التاريخ والآثار

النسيج وتطوره في العصور الإسلامية المبكرة

✍️بقلم /آية أحمد حسن

 

النسيج في العصور الإسلامية المبكرة اتجهت صناعة النسيج بعد الفتح العربي في كل من مصر وبلاد الشام وإيران والعراق اتجاهين أحدهما شخص والثاني رسمي،اما الاول الاتجاه الشخصي فيتمثل في امتلاك بعض الأسر انوار خاصة بهم يصنعون عليها منسوجات يبيعونها لحسابهم،أما الاتجاه الثاني”الرسمي”فيتمثل في إشراف الدولة على مصانع النسيج واحتكارها لما تنتجه وقد صار يطلق على هذه المصانع اسم الطراز.

النسيج وتطوره في العصور الإسلامية المبكرة
النسيج وتطوره في العصور الإسلامية المبكرة

معنى كلمة الطراز

الطراز لفظة معربة عن كلمة ترازودون الفارسية ،ومعناها يطرز او يوشى ،وقد استخدمت لفظة التراث اولا لتدل على العبارة الرسمية التي كانت تنقش على النسيج أو العمله او غير ذلك من الاشياء ذات الطابع الرسمي.

إذ جرت العادة أن تتخذ كل دولة لنفسها طراز او عباره متميزه شعارا خاص بها،وكان الطراز المستعمل في مصر والشام عند فتح العرب له ما هو طراز الدولة الرومانية الشرقية أو البيزنطية واستمر هذا الطراز مستعملا إلى أن نقله عبد الملك بن مروان الى العربيه وجعله يتألف من شهادة التوحيد لا اله الا الله،واسم الخليفة أول سلطان أو ذوي النفوذ من الوزراء والأمراء.

النسيج من أكثر المواد التي يرد عليها الطراز

ونظرا الى ان اكثر المواد التي كان يرد عليها الطراز هو النسيج لا سيما ما كان يعمل منه الثياب التي كان يخلعها الخلفاء على رجال الدولة ويهدونها لهم من باب التشريف وعلامة على رضاهم عليهم،واقرارهم في مناصبهم صارت دور النسيج او مصانع النسيج تسمى بالطراز وصار المشرف على هذه الدور يسمى صاحب الطراز.

النسيج وتطوره في العصور الإسلامية المبكرة
النسيج وتطوره في العصور الإسلامية المبكرة

متى عرف العالم الإسلامي لمصانع النسيج أو الطراز؟ 

وقد عرف العالم الإسلامي مصانع النسيج والتراث منذ اواخر العصر الاموي وقد انقسمت مصانع النسيج أو التراث الى طراز الخاصه اي المصانع التي تقوم بأعداد نسيج الخلفاء والسلاطين وكبار رجال الدوله،بالاضافه الى كسوه الكعبه والخلع التي ينعم بها الخليفة على كبار رجال الدولة،وطراز العامة ويقصد به المصانع التي تقوم بعمل نسيج عامة الشعب إلا أنها تحت رقابة الدولة.

تنوع المنتجات التي تنتجها المصانع

وقد تنوعت المنسوجات التي تنتجها هذه المصانع ما بين الصوفية والكتانية والقطنية والحريرية وقد تنوعت اشكالها ما بين الثياب بانواعها والعمائم والمعلقات والسروج والكساوات والاعلام والبسط والستائر والأغطية والمفروشات.

قطع النسيج المبكرة التي وصلتنا

من قطع النسيج المبكرة في تاريخها التي وصل منها إلينا جزء من عمامة باسم صموئيل بن مرقس أو صمويل بن موسى مؤرخة سنة ( ٨٨هجري -٧٠٦م) بمتحف الفن الإسلامي،وهي عمامة من الكتان يزخرفها شريطين أحدهما من الكتان والآخر من أشكال الطيور محورة عن الطبيعة تتبادل مع أشكال زخرفية،ونص الكتابة: هذه العمامة صمويل بن موسى عملت في شهر رجب من شهور المحمدية من سنة ثمان وثمانين وهي قراءة أخرى: هذه العمامة صمويل بن موسى عملت في شهر رجب سنهور بالفيوم سنة ثمان وثمانين ، وبعد العلماء يرجح ان تكون التاريخ هو ١٨٨ هجريا او ٢٨٨ هجريه، وذلك لان رقم المئات قد قطع كما يلاحظ ان في اخر الكتابة رسم وريدة مما يدل على نهاية الكتابة.

زخرفة المواد الكتانية صور حيوانات وطيور

ويزخرف كثيرا من هذه القطع النسيج الصوف الكتان على أشكال كثيرة تشتمل على زخارف وصور حيوانات وطيور وادمين،بالاضافة الى أشرطة من الكتابة العربية الزخرفية المحاوره التي قد تكون عباره كاملة ذات معنى او تكرار لكلمة واحدة،أو مجرد زخارف من حروف تؤلف كلمات لا معنى لها.
وقد وصلنا مجموعه من قطع النسيج من الصوف ومن الكتان ترجع الى كورة الفيوم أي إقليم الفيوم وتنصب الى حوالي القرن ٤هجريا.

وقد يضم المتحف الفن الاسلامى قطعة نسيج من الصوف والكتان بها شريط الكتاب العربيه منفذ بأسلوب زخرفي ونصها :”ونعمه كامله لصاحبه مما عمل في طراز الخاصة مطمور من كورة الفيوم وفي أعلى الكتابه شريط أحمر اللون به صف من الجمال البيضاء والخضراء مرسومة بأسلوب هندسي محور جدا.

اقرا ايضا:-

فن النسيج القبطي

MEU

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى