التاريخ والآثار

“رؤية وطن تكشف كيف تغلب قدماء المصريين على الظروف الجوية الحارة”

كتبت: ريـم جمـال

 

كانت الظروف الجوية الحارة و البيئة الصحراوية في مصر القديمة من أبرز التحديات التي واجهت المصريين القدماء، مما دفعهم إلى ابتكار طرق وأساليب مبتكرة للتغلب على قسوة الطبيعة وضمان استمرار الحياة بشكل مريح ومستقر.
وكانوا المصريين القدماء أول من ربط بين التغيرات المناخية والبيئية، فقد ورد في البردية نص: “سوف تفرخ طيور غريبة في مستنقعات الدلتا” ما يدل على أنه راصد ماهر للحياة الطبيعية، وحيوات الكائنات، وتأثرها بالحالة الجوية وتغيير المناخ.

"رؤية وطن تكشف كيف تغلب قدماء المصريين على الظروف الجوية الحارة"
“رؤية وطن تكشف كيف تغلب قدماء المصريين على الظروف الجوية الحارة”

الاستفادة من الناحية المعمارية.

لمواجهة الظروف الجوية الحارة قام المصريون بعمل إستراتيجية خاصة في تصميم المنازل والمباني. كانت أغلب المنازل مبنية من الطوب اللبن، وهذا النوع من الطوب يتميز بقدرته على العزل الحراري، حيث يحتفظ بدرجة حرارة باردة داخل المباني حتى في أوقات النهار الحارقة.وأيضاً تصميم الجدران بهيئة سميكة وصنع نوافذ صغيرة بهدف تقليل دخول حرارة الشمس إلى الداخل، مما ساهم في خلق بيئة داخلية أكثر راحة.

كما كان لكل مبنى واجهة بحرية وقبلية، وفتحات تهوية محسوبة بدقة لتوجيه الهواء البارد داخل المبنى وسحب الهواء الساخن خارجه،وكلها تقنيات مبتكرة مكنتهم من
مواجهة الظروف الجوية الحارة.

الاستفادة من الأحوال الشخصية

اعتمد المصريون القدماء على ارتداء ملابس مصنوعة من الكتان لمواجهة الظروف الجوية الحارة، وهي مادة خفيفة ومريحة تسمح بمرور الهواء وتبخر العرق من الجسم.وكذلك ارتداء ملابس فضفاضة تساعد في الحفاظ على برودة الجسم وتمنع التعرض المباشر للشمس.كما أن استخدام الألوان الفاتحة كان يساهم في عكس أشعة الشمس بدلاً من امتصاصها.

ولعل أبرز العناصر الموثقة لملابس المصريين القدماء وجدت في المتحف المصري، ومتحف الحضارة، فكانت المنسوجات الشهيرة من الكتان وفق ما وثقته جدران المقابر فكانت وسيلته للتغلب على شدة الحر.

كذلك استخدموا المراوح اليدوية وكانت مصنوعة من أوراق النخيل أو الريش. كانت هذه المراوح توفر نسيمًا منعشًا، خاصة عندما تستخدم في الأماكن المظللة، مثل المراوح التي وجدت في مقبرة توت عنخ آمون.

الاستفادة من الظروف الطبيعية

استغل المصريون القدماء الظل كوسيلة أساسية للتخفيف من الظروف الجوية الحارة.فقاموا ببناء كانوا منازلهم ومعابدهم بحيث تكون هناك مساحات كبيرة مغطاة توفر ظلاً كافياً خلال ساعات النهار. بالإضافة إلى أشجار النخيل المنتشرة في مصر القديمة حيث كانت تستخدم لتوفير الظل في الأماكن العامة والمناطق السكنية.

"رؤية وطن تكشف كيف تغلب قدماء المصريين على الظروف الجوية الحارة"
“رؤية وطن تكشف كيف تغلب قدماء المصريين على الظروف الجوية الحارة”

وكانت توجد حدائق خاصة داخل القصور والمعابد تحتوي علي نباتات وأشجار متنوعة تساعد في زيادة مساحات الظل وتخفيف الحر.

وكذلك استخدم المصريون نظم الري لزراعة الأراضي حول النهر، مما ساعد في تلطيف الجو في المناطق القريبة، فكان نهر النيل هو شريان حياة المصريين وقتها.

"رؤية وطن تكشف كيف تغلب قدماء المصريين على الظروف الجوية الحارة"
“رؤية وطن تكشف كيف تغلب قدماء المصريين على الظروف الجوية الحارة”

الاستفادة من النظام الغذائي

كان للنظام الغذائي دور كبير في مواجهة الظروف الجوية الحارة.حيث اعتمد المصريون القدماء على تناول الأطعمة الخفيفة والغنية بالماء مثل الفواكه والخضروات.وتجنب الأطعمة الدسمة والثقيلة التي تزيد من الشعور بالحرارة، ومن أمثلتها:التين والعنب كفاكهة و خضروات مثل الخس والخيار والتي تساعد في ترطيب الجسم وتزويده بالفيتامينات والمعادن الضرورية.

بالإضافة إلي تناول كميات كبيرة من الماء لتجنب الجفاف والحفاظ على رطوبة أجسامهم.

استطاع المصريون القدماء، بفضل خبرتهم ومعرفتهم بالطبيعة المحيطة بهم، التغلب على الظروف الجوية الحارة بطريقة ذكية وفعالة. وذلك من خلال تصميم معماري مناسب، واعتماد تقنيات تبريد طبيعية، وتمكنوا من توفير بيئة معيشية مريحة.وكل تلك الأساليب لم تكن مجرد حلول مؤقتة، بل أصبحت جزءًا من ثقافة وحضارة قدماء المصريين التي استمرت لآلاف السنين وما زلنا نستفيد منها حتى الآن.

اقرا ايضا:-

حياة المصري القديم

MEU

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى