الجامعات الافتراضية: هل هي مستقبل التعليم العالي ؟
الجامعات الافتراضية: هل هي مستقبل التعليم العالي ؟
كتبت/ روان عبدالعزيز
انتشر حديثاً ما يُسمى بالجامعات الافتراضية، وفي ظل عصرنا المتطور يوم بعد يوم وجدت لها مكاناً لا بأس به بين الجامعات، أننا نشهد عصر أسرع من السرعة نفسها، يجري بسرعة الصاروخ، فلا ندرك تطورٍ ما إلا ونجد ما يليه من ابهار.
وجدير بالذكر أن ليست كل التطورات مُجدية، أو نافعة بالشكل المطلوب، وقد تكون في بعض الأحيان تسبب ضرراً كبيراً، لهذا يجب تحري الدقة في معرفة مدى نفع أو ضرر ما يستهل علينا من تحديثات، وسوياً سنعرف ما هي بالضبط الجامعات الافتراضية؟ وما مدى نفعها؟ وهل لها ضرر أم لا؟ وهل إذا كانت تسبب ضرر هو ملحوظ أم لا؟ وهل بعد انتشرها تستطيع ذبذبة الجامعات الحكومية من مكانتها أم لا؟
كلها أسئلة تدور في مخيلة الكثير منا، ومعاً سنجد الأجوبة، تابعوا..
ما هي الجامعات الافتراضية؟
إن مصطلح الجامعات الافتراضية انطلق وبشدة في أزمة كورونا، فهو يشير إلى حضور المحاضرات أو الدروس للطلبة بشكل غير مباشر وتقليدي، أي عبر الإنترنت، فمن المنزل تستطيع مباشرة دروسك كلها وأداء امتحانك عبر الانترنت، وحينما انتشر وباء كورونا أعطى فرصة كبيرة للجامعات الافتراضية أن تعتلي المنصة وتقف نداً بند للجامعات الأخرى.
فبعد منع أو الحد من التكدسات في الشوارع والقاعات أصبح لها دوراً كبيراً لتلقى الدروس من المحاضرين، وعلى قدر ما كانت نافعة في فترة من الوقت وتسببت في استمرار المسيرة التعليمية للطلاب والطالبات، على قدر ما أُثبت أنها ليست كافية لتلقى التعليم طوال الوقت وإنما وقت الضرورة فقط، لأتها مهما كانت نافعة فلن تعطى التأثير المطلوب عند الطلاب والطالبات وتقلل من نسبة التفاعل بين الطلبة ومُعلمهم.
وهذا كان رأي الدكتور/ عبادة سرحان، رئيس جامعة المستقبل، عندما سُئل عن الجامعات الافتراضية قال الآتي: “إن الجامعات الافتراضية مشروع إيجابي ومميز ولكن في عدد بسيط من التخصصات ولا يمكن تعميم التجربة على كل القطاعات العلمية، والاستخدام يكون في عدد محدود من القطاعات الإنسانية، لافتا إلى أن هناك عددا من العيوب تشوب نظام الجامعات الافتراضية متمثلة في اعتمادها الكلي على الإنترنت مع ضعف الإمكانيات”.
وهذه بعض من مميزات الجامعات الافتراضية:–
ـ يُسهل عمليات التعليم من بلد للأخرى ويقصر المسافات بين المُتعلمين، فبدلاً من السفر عبر البلاد لتلقى معلومة أو عمل دراسة أو ترجبة معينة، تستطيع أخذها أو أدائها من مكانك في بلدك.
– يستطيع حضور عدد هائل من الطلاب والطالبات في المحاضرة الواحدة، بدلاً من التكدس وحضور عدد محدود داخل القاعة التقليدية.
– المرونة التي يتميز بها التعليم الافتراضي ليست متوفرة بشكل كافي في التعليم التقليدي، فبالتأكيد المُحاضر لن يشرح المحتوى التعليمي أكثر من مرة للطلبة التي لم يناسب معها موعد المحاضرة وإنما المحاضرات الافتراضية يمكن تسجيلها وإعادتها أكثر من مرة ومشاهدتها في الوقت الذي يناسبك.
ومع وجود هذه الإيجابيات لا يُغني عن وجود بعض السلبيات ومنها:-
– التحكم في الإنترنت من الأشياء التي نواجه فيها الكثير من الصعوبات، فتوجد أوقات كثيرة لا يتوفر فيها الإنترنت بصورة جيدة وكافية لاستذكار الدروس وحضور المحاضرات بشكل مستمر.
– إن حضور عدد كبير من الطلاب والطالبات المحاضرة أو الدرس الواحد يُصعب مهمة المُعلم والمحاضر في متابعة هذا العدد والتأكد من مدى استفادة كل شخص بالمحتوى التعليمي استفادة كافية.
– إن افتقار الجامعات الافتراضية ميزة التجمع بين الطلاب ومعرفتهم لبعض يُثبط من عزيمتهم، فهم لا يتلقوا تشجيع من بعضهم البعض ولا حتى عندهم القدرة على التنافس -الشريف- بين بعضهم مما يجعلهم في حالة فتور ويقلل من المستوى الاحترافي في الدراسة.
هل تستطيع الجامعات الافتراضية حل محل الجامعات الحكومية ؟
وجاء الرد على هذا السؤال من الدكتور/ محمد كمال، الأستاذ بجامعة كفر الشيخ والخبير التربوي، قائلاً: “أن الجامعات الافتراضية لا تحل مطلقاً محل التعليم الجامعي النمطي والتقليدي وجهاً لوجه، مستدلاً على ذلك بعدم إدارج أي جامعة افتراضية ضمن الـ 700 جامعة الأولى على مستوى العالم، مضيفاً أنها ليست أفضل من الجامعات الواقعية، وأن التعليم الإلكتروني لا يغني عن التعامل المباشر بين المعلم والمتعلم مهما كانت جودة التعليم الإلكتروني الافتراضي”.
إن لكل شيء إيجابي سلبيات والعكس صحيح، ومع هذا لا يمكننا الاستغناء عن أشياء بإيجابيتها وسلبياتها، ولكن الأهم هو مدى سلبيات هذا الشيء حتى لا يتسبب بضرر أكثر من نفعه.