معاهدة باريس الأولي 1814
بقلم: منة الله محمد
تم عقد معاهدة باريس الأولي عام 1814 بين فرنسا و المدن الكبري في ذلك الوقت والتي تتمثل في ( انجلترا ، روسيا ، بروسيا ، النمسا )ولكن قبل الدخول في تفاصيل المعاهدة سوف نرجع بالاحداث الي وضع فرنسا قبل هذه المعاهدة.
وضع فرنسا قبل معاهدة باريس الأولى :
كانت فرنسا تحت حكم نابليون بونابرت والذي قام بالكثير من الاستعمارات في كثير من الأنحاء وكانت الضربة القاضية له عند هزيمته في روسيا في عام 1813 ،وفي ذلك الوقت حاولت النمسا التفاوض معه لوضع حد الي تلك الحرب و لكن المفاوضات انتهت بالفشل بسبب إصرار نابليون علي الانتصار أو الحصول على صُلح مُشرف لفرنسا ، وتكررت المفاوضات مرة أخرى وعقد مؤتمر شاتيون ولكن أيضاً باءت بالفشل حتى اشتد الصراع ويعظ معركة عنيفة استطاعوا هزم نابليون بعد أن تنحى الى باريس وسقط نابليون و سقطت باريس وتم نفيه إلى جزيرة ألبا واحتفظ بلقب امبراطور وكان ذلك عام 1814 .
معاهدة باريس الأولى :
بعد هزيمة فرنسا اجتمعت الدول الأوروبية الكبرى (إنجلترا ، روسيا ، بروسيا ، النمسا ) لمناقشة وضع فرنسا في ذلك الوقت ومن يتولى حكمها بعد نابليون والذي كان بيده القوة جميعها هل يتم تعيين ابن نابليون الصغير ووصي له ؟ ام يتم تعيين أحد كبار القادة العسكريين لنابليون ؟
وهنا ظهر وزير الخارجية تاليران والذي كان سياسياً محنكاً وقد عاصر أسرة البوربون و الثورة الفرنسية و فترة حكم نابليون و الاستعمار وأيضاً هزيمة نابليون فكان مُلماً بجميع ما مر علي فرنسا واستطاع إقناع الدول المتحالفة بأن أسرة البوربون هي الأنسب في حكم فرنسا وبالفعل وقع الاختيار على الملك لويس الثامن عشر من أسرة البوربون ليحكم فرنسا بتعليمات من التحالف .
شروط معاهدة باريس الأولى :
استعادة حدود فرنسا :
خلال فترة حكم نابليون بونابرت توسع في كثير من الأنحاء و ضم لحدود فرنسا الكثير من البلاد ، فقرر التحالف أن تعود حدود فرنسا لما كانت عليه في 1792 و أضافوا لها بعض الأمراض الشمالية و الشرقية والتي كانت تقدر ب 150 ميلاً ، و بهذا خسرت فرنسا جميع الأراضي التي استطاع نابليون ضمها لحدود فرنسا ولكن اكتسبت بعض الأراضي عن حدودها الأصلية قبل الثورة وكان هذا الشرط لقحم قوة فرنسا و ضمان عدم عودتها للمقاومة أو التوسع مرة أخرى .
استعادة الملكية الفرنسية :
كان من شروط معاهدة باريس الأولي أن تعود أسرة البوربون للحكم مرة أخرى بعد أن تم إعدام الملك لويس السادس عشر و إلغاء الملكية عام 1793 وعندما عادت مره أخرى أصبحت تحت حكم الملك لويس الثامن عشر و كان هذا الشرط بمثابة إعادة الشرعية لحكم فرنسا و بالتالي ضمان الحلفاء الاستقرار .
و أيضاً سمحوا لفرنسا بالملاحه والصيد في كلاً من نهر سانت لورانس ومنطقة نيوفولاند .
وفي النهاية أن نظرنا إلي تلك الشروط سنجد أنها ليست متطرفة ف لم يحاول الخلفاء تجريد فرنسا من سلاحها أو طلب غرامة مالية ، وانما فقط عملوا علي اضعافها حتي لا تعود للثورات و الاستعمارات مره اخري و منذ هذه اللحظة أصبحت الدول الأربعة ( انجلترا ، للنمسا ، روسيا ، بروسيا ) هي المسؤولة عن حماية السلام في أوربا .
اقرا ايضا:-
الدين والسلام.. البحث عن وسطية فى زمن الصراعات