التاريخ والآثار

السباق الفضائي في الحرب الباردة 

✍️بقلم: منة الله محمد 

 

من أبرز جوانب الحرب الباردة السباق الفضائي بين الاتحاد السوفيتي و الولايات المتحدة الأمريكية ، وهذا لأنه لم يكن  تنافس علمياً للوصول إلى الفضاء أو لتحقيق إنجازات تكنولوجية فقط بل كان جزء من تنافس أيديولوجي سياسي  بين الولايات المتحدة الأمريكية و الرأسمالية  وعلى الجانب الآخر الاتحاد السوفيتي و الشيوعية وإثبات كلاً منهم تفوق نظامه وما حدث في السباق الفضائي أثبت لنا ذلك .

بداية السباق الفضائي:

بدء السباق الفضائي في 1955 عندما أعلن رئيس الولايات المتحدة الأمريكية عن خططه في إطلاق قمر صناعي ، ولكن في 4 أكتوبر 1957  أطلق الاتحاد السوفيتي أول قمر صناعي في التاريخ سبوتنيك 1 والذي وصل وزنه إلى حوالي 83 كجم و كان يدور حول الأرض كل 96 دقيقة واعتبر هذا الحدث صدمة للعالم أجمع و للولايات المتحدة الأمريكية خاصةً التي كانت تخطط لذلك من قبل ، وفي العالم التالي 1958 أعلن الرئيس الأمريكي دوايت أيزنهاور عن تأسيس وكالة ناسا الفضائية بهدف تسريع وتيرة البحث في الأبحاث الفضائية

اول انسان علي الفضاء: 

في 12 أبريل 1961 صدم الاتحاد السوفيتي العالم مرة أخرى بإرساله يوري جاجارين في أول رحلة فضائية  و استطاع جاجارين الدوار حول الأرض في مركبة سونيك 1 واستغرق ذلك حوالي 108 دقيقة ، وكان هذا الحدث فريد من نوعه حيث ذهب  جاجارين و عاد  بسلام  مرة أخرى  لأرض الوطن ، وكان هذا الحدث الصدمة الثانية للولايات المتحدة الأمريكية والتي قررت في ذلك الوقت ارسال اول انسان سطح القمر قبل نهاية الستينات .

اول انسان على القمر : 

في 1962 ركزت الولايات المتحدة الأمريكية جهودها على برنامج أبولو وأعلن الرئيس الأمريكي جون كينيدي عن رغبته في  بعث رجلا إلى سطح القمر وإعادته مرة أخرى إلى الأرض بأمان ، وبعد كثير من التجارب و المحاولات نجح الأمر في 20 يوليو 1969 ووصل اول انسان للقمر وهو نيل أرمسترونج في مهمة ابولو 11 وظهرت عبارته الشهيرة ” خطوة صغيرة لإنسان ، لكنها قفزة عظيمة للبشرية ”  واعتبر هذا الإنجاز أفضل الانجازات في مجال الفضاء في ذلك الوقت .

مشروع أبولو سويوز: 

بعد تلك الإنجازات في مجال الفضاء  ومع تصاعد خطر الحرب النووية تحول التنافس بين أمريكا والاتحاد السوفيتي الي تحالف  وفي أبريل 1972 تم توقيع اتفاقية بين وكالة الفضاء السوفيتية و وكالة ناسا لإرسال كلاً منهما مركبة الي الفضاء والاتحاد فيما بعد عند وصولهم للعمل معاً وكان ذلك  لأختبار إمكانية ربط مركبات فضائية مختلفة الجنسية  .

وقد نجحوا في تنفيذ ذلك عام 1975 وانطلقت مركبة أبولو من كيب كانافيرال بفلوريدا و مركبة سويوز من بايكونور كوزمودروم في كازاخستان و بعد يومين من الانطلاق تمكنوا من الارتباط في الفضاء ، واعتبر هذا التعاون بداية الطريق لبرامج قضائية مشتركة .

تأثير السباق الفضائي على الاقتضاء : 

كان السباق الفضائي له تأثير كبير على اقتصاد العالم خاصة الدول التي شاركت به مثل الولايات المتحدة الأمريكية و الاتحاد السوفيتي ولكن اختلف التأثير علي كلاً منهم .

استثمرت امريكا مليارات الدولارات على الفضاء وتخصيص ميزانية ضخمة لوكالة ناسا وبالطبع اثر ذلك علي ميزانية الحكومة  بشكل سلبي قليلاً حيث اهتموا بالاتفاق علي الفضاء بينما كان يوجد مشاكل داخلية في كثير من القطاعات مثل التعليم والصحة وبالرغم من ذلك إلا أن هذا التقدم أدى لخلق الآلاف فرص عمل في الصناعات المرتبطة بالفضاء فقلت نسبة البطالة و أيضاً أدى التطور التكنولوجي الى تطور الصناعة .

أما الاتحاد السوفيتي بالرغم من اعتبار السباق الفضائي انتصاراً له إلا أنه مثل عبئ اقتصادي كبير بسبب التكلفة الضخمة للسباق الفضائي وايضا ضعف اقتصاد الإتحاد السوفيتي مقارنة بأمريكا هذا وبالإضافة للضغط من الجانب العسكري ايضا أدي لانهيار النظام السوفيتي

تأثير السباق الفضائي على التكنولوجيا :

كان السباق الفضائي محفز كبير للتطور التكنولوجي في كثير من المجلات

مثل مجال تكنولوجيا الحواسيب حيث أن البرامج الفضائية كانت تحتاج تقنيات متطورة  و برمجيات معقدة للتحكم في المركبات الفضائية وتحليل البيانات مما ساهم في تطوير تكنولوجيا الحواسيب بشكل عام.

وايضاً تكنولوجيا الاتصال  حيث أدى إطلاق الأقمار الصناعية وتطوير البرامج والأجهزة الي تحسين نقل البيانات و الصوت ، و بعض المجالات الأخري .

وفي النهاية قد كان تأثير السباق الفضائي إيجابيا  بشكل كبير حيث أدى  إلى تطور كثير من المجالات و ارتفاع اقتصاد العالم .

اقرا ايضا:-

الحرب الباردة 

MEU

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى