فوائد تناول الشوفان للرجيم
ميرنا محسن
تناول نصف كوب من الشوفان للإفطار والغداء، كلٌ منا يبحث عن حياة صحية متوازنة بعيدة عن الضغوطات بمختلف أشكالها التي من شأنها أن تحد، بل قد تعوق قدرة الإنسان على إحياء حياة مليئة بالإنتاجية على مستوى الحياة الشخصية وكذلك الحياة المهنية، محاولاً قدر الإمكان الابتعاد عن السبل كافةً التي قد تحول دون هذا الهدف، حيث تتعدد المعوقات التي تحول بين الإنسان وبين الحياة الصحية المتوازنة لتأتي السمنة على رأس هذه المعوقات التي تهدد حياة الإنسان.
من أجل تجنب هذا المرض المزمن “السمنة” الذي يُدخل صاحبه في دائرة مغلقة من الأمراض التي قد تصل إلى حد الاكتئاب، بدأ الكثير منا يبحث عن أنظمة غذائية صحية غنية بالمعادن والألياف والفيتامينات وغيرها من العناصر الغذائية المُشبعة التي تمد جسم الإنسان بالطاقة والشبع في ذات الوقت غير مُخلفة ورائها عواقب وخيمة قد يصعب السيطرة عليها، من بين هذه الأنظمة الصحية نجد نظام إنقاص الوزن عن طريق تناول الشوفان، الذي تربع على عرش الأنظمة الغذائية الصحية لما له من فوائد عديدة على الجسم من حيث زيادة سرعة وتيرة حرق الدهون التي تعد لُب نجاح إنقاص الوزن.
فوائد الشوفان للتخلص من الوزن الزائد:
يساعد الشوفان في مد فترات شعور الإنسان بالشبع وعدم الرغبة في تناول الطعام مجدداً وهذا بسبب زيادة عمليات إفراز الهرمون المسؤول عن الشعور بالشبع ألا وهو هرمون “الببتيد” الناتج عن ألياف “بيتا جلوكان: مما يؤدي في نهاية الأمر لزيادة فترات شعور الإنسان بالشبع فبالتالي يقل إجمالي السعرات التي يستقبلها الجسم مما يؤول إلى زيادة حرق الدهون وتحفيز عملية إنقاص الوزن الزائد.
يوصي بعض الأطباء والمتخصصون في التغذية العلاجية بضرورة تناول الشوفان على وجه العموم وخاصة لأصحاب السمنة لما له من فوائد عديدة عموماً وعند إنقاص الوزن على وجه التحديد حيث يطلق البعض على هذا النظام “رجيم الشوفان” حيث يعتمد بشكل أساسي على تناول الشوفان ضمن الوجبات الغذائية اليومية بمعدل معين مًحدد من قبل الطبيب المختص وفقاً لكل حالة ومقدر احتياجها لإنقاص الوزن.
يتخذ هذا النظام الغذائي الذي عادةً ما يستمر طيلة شهر بشكل عام مرحلتين أساسيتين هما:
المرحلة الأولى: حيث يبتعد فيها الفرد عن تناول الشوفان الفوري وكذلك دقيق الشوفان معتمداً على تناول الشوفان كحبوب فقط من خلال إدخاله في الوجبات الثلاثة على مدار اليوم، مع إمكانية تناول ثمار الفاكهة إما في شكل وجبة أساسية أو كسناك بين الوجبات، بشرط إلا تزيد معدلات السعرات الواردة للجسم عن 1200 سعر حراري كي يحصل الفرد على النتيجة المرجوة من وراء إتباع هذه الحُمة الغذائية.
المرحلة الثانية: حيث يكون إدراج الشوفان من خلال وجبة أو وجبتين على الأكثر على مدار اليوم بشرط احتواء باقية الوجبات على العناصر المغذية المُشبعة للجسم مع السماح للفرد بتناول الشوفان في هيئة الشوفان الفوري أو كدقيق وكذلك زيادة معدل ثمار الفاكهة ليصبح بذلك إجمالي السعرات المسموح بها هي 1300 سعر حراري.
الشوفان وصحة المرأة:
1- الحماية من خطر سرطان القولون: وهذا بسبب وجود مجموعة من مضادات الاكسدة والفيتامينات، بجانب احتوائه على مختلف الألياف التي تقي المرأة بعض المتاعب من بينها الإمساك التي تعاني المرأة صعوباته خاصةً خلال فترة الحمل وهذا بسبب الحفاظ على النوع النافع من البكتيريا في الجسم لتبدأ الأمعاء في أداء وظيفتها بشكل طبيعي.
2- زيادة معدلات حرق الدهون: مما يساعد على تنشيط محاولات إنقاص الوزن بسبب احتواء الشوفان على العديد من الألياف المُشبعة وعلى رأسها “البيتا جلوكان” حيث إن مثل هذه الألياف من شأنها تمد المرأة بالشعور بالشبع لفترات طويلة وتقليل معدلات الجوع فبالتالي تنجح محاولات إنقاص الوزن.
3- تقليل فرص إصابة المرأة بالأمراض الجلدية: حيث يحتوي الشوفان على كلا من مركب الأفينانثرامايد وفيتامين “ه” اللذان يعملان كحاجز منيع من الإصابة ببعض الأمراض الجلدية مثل: تهيج الجلد، الأكزيما والجفاف.
4- الحد من أعراض الداء الزلاقي: والذي تزداد معدلات إصابة المرأة به ثلاثة أضعاف إصابة الرجل ويحتاج أصحاب هذا المرض إلى الابتعاد عن الغلوتين أو الجلوتين المسبب للحساسية ورغم ذلك لأبد من استشارة طبيب مختص.
5- تقليل فرص الإصابة بالأمراض المزمنة: كلما زاد عُمر المرأة، زادت احتمالات الإصابة ببعض الأمراض المزمنة التي تتنوع ما بين ارتفاع ضغط الدم، مشاكل بالقلب، مرض السكري، وغيرها من الأمراض، حيث يحفز الشوفان عمليات ضبط سكر الدم الذي من المُتعارف عليه علمياً أنه يزداد بعد تناول الطعام خاصةً الطعام الدسم وكذا الضغط وأيضاً ضبط حساسية أنسجة الجسم للأنسولين.
عزيزتي المرأة، إن جمالك ليس مرهوناً فقط بمظهرك فحسب فصحتك هي سلاحك الأول الذي يحميك بعد المولى -عز وجل- من خطر الإصابة بالعديد من الأمراض المزمنة، كما أنها تؤهلك لأداء مهامك اليومية سواء في العمل أو في المنزل بشكل طبيعي دون الشعور بالإرهاق من أجل جهد تقومين به، لذا لا يجب أن تلهيك مسئولياتك وضغوطات الحياة ومشاغلها عن الاهتمام بذاتك الغير مقتصر فقط على المكياج والشعر والاظافر، فالصحة الجيدة هي التي تمكنك عن المحافظة على جمالك، تذكري دائماً أن “الصحة تاج على رؤوس الاصحاء”.