التاريخ والآثار

كيف عرف المصريون صناعة الزيوت واستخدامها

كيف عرف المصريون صناعة الزيوت واستخدامها

بقلم الباحثة / مي نعمان

عرف المصريون القدماء استخدام مختلف أنواع الزيوت إما لتتبيل بعض مأكولاتهم او لإنارة الشوارع أو للإضاءة داخل المنازل ، وصنعوه من مواد مختلفة مثل بذور الخس والقرطم واللفت والكتان والسمسم … وتختلف الزيوت المُستخدمة فى مصر من منطقة لأخرى حسب النباتات الزيتية المتوفرة بها فنجد مثلاً سكان المنطقة المدارية يستخدمون زيت الخس والقرطم ، أما سكان مصر الوسطى يستخدمون زيوت الكتان واللفت والسمسم ، وسكان مصر السفلى يستخدمون زيت الكتان والسمسم .

ونبدأ بصناعة زيت السمسم كيف صنعها المصريون القدماء وكيف أستخدمه

صناعة زيت السمسم تمر بعمليات خاصة به حيث : يبدأ الناس بغسل بذور السمسم وبعد تركه مغمراً بالمياه لبعض الوقت يُحمص بشكل خفيف فى فرن خاص ، ثم تُوضع البذور المحمصة تحت رحوات من الحجر ” كانت تُجلب من سوريا” حتى تتحول البذور تحتها إلى ما يشبه العجين ، ويوضع العجين بعد ذلك فى دن مبنى على هيئة جزء من كرة ويقوم رجل يقف فى هذا الدن يمسك فى يده حبلاً يتدلى من فوق رأسه بالدوس فوق هذا العجين ، لينفصل عنه الزيت الذي يخرج من حواف كتلة السمسم التي يطؤها معجونة على هذا النحو ، ويُستقبل الزيت فى إناء من النحاس وعند امتلائه يقومون بصبه فى بلاص ، ويُعطى الأردب من بذور السمسم فى العادة قنطاراً من الزيت ، وتنتشر صناعة زيت السمسم فى القاهرة والدلتا ويُصنع بكميات قليلة فى مصر العليا بقنا .

معظم الزيوت تٌصنع كلها بنفس الطريقة تقريباً ، أما عن رواسب أو ثفل بذور النباتات الزيتية المُستخدمة فى الزيوت تُستخدم بعد ذلك فى تغذية الثيران التى تعمل فى جر الرحوات التي تتحول تحتها البذور إلى عجين ، ويشرف على هذه العملية فى العادة رجلان ، مهمتهما فك وتعلق الثيران التى تقوم بهذا العمل مرة كل ساعتين وان يعيده بلا إنقطاع تحت الرحوات عجينة البذور التي تنزلق من هناك بشكل دائم وهما يستخدمون لهذا الغرض حاروفاً صغيراً او شوكه من الخشب .

ومعصرة الزيت التى سبق وأن وصفنا أستخدامها وشكلها تعتبر أكثر الماكينات التى أتيح لنا أن نراها فى مصر والأكثر تكلفة والتى تستطيع أن تنتج لنا بلاصان من الزيت فى اليوم الواحد من اى نوع حبوب لذلك فإن الفرق قليل فى تكلفة الزيوت المختلفة .

ولأن صناعة الزيوت من أهم الصناعات والأكثر إحتياجاً فى المجتمع المصرى لذلك انتشرت المعاصر فى كافة أنحاء مصر ، فيصل فى مدينة أسيوط وحدة عشر معاصر تُستحخدم كلها فى صناعة زيت الكتان .

أما عن باقى الزيوت مثل زيت الخس والذى يعتبر زيت الطعام الوحيد الذى يستهلكه الناس فى “إسنا” وولاية ” طيبة” و بوسعنا أن نعلم أن إردبا من البذور نبات الخس نستطيع أن نستخلص منها مكيالين من الزيت ، وهو الحال أيضاً مع بذور القرطم وغيرها من النباتات الزيتية التى عرفها المصريون القدماء .

إلى جانب صناعة الزيوت وأهميتها برع المصريون فى العديد من الصناعات النبيذ والجلود والأصواف وغيرها من الصناعات البسيطة والمعقدة التي سوف نتطرق إليها فى مقالاتنا القادمة بإذن الله.

MEU

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى