مقالات

الذكاء الاصطناعي في التعليم.. هل تحل الروبوتات محل المعلمين قريباً؟

كتبت: كريمة عبد الوهاب

يتواجد الكثيرون ممن يراهنون على أن دور المعلم يقتصر اليوم بين تأكيد دوره وبقائه وذلك في ظل التنامي المتسارع للتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي تحديداً بعد ظهور فكرة ما يعرف بمعلم الروبوت وبحسب أحدث التوقعات في قطاع التعليم لأرباب التربية في جامعة باكنغهام البريطانية الذين يؤكدون أن الروبوتات المستندة على برامج الذكاء الاصطناعي سوف تحل محل المعلمين داخل الفصول الدراسية في غضون عشر سنوات مقبلة، كجزء من «ثورة» في أسلوب التعليم «واحد إلى واحد»، أو ما يسمى بـ«التعلم الذاتي» الذي ينحصر بين الطالب ومعلمه أو «روبورته».

الذكاء الاصطناعي في التعليم: هل تحل الروبوتات محل المعلمين قريباً؟
الذكاء الاصطناعي في التعليم: هل تحل الروبوتات محل المعلمين قريباً؟

دور الذكاء الاصطناعي في التعليم

ولا شك أن «الذكاء الاصطناعي» سوف يساهم في تسهيل العملية التعليمية بشكل كبير، لأنه سوف يساعد الطلبة على إيجاد أي معلومة بسرعة كبيرة، بعكس المعلم التقليدي الذي يحتاج إلى تحضير أو البحث عن المعلومة وذلك قبل شرحها للطلبة وبالرغم من ذلك يوجد الكثير من التربويين والمتخصصين في الذكاء الاصطناعي الذين يشددون على أنه لا يمكن طرح فكرة الاستغناء عن دور المعلم مستقبلاً، أو استبداله بـالروبوت والذي سيكون عاملاً مساعداً ووسيلة تعليمية جديدة يشرف عليها المعلم نفسه.

مساعدة الروبوت للمعلم

حيث تقول الكاتبة الأمريكية «أليشا بولر» إن من المتوقع انتقال الفصول الدراسية قريباً من الإطار التقليدي للتعلم، إلى استخدام مزيج من الروبوتات والذكاء الاصطناعي المصمم حسب الحاجة والمعلمين كما سيتحرر معلمو الصفوف من الأمور الإدارية، ويتفرغون للتركيز على الطلاب فقط ليجعل الكثير يؤكدون أن الروبوت الذكي لن يحل محل معلم الفصل، بل سيكون مساعداً له في دعم الطلاب والإجابة عن أسئلتهم، لتقليص الفروق الفردية بين التلاميذ بتوفير نظم ذكاء اصطناعي ديناميكية متمايزة تفوق قواعد البيانات التعليمية والبحثية في دقة وشغف وحيوية التعاطي معها.

قدوة ووعي

ويتواجد سؤال مهم هنا، هل يستطيع الروبوت أن يحقق كل أهداف العملية التعليمية وهل سيقوم بإشباع الحاجات النفسية والاجتماعية للطالب وخاصة في المرحلة الابتدائية حيث ينظر التلميذ للمعلم كقدوة يتقمص منه السمات الشخصية مثل المثل الأخلاقية والمهارات الشخصية أعتقد أن الروبوت في النهاية هو آلة لا تستطيع أن تكون بديل عن المعلم ولكن أن يكون مساعد للمعلم في دائرة تكنولوجيا التعليم والتي سوف تغزو مجال التعليم ولذا يجب علينا أن ندرب المعلمين على كيفية استخدام الروبوت والتدريب على استخدامه.

تطبيقات الذكاء الاصطناعي بمجال التعليم
يوجد تطبيقات كثيرة خاصة بالذكاء الاصطناعي في التعليم منها المحتوى الذكي، وتوصيف المتعلمين، والتنبؤ بأدائهم، والروبوتات التعليمية الذكية، وأيضاً أنظمة التدريس الخصوصي الذكي، والتقييم والتقويم، والواقع الافتراضي، و أتمتة المهام الإدارية وبالرغم من تواجد ذلك كله فلن يختفي دور المعلم مع الذكاء الاصطناعي، بل سوف يكون له دور كبير مهم وبارز، وذلك بالرغم من كل ما تقدمه تقنيات وأنظمة الذكاء الاصطناعي من الدروس للمتعلمين، ورصد الدرجات وطرح الأسئلة والإجابة عن الاستفسارات والتشخيص، وحل المشكلات وتقديم التغذية الراجعة، بل حتى تقديم التوجيه والإرشاد للمتعلمين.

وفي الختام، يبدو أن الذكاء الاصطناعي سيواصل إحداث تغييرات جذرية في عالم التعليم، من تسهيل التعلم الشخصي إلى مساعدة المدرسين في إدارة الصفوف بكفاءة ولكن هل سيحل الروبوت محل المعلم تمامًا، فمن غير المرجح. الذكاء الاصطناعي أداة قوية، لكنه يفتقر إلى الحس الإنساني، التعاطف، والتوجيه الذي يقدمه المعلم الحقيقي. المدرسون لن يختفوا، بل قد يصبحون مثل القادة، يديرون التقنية و يوجهونها لخدمة طلابهم بأفضل طريقة ممكنة لذا، بدلاً من “استبدال”، دعونا نقول أن الذكاء الاصطناعي سيكون الشريك الذي يحتاجه كل معلم ليكون سوبر هيرو الصف!

MEU

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى