التاريخ والآثار

جامع سارية الجبل من أهم الطرز المعمارية

✍️بقلم /آيه أحمد حسن

 

يعرف هذا الجامع بجامع سارية الجبل وهي تسمية خطأ ربما جاءت تيمنا بقصة الصحابي الجليل سارية بن زنيم بن عمرو بن عبد الله قائد الجيوش الاسلاميه في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه،وهو الذي ناداه عمر حين كان يخطب على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم في يوم جمعة بقوله: يا سارية الجبل الجبل،من استرعى الذئب ظلم ،وهذه القصة لا تمت بصلة لجبل المقطم ولا للجامع،ويذكر أن للجامع مسمى أطلق عليه مسجد الرديني نسبة إلى الشيخ الرديني وهو الحسن بن علي بن مرزوق ابن عبد الله الرزين الفقيه المحدث.

المنشئ وتاريخ الإنشاء

يقع هذا الجامع داخل قلعة الجبل،قام بإنشائه سليمان باشا الخادم والي مصر من قبل السلطان العثماني سليمان القانوني سنة ٩٣٥هجريا و ١٥٢٨ ميلاديا،وترجع أهمية هذا الجامع من الناحية المعمارية إلى أنه يعتبر أول الجوامع التي أنشئت في مصر على الطراز العثماني ،فقد بني الجامع على طراز جوامع اسطنبول من حيث تخطيطه المستطيل الشكل وقبابه ومئذنته ،ويرجع السبب في انشاء هذا الجامع داخل القلعة على الرغم ما بها من جوامع إلى الإهمال الذي لحق بجامع الناصر محمد بالقلعة فقد دعت الضرورة ببناء هذا الجامع،اضافة الى هذا تلبيه لرغبه الجنود الانكشارية الذي حرص ولاة مصر من البشوات دوما على أن يظلوا مقيمين بمساكنهم بسورة الانكشارية أو سور صلاح الدين.

الوصف المعماري للجامع

شيده سليمان باشا هذا الجامع فوق أنقاض جامع فاطمي قديم هو جامع قسطة نسبه إلى أبي منصور قسطه أحد رجال المظفر ابن امير الجيوش بدر الجمالي الذي عينه واليا على الإسكندرية،وبنى جامع ينسب له بالقلعة كما هو واضح من اللوحة التأسيسية التي ما زالت موجودة في قبر بجامع سليمان الخادم سنة ٥٣٥ هجرية و ١١٤١ ميلاديا.
ويتكون الجامع من مستطيل كبير يمتد من الشمال للجنوب،وينقسم الى قسمين متساويين تقريباً.

مسقط أفقي لجامع سليمان باشا الخادم ، نقلا عن كمال الدين سامح
مسقط أفقي لجامع سليمان باشا الخادم ، نقلا عن كمال الدين سامح

القسم الجنوبي للجامع سارية الجبل

يعرف باسم بيت الصلاة وهو يتصل بالحرم عن طريق باب في الجدار الجنوبي لرواق الحرم تعلوه الكتابة التذكارية للجامع،ويغطي بيت الصلاة قبة كبيرة من الحجر،ويحيط بها من جهاتها الثلاثة الجنوبيه والشرقيه والغربيه انصاف قباب حليت جميعها بنقوش ملونة جميلة تتخللها كتابات متنوعة،وهذا النوع من التغطية لبيت الصلاة يمثل نموذجا فريدا ويعتبر من مميزات العماره العثمانيه عامة.

القسم الشمالي جامع سارية الجبل

يعرف باسم الحرم في التخطيط العثماني للجوامع،وهو يتألف من فناء مكشوف فرشت ارضيته بالرخام الملون تحيط به الأروقة من جهاته الأربع ،ويغطي كل رواق قباب ضحلة محمولة على عقود ترتكز عليها أكتاف بنائية،ويكسو حائط الرواق الشرقي منها وزرة من الرخام الملونه. الحق بالصحن من الجهه الغربيه قبة صغيرة بها عدة قبور عليها تراكيب رخامية ذات شواهد تنتهي بنماذج مختلفة لأغطية الرأس التي كانت منتشرة في العصر العثماني.

مئذنة جامع سارية الجبل

تقع المئذنة بين الحرم وبيت الصلاة وهي مشيدة على الطراز العثماني القلم الرصاص،وهي اسطوانية الشكل ذات تضليع ولها دورتان كل منهما تبرز عن البدن بواسطة مقرنصات متعددة الحطات وتنتهي من اعلى بمخروط تغطيه ألواح من القيشاني الاخضر ،وهذا التراث من المآذن العثمانية ساد استعماله في اغلب الجوامع التي أنشئت في العصر العثماني وأصبح اشارة من اشارات العمائر الدينية العثمانية في العالم،هذا وقد كانت قباب المسجد جميعها من الخارج مكسوه بالقيشاني الأخضر نزعت أجزاء كبيرة من،نلاحظها في قباب الكتاب الملحق بالجامع.

اقرا ايضا:-

جامع بني أمية الكبير 

MEU

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى