“بيت الكريتلية:رحلة عبر الزمن”
✍️كتبت: ريـم جمـال
بيت الكريتلية هو أحد أبرز المعالم الأثرية في القاهرة، يقع في حي الخليفة بالقرب من مسجد ابن طولون، وقد تحول البيت إلى متحف يعرف باسم “متحف جاير أندرسون“، نسبةً إلى الضابط البريطاني الذي أعاد ترميمه وسكن فيه لفترة.يتكون من بيتين الأول لصاحبه المعلم عبد القادر الحداد والذي أنشأه عام ١٦٣١،أما الثاني فقد أنشأه الحاج محمد بن سالم بن جلمام الجزار عام ١٥٤٠، وهما مثال للمنازل المصرية خلال العصور الإسلامية.
تاريخ بيت الكريتلية
يعود تاريخ بناء بيت الكريتلية إلى القرن السابع عشر الميلادي،يُعتقد أن امرأة من جزيرة كريت سكنت البيت في فترة من الفترات، مما أعطى البيت اسمه الحالية بيت الكريتلية.
في القرن العشرين، أعاد الضابط البريطاني جاير أندرسون ترميم البيت بعدما حصل على إذن من الحكومة المصرية للعيش فيه، وقام بتزيينه بالأثاث والتحف القديمة التي جمعها من أنحاء العالم الإسلامي. بعد وفاته في عام ١٩٤٥، تم تحويل البيت إلى متحف تكريما له.
الطراز المعماري لبيت الكريتلية
يمثل بيت الكريتلية نموذجًا فريدًا للعمارة الإسلامية، ويجمع بين عناصر العمارة في العصرين المملوكي والعثماني.
ويتميز البيت بالعديد من العناصر التي تعكس البيئة الاجتماعية والاقتصادية في مصر خلال العصر العثماني. من أبرز تلك العناصر:المشربيات،الفناء الداخلي، الغرف المزخرفة، الأثاث الخشبي المزخرف،والسجاد الشرقي الفاخر.
الأهمية الثقافية لبيت الكريتلية
بيت الكريتلية ليس مجرد منزل أثري، بل هو نافذة تطل على الحياة اليومية لطبقة التجار والوجهاء في مصر خلال العصور الوسطى.يُعد المتحف اليوم وجهة سياحية تجذب الزوار من جميع أنحاء العالم لاكتشاف تفاصيل العمارة والتعرف على التاريخ المصري.
محتويات بيت الكريتلية
يحتوي المتحف على مجموعة غنية من القطع الفنية النادرة، بما في ذلك الأثاث القديم، والسجاد اليدوي، والخزف الإسلامي، والتماثيل البرونزية، مما يعكس ثقافات متعددة من المنطقة العربية والإسلامية. كما يضم المتحف قاعة مخصصة للعرض السينمائي والتعليمي، حيث يتم عرض أفلام وثائقية عن تاريخ البيت.
الذاكرة الشعبية لبيت الكريتلية ووجود الجن
يحتفظ بيت الكريتلية بمكانة خاصة في الذاكرة الشعبية المصرية، حيث ارتبطت به العديد من القصص والأساطير.فالبداية قيل أنه شهد قصة حب الضابط الإنجليزي لإحدى الفتايات التي سكنت هذا البيت وبسبب ذلك قام بشرائه، كما تدور بعض الروايات حول سكن الجن للبيت،وكذلك بئر الوطاويط صاحب أسطورة رؤية وجه المحبوب في الليالي القمرية من خلاله، مما أضفى عليه جوًا من الغموض والسحر، وجعل زيارته تجربة مشوقة للزوار.
يظل بيت الكريتلية شاهدًا حيًا على روعة العمارة الإسلامية في مصر، ومثالًا على كيفية تمازج الثقافات المختلفة عبر التاريخ.ويمثل البيت ليس فقط تحفة معمارية، بل أيضًا ذاكرة تاريخية لحياة المصريين في العصر العثماني وما قبله.
اقرا ايضا:
التربية والتعليم فى مصر القديمة