التحنيط في مصر القديمة
التحنيط في مصر القديمة
كتب/ إبراهيم ماجد
التحنيط في مصر القديمة يُعد من أبرز مظاهر الحضارة المصرية القديمة ، حيث إرتبط بشكل وثيق بعقيدة الحياة بعد الموت. كان المصريون القدماء يؤمنون بأن الحفاظ على الجسد هو وسيلة لاستمرار الروح، ما جعلهم يطوّرون تقنيات متقدمة لتحنيط الموتى.
أهمية التحنيط في العقيدة المصرية القديمة
كان المصريون القدماء يعتقدون أن الإنسان يتكون من أجزاء عدة: الجسد، والروح (كا وبا)، والاسم. ولكي تتمكن الروح من العودة إلى الجسد في الحياة الآخرة، كان عليهم الحفاظ على الجسد من التحلل. من هنا جاء التحنيط كوسيلة لضمان الخلود.
.
في هذا المقال نستعرض أهم النقاط الخاصة بالتحنيط في الحضارة المصرية القديمة
مراحل عملية التحنيط
مرت عملية التحنيط بعدة مراحل دقيقة، وكانت تختلف بناءً على مكانة الشخص الاجتماعي وقدرته المالية:
1. إزالة الأحشاء:
يتم استخراج الأعضاء الداخلية مثل المعدة والكبد والرئتين، مع الاحتفاظ بالقلب في معظم الأحيان. كانت الأعضاء توضع في أوانٍ كانوبية.
……
الاوانِ الكانوبية
هي عباره عن أواني تشبه المزهرية و لها غطاء يتمثل في شكل الأربعة أبناء حورس إنسان و طائر و حيوان و قرد .
و كانت تُنحت من الصخور و الأحجار مثل الجرانيت و البزلت و الالبيستر و غيرها من الأحجار و أيضا من الفخار و هي كالاتي
.
( إمستي ) و هو يتخذ شكل رأس الإنسان و هو لحفظ الكبد و يسمي إمستي
( حابي ) و يتخذ شكل رأس قرد البابون و هو لحفظ الرئتين و يسمي حابي
( قبح سنو إف ) و هو يتخذ شكل رأس حورس و هو لحفظ الامعاء و يسمي قبح سنو إف
( دوا موت إف ) و يتخذ شكل رأس حيوان إبن آوي و هو لحفظ المعده .و يسمي دوا موت إف .
2. إزالة المخ:
يتم إزالة المخ عن طريق الأنف باستخدام أدوات معدنية.
3. التجفيف بالنطرون:
يُجفَّف الجسد باستخدام ملح النطرون الطبيعي لمنع التحلل.
4. التزيين والتغليف:
يُدهَن الجسد بالزيوت والراتنجات العطرية، ثم يُلف بالكتان.
5. الدفن:
يوضع الجسد المحنط في تابوت، وغالبًا داخل مقبرة مليئة بالنقوش والتمائم السحرية.
التطور الزمني لعملية التحنيط
بدأ التحنيط بشكل بسيط في عصر ما قبل الأسرات، حيث تم دفن الموتى في حفر رملية.في الصحراء و منها يجف الجسد . ومع تطور المعتقدات، تطورت التقنيات لتصل إلى ذروتها في عصر الدولة المصرية الحديثة. 1500.ق.م .
لاحقًا، انخفضت جودة التحنيط في العصر المتأخر بسبب التدهور السياسي والاقتصادي.
الأدوات المستخدمة في التحنيط
ملح النطرون: المادة الأساسية لتجفيف الجسد.
الأواني الكانوبية: لحفظ الأحشاء..
أدوات معدنية: لإزالة الأعضاء.
الأقمشة الكتانية: لتغليف الجسد.
التحنيط والحياة اليومية
التحنيط لم يكن مقتصرًا على البشر، فقد امتد ليشمل الحيوانات المقدسة كالقطط والتماسيح، تعبيرًا عن احترام المصريين للحيوانات التي ارتبطت بالآلهة.
التحنيط في النصوص الدينية
ورد ذكر التحنيط في نصوص الأهرام وكتاب الموتى، حيث تضمنت تعليمات دقيقة لضمان رحلة آمنة للروح. كما ارتبط التحنيط بأسطورة أوزيريس، الذي يُعد أول “محَنَّط” في الميثولوجيا المصرية.
مصادر ومراجع
كتاب ديانة مصر القديمة لجيمس هنري برستد.
موسوعة تاريخ مصر القديمة لسليم حسن.
أبحاث في مجلة الآثار المصرية.