أهم المواقع الأثرية الموجودة بمحافظة الغربية
بقلم الباحثة / مي نعمان
وتعتبر من أهم وأكبر المواقع الأثرية التي تم الكشف عنها بمحافظة الغربية …
موقع ” صا الحجر ” والتى تُسمى فى المصرية القديمة “s3w” ثم حرفة الإغريق إلى “سايس” ثم أُضيفت فى العربية كلمة ” الحجر” إلى إلى كثرة أطلالها الحجرية وتقع ” صا الحجر ” على الضفة الشرقية لفرع رشيد على بعد 7 كم من مدينة “بسيون” .
كانت ” صا الحجر ” عاصمة إقليم الخامس عشر من أقاليم الدلتا وتعد مركز دينى هام منذ عصر بداية الأسرات ، والمعبودة الرئيسية لهذا الإقليم هي الإلهة “نيت” والتى كان لها شهرة كبيرة فى ” السحر والطب ” فكانت إلهه حامية للأحياء والأموات أيضاً فهى إحدى الإلهات الحاميات لأوانى الحشاء الخاصة بالمتوفى هذا بالإضافة إلى اختراع فن النسيج لذلك كانت ” صا الحجر ” مركزاً لتعليم الطب وفن النسيج .
بدأت أعمال الحفائر فى ” صا الحجر ” عام 1850 م على يد “مارييت ” وأيضاً عام 1905 م على يد “دارسى” ، ونتج عن تلك الحفائر اكتشاف عدة تماثيل نقلت للمتحف المصري بالقاهرة منها ” تمثال لكبير كهنة نيت ” ، وتمثال للمدعو ” سماتاوى تف نخت ” الذي كان قائداً للفرسان ، وبعض تماثيل الأسرة السادسة والعشرين ، وبعض منها عُرض فى المتحف اليونانى والآخر عُرض بمتاحف فى الخارج .
زار “هيرودوت ” صا الحجر وقدم وصف لكثير من مقابر ملوكهم والتى كانت داخل أسوار معبد الإلهه “نيت” ، كما ذكر أيضاً المسلات والبحيرة المقدسة ، ثم وصف الاحتفالات التى كانت تُقام كل عام للإله أوزير فى هذه المدينة .
ويجب أن نلقى الضوء على أنه تم نقل الكثير من الأحجار التي تنتمي لمعابد “صا الحجر” بواسطة الأهالى لإستخدامها فى منشآتهم في مختلف أنحاء الدلتا فوجدت بعضها فى “فوه” ، “رشيد” ،”برما” والتى تعود الأحجار الموجودة بها إلى العصر الصاوى بمنطقة “صا الحجر ” القديمة .
من المواقع الأثرية بمحافظة الغربية أيضاً موقع ” أبو صير بنا ” والتى تقع جنوب غرب سمنود حوالى ستة كيلومترات، وكانت تُعرف فى النصوص القديمة بإسم ” بو أوزير” أى ” مقر أوزير” ثم أصبحت فى اليونانية ” بوزيريس” ثم أُضيف إليها حرف الألف فى العربية لتصبح “أبو صير” ، وكانت عاصمة الإقليم التاسع من أقاليم مصر السفلى وكانت موطن للإله ” أوزير ” وكانت من أهم المزارات التى تحج إليها المومياوات وكانت مركز دينى هام يزوره الناس .
زار هيرودوت ” ابو صير بنا” وتحدث عن معبد الإله ” أوزير” وذكر أنه يوجد معبد آخر للإلهة ” إيزيس” ، وتعرضت هذه المنطقة للدمار من قبل الحكام الرومان ولم يتبق منها سوى أطلال معبد أسسه الملك الفارسي” دارا الأول ” وأسفرت الحفائر التى أقيمت عن جزء من تمثال الملك “بسماتيك الأول ” من الأسرة السادسة والعشرين وبعض الأوانى من المرمر والفخار .
من المواقع الأثرية بمحافظة الغربية أيضاً ” سمنود ” عُرفت فى اليونانية باسم “ثب نثر” ثم في اليونانية باسم ” سبينيس” ، ثم عرفت ” سمنود ” فى العربية .
اشتهرت مدينة ” سمنود ” فى الأسرة الثلاثين حيث أصبحت عاصمة لمصر كلها ، وكان مؤسس هذه الأسرة ” نخت نبف الأول” الذي كان موطنه ” سمنود” ، معبودها الرئيسي يدعى ” أنوريس” وكان له معبد بالمدينة مازالت آثاره باقية متمثلة فى بعض الأحجار الجرانيتية المتناثرة خلف المستشفى المركزى بمدينة سمنود الحالية والتى تحمل أسم ” نخت نبف الثاني ” ، و ” الإسكندر الرابع ” ، ” بطلميوس الثانى” ، و “فيليب اريديوس” .
ويمكن تقسيم المنطقة الأثرية إلى منطقة معابد ثم المنطقة السكنية القديمة ، وأخيراً منطقة الجبانات ” والتى يُطلق عليها حالياً ” سيدى عقيل ” والتى عُثر بها على بعض التوابيت الضخمة من الجرانيت ، كما عثر على تابوت من الجرانيت الأسود للمدعو ” شب مين” ابن “عنخ ” وهو كاهن الإله ” انوريس ” والتابوت منقوش من الداخل بنصوص من كتاب الإيمى دوات وكتاب البوابات وتدور النصوص حول رحلة إله الشمس فى العالم السفلى ويٌعرض التابوت الآن بالمتحف المصرى ، كما عثر فيها على بعض الأعمدة والتيجان بقايا المعبد .
أخذت ” سمنود ” شهرتها حيث أنها موطن المؤرخ المصرى ” مانيتون” الذى عاش فى عهد الملكين البطلمي بطليموس الأول والثانى ، وهو أول مؤرخ كتب تاريخ مصر ، ويرجع الفضل إليه فى تقسيم التاريخ إلى ثلاثين أسرة .
إلى جانب هذه المواقع يوجد العديد من المواقع الأثرية التي تقع بمحافظة الغربية والتى سوف نتحدث عنها باستفاضة فى العديد من المقالات القادمة حتى نلقى الضوء على تاريخ المحافظة والذي يجب أن يعرفه ليس أبناء المحافظة فقط ولكن كل مصرى.