
“لعنة الفراعنة أسطورة غامضة أم حقيقة علمية؟”
بقلم : ندى العويلي
لعنة الفراعنة هي إحدى أكثر الأساطير غموضًا وإثارة في تاريخ الحضارة المصرية القديمة.
يُعتقد أن لعنة الفراعنة تُلاحق كل من يجرؤ على فتح مقابر الفراعنة و انتهاك حرمتها ، مما يؤدي إلى حوادث غامضة وحالات وفاة غير مفسرة مما أثار الاعتقاد بوجود لعنة تلاحق من يقترب من رفات الفراعنة.
وعلى الرغم من التفسيرات العلمية التي تبرر هذه الوفيات وتنسبها إلى عوامل طبيعية ، إلا أن لعنة الفراعنة ظلت من أشهر الأساطير المرتبطة بالحضارة المصرية القديمة.

حقيقة لعنة الفراعنة
ترتبط لعنة الفراعنة بفكرة أن القدماء المصريين قد وضعوا تعاويذ أو نُصوص لعنة تحذر من انتهاك مقابرهم ، بهدف حماية قبورهم من اللصوص أو الأعداء وتُشير بعض النصوص المكتوبة على جدران المقابر إلى تهديدات تتعلق بمن يقترب منها و على الرغم من أن لعنة الفراعنة قد تكون مستمدة من هذه التحذيرات إلا أنه لا يوجد دليل علمي حقيقي على وجود قوى خارقة للطبيعة تحمي المقابر فقد كتب المصريون القدماء هذه التحذيرات كوسيلة حماية ولم تكن تعاويذ فعلية

تأثير لعنة الفراعنة في الفن و الثقافة الشعبية
أسطورة لعنة الفراعنة ألهمت العديد من القصص والأفلام
ظهرت اللعنة في العديد من الأفلام السينمائية مثل
The Mummy
The Curse of King Tut’s Tomb
Night at the Museum
The Scorpion King
وأعمال أدبية أخرى تحدثت عن الاكتشافات المصرية والألغاز المحيطة بها وكانت لعنة الفراعنة أيضًا موضوعًا رئيسيًا في العديد من الروايات الغامضة والخيالية مثل
أعمال الكاتبة أجاثا كريستي
روايات مثل “القطار السريع إلى مصر”
و لغز المومياء”
وايضا العديد من الفنانين استخدموا لعنة الفراعنة كموضوع في لوحاتهم ومنحوتاتهم هذه الأعمال غالبًا ما تصور المقابر والمومياوات مع جو من الرهبة والغموض مما يعكس قوة الأسطورة في تخيل الناس كما أصبحت لعنة الفراعنة جزءًا من الترويج السياحي لمصر.
تأثير لعنة الفراعنة على الأبحاث العلمية
قادت لعنة الفراعنة إلى زيادة الاهتمام العالمي بالآثار المصرية ولذلك حاول العلماء تفسير الظواهر الغامضة التي ارتبطت بفتح المقابر من خلال البحث العلمي.
و أجرى العلماء تحليلات على الجو الداخلي لبعض المقابر واكتشفوا وجود أنواع معينة من الجراثيم والفطريات التي يمكن أن تكون مميتة عند استنشاقها.
و من المحتمل أن الأجواء الرطبة أو الملوثة في تلك المقابر المغلقة لآلاف السنين هي السبب في أمراض بعض المكتشفين ويعتقد بعض الباحثين أن المصريين القدماء قد استخدموا مواد سامة لحماية المقابر من السرقة.
وتم اكتشاف بقايا مواد كيميائية مثل الرصاص و الزئبق في بعض المقابر القديمة قد يُفسر وجود حالات تسمم بين العلماء الذين عملوا في هذه المواقع الأثرية.
لكن ما نفعله اليوم يبعدنا تماما عن التسمم حيث نقوم بتجديد الهواء داخل المقابر قبل أن ندخلها، وعندما نقوم بفتح تابوت مغلق منذ ٤٠٠٠ عام نتركه مفتوحًا لبعض الوقت حتى يدخل الهواء النقى ونرتدى القفازات والكمامات قبل لمس أي شيء داخل المقبرة
مقبرة توت عنخ امون ولعنة الفراعنة
أسطورة لعنة الفراعنة أصبحت محط اهتمام عالمي بعد اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون في عشرينيات القرن الماضي
1922 على يد العالم البريطاني هوارد كارتر والممول اللورد كارنارفون.

بعد فتح المقبرة بفترة قصيرة توفي اللورد كارنارفون فجأة بسبب عدوى في جرح ولذلك أثارت هذا الوفاة المفاجئة العديد من الاعتقادات بأن لعنة الفراعنة قد تكون السبب وقالوا إن اللورد مات لأن حية الكبرى لدغته وهذا لم يحدث وأن المقبرة بها نص لعنة موجود أمام تمثال أنوبيس بحجرة الكنوز بمعنى ‘كل من يمس مقبرتى سوف يقتل’.
وفى الحقيقة لا يوجد نص بهذا المعنى داخل المقبرة.
وقالوا إن لحظة خروج روح اللورد انقطعت الكهرباء مرات ومرات فى القاهرة وأن كلب اللورد مات داخل قلعة اللورد فى إنجلترا فى نفس لحظة وفاة اللورد فى القاهرة.
ولكن الكهرباء عام ١٩٢٣ لم تكن مستقرة وليس هناك ما يؤكد وفاة الكلب فى نفس لحظة وفاة صاحبه.
وبعد ذلك توالت عدة وفيات غير متوقعة بين الأشخاص الذين شاركوا في اكتشاف المقبرة، مما أدى إلى تعزيز الأسطورة ولكن هوارد كارتر على الرغم من دوره الرئيسي في اكتشاف المقبرة لم يصب بأي مكروه ولم يتعرض لأي لعنة وقد عاش كارتر عدة سنوات بعد اكتشافه المقبرة وتوفي بسلام عام 1939.
لعنة الفراعنة والمومياوات
مومياء الكاهنة أمين رع واحدة من أشهر المومياوات التي قيل إنها “ملعونة” وفقًا للأسطورة كانت المومياء تجلب الحظ السيئ والموت لمن يقترب منها.
وهناك مزاعم بأن المومياء تسببت في العديد من الكوارث، بما في ذلك وفاة طاقم السفينة الذي نقل المومياء إلى إنجلترا و يُقال أن هذه المومياء موجودة الآن في المتحف البريطاني.
مومياء رمسيس الثاني: رغم عدم ارتباطها بلعنة الفراعنة فإن مومياء رمسيس الثاني تظل واحدة من أكثر المومياوات شهرة في العالم.
تم نقلها إلى فرنسا في سبعينيات القرن العشرين لإجراء ترميمات وهناك زُعم أن بعض الأشخاص الذين عملوا في مشروع الترميم تعرضوا لحوادث غريبة.
مومياء تايلاند: في إحدى القصص الغريبة، تم نقل مومياء من مصر إلى تايلاند خلال القرن العشرين، وبعدها بدأت تحدث وفيات غامضة بين الأفراد الذين تعاملوا مع المومياء. أعادت هذه الحوادث إحياء فكرة اللعنة، على الرغم من أنه لم يكن هناك دليل علمي يؤكد وجود علاقة بين هذه الوفيات والمومياء.
وعلى الرغم من إن أسطورة لعنة الفراعنة لا تقترب من الواقع وماهي إلا مبالغات نتيجة الخوف من المجهول ولا تستند إلى حقائق علمية فهي جزءًا مهمًا من التراث المصري الذي ساعد في تعزيز الاهتمام بالحضارة المصرية.
اقرا ايضا:-
لعنة الفراعنة بين الحقيقة والخيال