المخرج المصري محمد حسيب يكتب التاريخ بـ”فرح صعيدي” أول عمل مسرحي مصري في تونس
حوار/ أحمد سالم
في حدث فني غير مسبوق، يجمع العرض المسرحي الكوميدي “فرح صعيدي” بين الثقافتين المصرية والتونسية في تجربة مسرحية فريدة من نوعها. يمثل هذا العمل، الذي يخرجه الكاتب والمخرج المصري محمد حسيب المصري، أول إنتاج مسرحي مصري كامل على الأراضي التونسية.
تعتبر مسرحية “فرح صعيدي” خطوة جريئة نحو تعزيز التعاون الثقافي بين البلدين الشقيقين، وتقديم نموذج يحتذى به في مجال الإنتاج المسرحي المشترك، من خلال هذا العمل، يهدف حسيب إلى مد جسور التواصل بين الجمهورين المصري والتونسي، وتقديم كوميديا خالصة تتناول قضايا اجتماعية بطريقة مرحة وسلسة.
وقال حسيب عن أهمية هذا المشروع “هو الحنين والحب القديم إلى المسرح، وهو عشقي الأول في صغري وفي بداية شبابي، والذي إبتعدت عنه لسنوات طويلة، وعدت إليه من خلال هذا العمل.
وتحدث حسيب عن التحديات والصعوبات التي واجهته خلال العمل “بإن نوعية المسرح الكوميدي الإستعراضي يحتاج إلي مجاميع وأمكانيات وتكاليف، ولذلك هذه النوعية من المسرح ليست موجودة الآن في تونس، وبالتالي كان هناك صعوبات كبيرة في إنك تقوم بعمل عرض مسرحي بهذه النوعية وفي ظل كم هائل من المعوقات، وخاصة في ظل مسرح الهواة الذي هو مختلف عن مسرح المحترفين من حيث التقييم أو دعم الدولة، ولذلك أخترت الطريق الأصعب، وهو أن أنتج العمل بجهود ذاتي، وعرضه بعروض ذاتية بعيد عن دعم الدولة الذي لا يغطي ربع تكلفة مثل هذه النوعية من العروض.
وصرح حسيب عن أهدافه من وراء هذا العمل قائلا “الأهداف كثيرة منها تحقيق الذات، وإثبات وجودي في تونس وبالتالي أرفع راية بلدي، وأيضا اقدم شئ مفيد ونافع للمجتمع الذي اعيش وسطه، في منهم الأحباب والأصحاب، ومن خلال هذا العمل تم إعطاء الفرص للمواهب وإعادة اكتشاف وجوه غابت عن المسرح وعادت من خلال هذا العمل بالأضافة إلي تقديم عمل يسعد الجمهور ويدخل عليه السعادة والبهجة.
يعد عرض “فرح صعيدي” حدثًا ثقافيًا بارزًا، ليس فقط على المستويين المصري والتونسي، بل على مستوى الساحة العربية بأكملها، إنه دليل على أن الفن قادر على تخطي الحدود الجغرافية والسياسية، ويجمع الناس من مختلف الثقافات والأصول.