جامع الناصر محمد ابن قلاوون من أهم العمائر الاسلامية
بقلم/آيه أحمد حسن
يقع جامع الناصر محمد ابن قلاوون بقلعة الجبل في وسط القلعة على يسار السالك من باب القلعة الكبير، والذي قام بتشييد هذا الجامع الملك الكامل محمد،قام السلطان الناصر محمد ابن قلاوون بهدمه وشرع في سنه ٧١٨هجريا،١٣١٨م في انشاء جامعه الكبير واضاف الى مساحته ما يجاوره من مباني خدمية بعد أن هدمها لزيادة مساحة الجامع وهي الحوائج خانة والطشت خانة والفرش خانة ،وانتهت عمارة هذا الجامع في أربعة أشهر وخمسة وعشرون عاما،وقد عرف هذا الجامع باسم الجامع الناصري نسبة إلى المعاصر محمد وباسم جامع الخطبة وذلك لأنه كان الجامع الرسمي الذي تقام فيه صلاة الجمعة داخل المقر الرسمي للحكم في عصر المماليك .
الوصف المعماري لجامع الناصر محمد ابن قلاوون
يعتبر هذا الجامع من الجوامع ذات الحجم الكبير ويتبع نظام التخطيطات الاولى للمساجد،حيث يتكون من شكل مربع تقريبا يبلغ طول أضلاعه ٦٣× ٥٧ مترا، متآلفا من حسن أوسط مكشوف، تحيط به أربعة أروقة أكبرها رواق القبلة ، يشتمل رواق القبلة على أربعة صفوف من البوائك ، تحتوي كل بائكة منها على ١٠ أعمدة تحمل أحد ١٠ عقدا يأخذ شكل حدوة الفرس، وتسير هذه البوائك موازية لجدار القبلة،باستثناء البكتين الاولى والثانيه التي حذف من كل منهما عمودين لإيجاد مساحة مربع أمام المحراب ليغطيها قبة ضخمة ، تعتبر هذه القبة من القباب المتميزة جدا في العصر المملوكي حيث تتألف من مربع حجري مكون من عشرة أعمدة من الجرانيت الأحمر تحمل عقود يقوم عليها أربع مناطق انتقال للقبه كل منهما عبارة عن مثلث خشب يضم خمس حطات من المقرنصات.
محراب جامع الناصر محمد بن قلاوون
يشتمل جدار القبلة على ثلاث محاريب احدهما المحراب الرئيسي وهو اكبرهم والاخران صغيران ، وقد كسيت جميع هذه المحاريب بالرخام الملون والمزين بزخارف هندسية من الفسيفساء الرخامية الدقيقه المطعمة بالصدف كما كان جدار القبلة مكسو بالرخام الملون،لم يتبقى منه إلا أجزاء قليلة بعضها اشرطه من الرخام والبعض الآخر من الرخام الدقيق المطعم بالصدف ، وتدل بعض بقايا الرخام التي وجدت بالمحراب على أنه كان مكسو بالرخام الملون بزخارف دقيقة.
منبر جامع الناصر محمد بن قلاوون
يوجد على المحراب الرئيسي منبر خشبي حديث من صنع لجنة حفظ الآثار العربية في سنة ١٩٤٩ ميلادية ، مصنوع بطريقة الحشوات المجمعة المطعمة بالعاج والصدف تشكل اطباقا نجمية وسط حشوات هندسيه متنوعه.
الأروقة الجانبية جامع الناصر محمد ابن قلاوون
الأروقة الجانبية للجامع تشمل الأروقة الثلاثة الأخرى على بلاطين ذات عقود متنوعه الاشكال ترتكز على اعمده رخاميه مختلفه الاحجام ومتنوعه التيجان تسير موازية وعمودية على جدار القبلة بمجموع ٧٢ عمود،وتيجان هذه الأعمدة القديمة ومتعددة الاشكال منها البيزنطي والقبطي وغيرها،ويعلو هذه العقود صف من الفتحات المعقودة صدمت بحيث أصبحت كل كوشه عقد تعلوها فتحتان،وكان الغرض من هذه الفتحات هو إضاءة وتهوية الأروقة وتخفيف الضغط على العقود والأعمدة التي يعلوها هذا الصف من الفتحات ذات العقود المستديرة.
مآذن جامع الناصر محمد ابن قلاوون
يعلو المسجد مئذنتان إحداهما اتجاه الشمال والاخرى اتجاه الغرب،والمئزنتين تراهما متاثرا بطرز مازن شرق العالم الاسلامي خاصة مدينه تبريز فهما يشبهان مئذنة على شاه بتبريز،حيث يظهر التأثير التبريزي في مئذنتان وناصر في الشريط الكتابي من القيشاني وفي قمتي المئذنتين ذواتي بلاطات القيشاني الخضراء ،ابتسمت المئذنه الكبرى التي تقع اعلى المدخل الرئيسي الغربي بانها تقوم على قاعدة مربعة الشكل تعلوها دورتين ذواتي اسطوانيين تزينها قنوات متعرجة،وتنتهي كل من هاتين الدورتين بشرفه مجدده ترتكز على ثلاث حطات من المقرنصات،ويلي ذلك قمه على شكل مخروط ناقص تعلوه قبة كسيت ببلاطات من القاشاني الازرق به بعض الكتابات القرآنية من آية الكرسي ،وتنتهي المئذنة بقبة على شكل خوذة ، وتوجد المئذنة الاخرى في الزاويه الشماليه الشرقيه للجامع حيث تبرز قاعدتها عن الواجهة الشمالية بما يقرب من ثلاثة أمتار،تتكون هذه المئذنة من ثلاث طوابق الأول مربع ،والثاني اسطواني وينتهي في أعلاه بشرفه مستديرة،والثالث على هيئه يوثق ب ثمانية أعمدة يعلو خوذة تماثل المئذنة السابقة تمت كسوتها ببلاطات من القاشاني الأخضر تحتوي على كتابات باللون الابيض.
مدخل جامع ناصر محمد بن قلاوون
يقع مدخل المسجد بالواجهة الغربية وهو عبارة عن باب تذكاري يبرز عن سمات الوجه بمقدار ١,٣٥ م، وعلى جانبيه مكسلتان حجريتان متشابهتان،بينهما فتحة باب ذات عقد مدبب تعلوه لوحة تأسيسية بخط النسخ المملوكي نصها ‘بسم الله الرحمن الرحيم’ أمر بإنشاء هذا الجامع المبارك السعيد لوجه الله تعالى سيدنا مولانا السلطان الملك الناصر ناصر الدنيا والدين محمد بن مولانا الشهيد قلاوون الصالحي في شهور سنة عشر وسبعمائة من الهجرة النبوية، ويعلو هذه اللوحة نافذة مربعة مغشاة خشب الخرط يعلوها عقد ثلاثي الفصوص ذو صدر مقرنص.
المزولة الشمسية جامع ناصر محمد بن قلاوون
نقش فوق أعمدة الرواق الغربي المطل على الصحن مزولة شمسية كانت تستخدم لتحديد مواعيد الصلاة،وهي من عمل أحمد بن بكتمر الساقي ، وهي تعتبر أقدم الامثلة القائمة بمساجد مصر الاسلاميه بعد نزوله جامع احمد ابن طولون التي اضيفت اليه اثناء تجديدات السلطان لاجين سنة ٦٩٦هجريا ،١٢٩٦ ميلادية.