم القضاء علي،الفساد و الحفاظ علي ممتلكات الدولة و عدم التعدي علي الفلاحين في ممتلكاتهم الخاصة و عدم أخذ اموالهم بغير وجه حق
و عدم تسخيرهم للعمل للمصالح الشخصية .
و عمل علي محاربة الرشوة مراقبة الجباة علي الضرائب
و كما تدل و تظهر النقوش علي جدارية بمعبد الكرنك مرسوم الملك.
أعاد لمصر هيبتها و أعاد إستقرار البلاد و توحيد الشعوب بعد الثورة الدينية التي كادت أن تدمر البلاد و تزرع الفتنة بين الشعوب و التي أطلقها إخناتون خلال فترة حكمه
أثناء حكمه عين حور محب معه( براميس) وزيرا و الذي أصبح بعد ذلك هو( رمسيس الأول )مؤسس الأسرة التاسعة عشر و فترة حكم الرعامسه..

مات الملك حور محب بعد فترة حكم استمرت لقرب ثلاثة عقود من الزمان ( ثلاثون عاماً ) تقريبا. و كانت فترة حكمه و فترة قيادته للجيوش ربما من أفضل الحقبات الزمنية و من أفضل قادة الجيوش و من أفضل الحكام اللذين حكموا مصر علي مدار التاريخ.
تم إكتشاف مقبرة الملك حور محب بوادي الملوك بالأقصر في أوائل القرن العشرون علي يد العالم ثيودور ديفيس و هي تحمل رقم 57 بوادي الملوك و وجد ديفيس المقبرة بحالة سيئة جدا عند اكتشافها حيث وجد أنه تم العبس بخطاء التابوت الخاص بالملك حور محب و تم تحطيمه من قبل لصوص المقابر قديماً .

MEU

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى