
” تطوير وترميم طريق الكباش”
✍️بقلم الباحثة / إيمان سيد رمضان
هو طريق يربط بين معبدي الكرنك والأقصر مرورًا بمعبد موت، ويبلغ إجمالي طوله ٢٧٠٠م .
يتكون الطريق من رصيف من الحجر الرملي على جانبيه تماثيل على هيئة أبو الهول برأس كبش (أحد الرموز المقدسة للمعبود آمون) في المسافة بين الصرح العاشر بالكرنك حتى بوابة معبد موت .

يبلغ إجمالي عدد التماثيل الموجودة بالطريق ١٠٥٧ تمثال، مقسمين إلى ٨٠٧ تمثال على هيئة أبو الهول برأس آدمي، و٢٥٠ من جهة الكرنك مقسمين على صفين (١٢٠ – ١٣٠) على هيئة كبش، ويرجع السبب في استخدام هيئة الكبش أنه كان يرمز للمعبود آمون الذي كان يعبد في مدينة الأقصر، وقد تم العثور على ثلث التماثيل، ويبلغ عمر ذلك الطريق ٣٤٠٠ سنة .
تم تشييد الجزء المكون من تماثيل برأس كبش خلال عصر الأسرة الثامنة عشرة، ثم قام الملك نختنبو الأول من ملوك الأسرة الثلاثين بتشييد الجزء المتبقي من الطريق الذي تتراص على جانبيه تماثيل على هيئة أبو الهول برأس آدمية، وتتخلل قواعد التماثيل أحواض زهور دائرية مزودة بقنوات صغيرة استخدمت في توصيل مياه الري للأحواض، وقد تم إضافة بعض الملحقات للطريق في عصور مختلفة، مثل: استراحات للزوارق، ومقياس النيل، ومعاصر للنبيذ المستخدم في الاحتفالات الكبرى التي كانت تقام على الطريق مثل أعياد الأوبت وعيد الوادي الجميل وغيرها، وحمامات وأحواض اغتسال، ومنطقة تصنيع فخار، ومخازن لحفظ أواني النبيذ .
هو ممر فرعوني له سحر خاص .. يأتي إليه الزائرون من مختلف بقاع الأرض ليشهدوا عظمة الحضارة المصرية القديمة في حضرة الإله آمون .
جاءت ضرورة تطوير طريق الكباش نظرًا للأهمية الكبرى التي تشكلها محافظة الأقصر، من حيث مكانتها السياحية وامتلاكها جزءًا كبيرًا من الآثار المصرية .
ما هو طريق الكباش ..؟
– يربط “طريق الكباش” معبد الأقصر بمعبد الكرنك بطول 2 كيلو و700 متر وعرض 76م، ويضم على جانبيه ما يقارب 1057 تمثالا على شكل أبي الهول ثلاث هيئات الأولى بجسم أسد ورأس كبش، والثانية في شكل كبش كامل، والهيئة الثالثة على شكل جسم أسد، ورأس إنسان وهناك بعض الاكتشافات الأخرى التي تم العثور عليها بالطريق، وترجع لعصور مختلفة مثل مقياس النيل ومعاصر للنبيذ ومناطق صناعية لصناعة الفخار والتمائم والحلي، وكلها ترصد وتوضح النشاط الاجتماعي والثقافي والاقتصادي لأهل طيبة القديمة منذ أقدم العصور حتى العصر اليوناني الروماني”، والكبش هنا يرمز للإله آمون، وقام الملك نختنبو الأول، مؤسس الأسرة الفرعونية الـ ثلاثين، بتشييد الطريق بصورته النهائية، حيث وضع تماثيل أبي الهول برؤوس الكباش مع نقش تذكاري، يقول فيه “لقد أنشأت طريقا جميلا لأبي أمون رع محاطاً بالأسوار ومزينة بالزهور ليبحر فيه إلى معبد الأقصر
– طريق الكباش أو طريق الإله هو طريق المواكب الكبرى، وكان بداخله يتم إحياء العديد من الاحتفالات والأعياد المصرية القديمة منها ” عيد الأوبت” و “عيد تتويج الملك “.
– تم الكشف عن الطريق التاريخي منذ أكثر من 72 سنة، واستمرت أعمال الحفائر خلال الفترة الماضية بعد فترة توقف في عام 2011 وعادت أعمال الحفائر والتطوير الخاصة بالطريق في عام 2017، نظرا لكونه أحد العناصر المهمة لموقع طيبة على قائمة التراث العالمي التابعة لمنظمة اليونسكو .
” اهداف تطوير الكباش”
تحويل مدينة الأقصر إلى أكبر متحف عالمي مفتوح عن طريق ربط متحف الأقصرو متحف الكرنك بطريق الكباش بطول 2 كيلو و700 متر وعرض 76م .
مسيرة التطوير
مسيرة يتخطى عمرها السبعين عاما من التنقيب والكشف عن الكباش القديمة الحامية للمعبد بالبر الشرقى لمحافظة الأقصر بدأت منذ عام 1948 كلفت مصلحة الآثار المصرية كبير المفتشين الدكتور زكريا غنيم، بالكشف عن ملحقات معبد الأقصر والتى كانت قد توقفت منذ بداية الحرب العالمية الأولى، ضمن خطة كبيرة لإبراز معالم الأقصر وتطوير المدينة، وهى خطة بدأت منذ عهد الخديو توفيق عام 1883 وفقا لما دونه وقتها رئيس مصلحة الآثار الشهير الفرنسي جاستون ماسبيرو، حيث كان من المقرر وقتها الكشف عن طريق المواكب الملكية «الكباش ».
تشكلت فرق علمية لدراسة طبقات الأرض والتربة، وقام رجال الترميم والأثريين بمجهود خرافى لتجميع بقايا التماثيل حيث تهشمت العديد من تماثيل الكباش بسبب حفر الأساسات فى السابق .
رفضت وزارة الآثار عمل نماذج حديثة للكباش حفاظا على الأهمية التاريخية للطريق، فلسفة الترميم جاءت بالحفاظ على الأجزاء المتواجدة فقط حفظا للقيمة التاريخية والأثرية .
صاحب افتتاح طريق الكباش بعد تطويره ترميم لمبعد الكرنك والأقصر.. وتشمل خطة ترميم معبد الكرنك صالة الأعمدة الكبرى حيث جاري العمل الآن على إزالة الأتربة ومعالجة آثار عوامل التعرية من علي الأعمدة والبالغ عددها ١٣٤ عمودًا و ارتفاع كل واحد منها نحو ٢٠ مترًا بالاضافة إلى ترميم الزخارف والكتابات الهيروغليفية بها و إظهارها بشكل واضح، كما شملت أعمال الترميم أيضا تمثال الملك تحتمس الثاني الموجود بالصرح الثامن بمعبد الكرنك
“الاستعدادات لافتتاح طريق الكباش الفرعوني “
استعدت محافظة الأقصر لافتتاح طريق الكباش الفرعوني؛ حيث بدت المدينة في ثوب جديد بعد انتهاء العمل بمشروع “الهوية البصرية” والذي تضمن توحيد واجهات المباني وأشرعة المراكب، والبالون الطائر، المنطاد، وإضاءة المباني التاريخية، والمعالم الأثرية في المدينة باستخدام أحدث النظم العالمية المستخدمة في إضاءة المدن والمناطق التاريخية، بجانب تطوير شارع مطار الأقصر الدولي، وكورنيش النيل، ورفع مستوى المرافق بكافة المزارات والمعالم الأثرية والسياحية بالمدينة، إضافة إلى أعمال الترميم لما تم اكتشافه من معالم طريق الكباش والتماثيل المقامة على جانبيه، وترميم وإظهار الألوان الأصلية لأعمدة وجدران ومعالم معبدي الأقصر والكرنك الأثريين.
الملوك ساهموا في بناء المعبد بالترتيب، كان المعبد أيضاً لعبادة الثالوث المقدس (آمون- موت- خونسو).
“أهمية الحدث سياحياً “
تعمل وزارة السياحة والآثار على قدم وساق للترويج للسياحة والآثار المصرية الموجودة في كافة المحافظات، حيث نجحت الوزارة في تنظيم حدث نقل موكب المومياوات الملكية من المتحف المصري بالتحرير إلى المتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط في إبريل الماضي، حيث ساهم هذا الحدث بشكل كبير في الترويج للسياحة والآثار المصرية.

وعقب نجاح حفل نقل موكب المومياوات الملكية، حرصت الدولة المصرية على تنظيم فعالية كبيرة للترويج لمحافظة الأقصر، فجاءت احتفالية الكشف عن “طريق الكباش“، وذلك بعد ما تم من مشروعات تطوير البنية السياحية بالمحافظة، كالهوية البصرية، وتطوير الكورنيش، ورفع كفاءة المنشآت والمباني، حيث وجه الرئيس السيسي بأن تمثل تلك الاحتفالية استمراراً لنهج الفعاليات العالمية التي تنظمها الدولة للترويج لقوة مصر الناعمة وحضارتها العريقة، وأبرزها موكب المومياوات الملكية، وعلى نحو يعكس دولياً ثراء محافظة الأقصر كمقصد سياحي عالمي متكامل الجوانب…
اقرا ايضا:-
افتتاح طريق الكباش، وما هو عيد الاوبت؟