المرأة والحياة

قفزة نسائية سجلها التاريخ المصري عام 2017

 

 

✍️ ️ميرنا محسن

 

لقد وصانا الله -سبحانه وتعالي- على المرأة في كتابه العظيم، مؤكداً أهمية تقديرها، والاعتراف بإسهاماتها المختلفة كي نحيا حياة كريمة يسودها المساواة بين الرجل والمرأة، فإن أي ممارسات تمييزية تتعرض لها المرأة، إنما هي وليدة فقر لفهم الآيات القرآنية والسنن النبوية الشريفة.

 

فقد عاشت المرأة تحت ستار هذه الممارسات النمطية التي تعرضت فيها لأشكال تمييز مختلفة، أوجه عنف متعددة وغيرها من العواقب التي وقفت حائلاً بين المرأة وبين ممارسة حقوقها والتمتع بهذه الحقوق سالبة أي فرصة لها لتقلد المناصب القيادية قاصرة دورها على وظائف تقليدية تحت حُجة العادات والتقاليد دون فهم جيد وصحيح لهذه العادات والتقاليد.

 

فقد جاء الرئيس السيسي لينتصر بالمرأة على هذه العقبات، ليضعها أمام العديد من القرارات والإجراءات الرئاسية التي تعتبر أشبه بالقفزات التي عبرتها المرأة لتصل إلى عصور مليئة بالتمكين النسائي على مختلف الأصعدة مؤكدة للمجتمع أنها متى تمكنت حققت، ومتى قُدرت كانت تستحق هذا التقدير، ومتى أُسند لها كانت قادرة على تحمل المسئولية.

 

فقد وضع الرئيس السيسي المرأة على قائمة أجندة اهتماماته ليؤكد للجميع أنها بمثابة القاعدة المؤسسة لتقدم ورقي المجتمعات، فلم يعد بالإمكان التغافل عن إدراك المرأة في نواحي المجتمع كافةً من أجل تحقيق التنمية المجتمعية الشاملة، فقد انتهت عصور الظلام التي عاشت في طياتها المرأة طيلة سنوات عديدة تعاني من التمييز بمختلف أشكاله لتبدأ المرأة رحلة جديدة يخيم عليها الازدهار والنجاح وتحقيق الأماني.

 

فقد انتهي عصر التمييز ضد المرأة وبدأت عصور حظيت فيها المرأة بقفزات نسائية واضحة رؤية العين أمام الجميع.

 

المرأة مُكرمة منذ بداية الخليقة:

لا يمكن نسب اهتمام المرأة للاجتهادات البشرية، فحسب فقد حظيت المرأة بأسمى أنواع التكريم من الخالق -عز وجل- في العديد من الآيات القرآنية الشريفة، بل حظيت بسور قرآنية كاملة، لذا فإن الاهتمام بالمرأة على أي مستوي من المستويات ما هو إلا تنفيذاً لما أمرنا به الله -سبحانه وتعالي- في كتابه الكريم، حيث قال سبحانه وتعالي بسم الله الرحمن الرحيم: {يأيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساءً واتقوا الله الذي تُساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيباً} صدق الله العظيم.

 

فما أعظمه من تكريم انفردت بها المرأة من المولى -سبحانه وتعالى فكيف لنا كبشر أن نغض أبصارنا عن كل ذلك ونبخس المرأة حقها؟ فمن المؤسف أن نري قصور ونقص في مستوي الوعي الديني في العديد من المجتمعات والذي يعد السبب الأدعي لسلب المرأة حقوقها وترسيخ الصور الذهنية النمطية عنها في عقول الأجيال الواعدة من أبنائنا وشبابنا، بل والتعامل مع المرأة أنها لاتزال كيان يُستهان به في مجتمعاتنا العربية والتعامل مع هذا الكيان بمبدأ “تحصيل حاصل” دون أدني اعتراف أن هذا الكيان بات بمثابة العصا التي يستند عليها المجتمع لتحقيق الازدهار ومواكبة وتيرة التنمية.

 

إن المرأة كيان مُكلف مثلها مثل الرجل عليها عبء من المسئوليات ولها نصيب من الواجبات التي لا يمكن التغافل عنها بأي شكل من الاشكال، بل لا يمكن تبرير هذا التغافل تحت أي ظروف، فقد أمر الله سبحانه وتعالي كلا من الرجل والمرأة على حد سواء حيث قال: بسم الله الرحمن الرحيم {وقلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها رغداً حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين} صدق الله العظيم، فحق المرأة في الكرامة والمساواة حقاً مكفولاً منذ قديم الأزل لا يخضع للقوانين البشرية ولا المناقشات الإنسانية الجدلية.

 

تكريم رئاسي لنساء مصر:

لقد كان للمرأة المصرية “نصيب الأسد” من الاهتمام الكبير والملحوظ من قبل الرئيس السيسي منذ اللحظة الأولى من تقلده رئاسة الجمهورية، فقد كانت المرأة المصرية من أولي فئات المجتمع التي شجعت الرئيس السيسي منذ الحملة الانتخابية الخاصة به رغبةً منها في وضع نهاية قاطعة لعصور الظلام التي عاشت فها المرأة المصرية تحت ظلال التمييز، العنف وغيرها من أوجه عدم المساواة في المجتمع.

 

فقد جاء تقلد الرئيس السيسي مقاليد الحكم ليصبح بمثابة قفزة نسائية وطوق النجاة لكل امرأة مصرية لتطفو على سطح التمكين على مختلف الأصعدة في مجتمعها متقلده العديد من المناصب التي لطالما حُرمت منها طيلة سنوات عديدة ماضية تحت حُجة عادات وتقاليد تم قولبتها لتكون ضد المرأة وليس حامياً لها.

 

فقد ولى الرئيس اهتماماً يشهد به الجميع بالمرأة المصرية منذ اللحظات الأولى له في منصبه إيماناً منه بدور المرأة الفعال في مجتمعها منذ قديم الأزل، اعترافاً منه بأهمية الكيان النسائي في عمليات التنمية شتى، متي أراد المجتمع تحقيق تنمية حقيقية ورغبةً نابعة منه بإنقاذ المرأة المصرية من عصور التهميش لتبدأ مرحلة جديدة من التمكين مُحققة ذاتها مُبرهنة على قدرتها على تقلد المناصب القيادية بنجاح واضعة بذلك نقطة حاسمة لمنطق “الفرق بين الرجل والمرأة في بعض المناصب”.

 

نكاد نجزم بإصرار الرئيس السيسي علي إدراك المرأة المصرية وقضاياها المختلفة في مختلف خطاباته السياسية مشيراً إلى أهمية الدور النسائي على الأصعدة كافةً، الأمر الذي لفت انتباه قطاعات المجتمع المختلفة سواء أكانت منظمات ومؤسسات ووسائل إعلامية مختلفة أو المواطنين ذاتهم، فقد تُرجمت تلك التوصيات الرئاسية إلي حزمة من القرارات السيادية الداعمة للمرأة المصرية لتحقق المرأة بفضل كل هذه المساعدات الرئاسية قفزات جديدة سيظل التاريخ خير شاهد عليها.

 

خطابات رئاسية داعمة للمرأة المصرية:

أولاً الصعيد الاقتصادي:

توصيات الاحتفال بيوم المرأة المصرية: “21/3/2017”: تم اتخاذ العديد من القرارات لصالح تمكين المرأة المصرية اقتصادياً من قبل سيادة الرئيس، حيث الإعلان عن عام “2017” عاماً للمرأة المصرية وتكليف الحكومة وأجهزة الدولة المعنية كافةً باعتبار استراتيجية تمكين المرأة “2030” بمثابة وثيقة العمل الرسمي للأعوام القادمة.

 

كلمة الرئيس السيسي خلال مأدبة إفطار للاحتفال بعام المرأة “3/6/2017”: فقد أشار سيادته بدور المرأة المصرية في تحمل صعوبات إجراءات الإصلاح الاقتصادي لتحقيق التنمية المنشودة لوطنها لإرساء دعائم دولة قوية.

 

المرأة في القمة التي نظمتها الرئاسة الألمانية لمجموعة العشرين “12/6/2017”: فقد أكد سيادته على أهمية رؤية مصر “2030” لتحقيق التنمية المستدامة التي تضمن تطوير شبكات الأمن الاجتماعي لتستوعب الفئات الفقيرة والضعيفة.

 

توصيات رئاسية لصالح النساء خلال المؤتمر السنوي التاسع للتحالف الدولي للشمول المالي “14/9/2017”: حيث وجه سيادته بضرورة تذليل العقبات التي تحول دون وصول الخدمات المالية الرسمية للفئات المهمشة والمستبعدة مالياً وفي مقدمتها المرأة والشباب.

 

المائدة المستديرة لمناقشة فرص الاستثمار في مصر “8/11/2017”: فقد أكد سيادته على مكانة الرائدات المصريات و أنهن مثلهن مثل سائر رواد الأعمال كافةً من حيث توفير الأراضي لتحقيق فرص الاستثمار سواء للمستثمرين أو غير المستثمرين حيث شهد عام “2017” علي تخصيص حجم أراضي داخل المناطق الصناعية يعادل “10 سنوات ماضية” بجانب توفير التمويل “200 مليار جنيهاً” بفائدة “5%” لتمويل المشروعات الصغيرة و متناهية الصغر، مؤكداً علي أهمية دور منظمات المجتمع المدني في مصر لتشغيل المرأة المعيلة و الرائدات الريفيات لمساعدة الجولة المصرية فيما يتعلق بالمرأة.

 

كما أكد الرئيس علي حرص الدولة المصرية على إتاحة فرص حقيقية للاستثمار سواء لرواد أو رائدات الأعمال على السواء، مشيراً إلى أن رائدات الأعمال هن الأكثر مثابرة وإصراراً على النجاح مقارنةً برواد الأعمال، مع التأكيد على أهمية تحقيق مزيد من حلقات التواصل بين الوزراء لمساعدة رواد ورائدات الأعمال فيما يتعلق بالمشروعات الصغيرة والمتوسطة.

 

كلمة الرئيس أثناء الجلسة الختامية لمنتدى شباب العالم “9/11/2017”: فقد كلف سيادته رئاسة مجلس الوزراء وبالتنسيق مع الوزارات المعنية بإنشاء مركز إقليمي لدعم ريادة الاعمال وتمويل المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر.

 

كلمة الرئيس خلال منتدى الأعمال المصري القبرصي “20/11/2017”: فقد تم الإعلان عن إطلاق استراتيجية مصر “2030” كإستراتيجية طموحة لتحقيق التنمية المستدامة.

 

ثانياً الصعيد الاجتماعي:

تكريم نسائي أثناء احتفالية عيد الشرطة: “24/1/2017”: فقد أكد سيادة الرئيس علي أهمية دور عناصر الشرطة النسائية في الشارع المصري من أجل توفير الأمن والأمان لنساء مصر، بجانب تأكيده على ضرورة المعاملة الطيبة لنساء مصر في الشارع لأنها أكبر دليل علي مجتمع راقي يحترم نفسه ونسائه.

 

المرأة الأم ضمن أجندة أعمال الجلسة النقاشية “دور المرأة في صناعة القرار” بمنتدي شباب العالم “8/11/2017”: فقد أشار الرئيس إلي أهمية تقدير دور الأم في المنزل لما تقوم به من أعباء تتعلق بالأبناء في المنزل فقد أراد الله “سبحانه وتعالي” هذه الأدوار للمرأة حيث تكمن مشكلة المرأة العربية بشكل عام والمصرية بشكل خاص في عدم إنصاف الرجال لدور المرأة.

 

أكد سيادته على أن الثقافة والموروثات يلعبان دوراً بارزاً في قضية تمكين المرأة على الأصعدة كافةً، فالأمر غير متوقف فقط على الإرادة السياسية حيث يتعين على المجتمعات احترام وتقدير دور المرأة كي تكون مجتمعات صادقة، أمينة، عادلة ومنصفة.

 

فالمرأة ذات دور هام في حياة الشعوب والمجتمعات على مر العصور وهذا الدور أقره المولى -عز وجل- فكيف لنا أن ننكره؟ الأمر التي يستوجب تكاتف مؤسسات المجتمع سواء الدينية أو التعليمية مع وسائل الإعلام لتحقيق العدالة بين الرجل والمرأة، بل والتأكيد على ضرورة مساعدة الزوج لزوجته فيما يخص تربية الأبناء والانفاق عليهم.

 

أكد الرئيس كذلك على دور المرأة المصرية العظيم في مختلف الثورات فقد كانت الأكثر وعياً وتحركاً خلال ثورة “30 يونيو” وكذلك عنما طلب سيادته تفويضاً من الشعب “24/7” لمجابهة الإرهاب وكان ذلك قبلها بيومين فقط خلال شهر رمضان المبارك، إلا أن المرأة المصرية دفعت أبنائها وأزواجها حيث خرج أكثر من 33 مليون مصري ومصرية لمواجهة هذا الخطر الجسيم الذي يهدد أمن بلدهم على أتم الاستعداد للاستشهاد فداء للوطن.

 

لذا فلابد من تغيير هذه الموروثات التي من شأنها التقليل من دور ومجهودات المرأة واستبدالها بمفاهيم تحتم احترام المرأة في الشارع المصري، بل والانحناء أمام ما قدمته و لاتزال تقدمه من مجهودات عظيمة، فاحترام المرأة المصرية إنما هو أمر من المولى -عز وجل- ونبينا الشريف -صل الله عليه وسلم- وهنا يكمن التمكين الحقيقي للمرأة الغير مقتصر على إعطائها المناصب أو الوظائف.

 

ثالثاً الصعيد السياسي:

المرأة السياسية خلال زيارة البرلمان القبرصي: “20/11/2017”: فقد أكد سيادته على دعم فرص لمصر خلال التطورات السياسية التي شهدتها مصر بعد ثورة “30 يونيو 2013″، وصولاُ إلى الانتخابات التشريعية وتأسيس مجلس النواب في ديسمبر “2015” والذي ضم 596 نائباً ويشهد أكبر نسبة تمثيل للمرأة والشباب، علاوةً على تمثيل ذوي الاحتياجات الخاصة.

 

رابعاً فيما يخص دور المرأة المصرية فيما يتعلق بالقضايا المجتمعية بشكل عام:

كلمة الرئيس خلال الاحتفال بعيد الشرطة: “24/1/2017”: حيث أشار سيادته إلى أهمية دور العناصر النسائية من الشرطة المصرية لتوفير الأمن والأمان لنساء مصر في الشارع المصري.

 

أم الشهيد خلال الندوة التثقيفية الرابعة والعشرين لإدارة الشئون المعنوية “9/2/2017”: فقد كرم سيادته أمهات الشهداء مؤكداً على ضرورة احترامهن وتقدريهن وتهنأتهن لما قدمن من فلذات أكبادهن فداء للوطن فهؤلاء الشهداء هم أبناء الوطن.

 

كلمة الرئيس أثناء الاحتفال بيوم المرأة المصرية “21/3/2017”: فقد أشاد سيادته بطباع المرأة المصرية الفريدة التي جعلتها أيقونة على مر العصور، فهي من قدمت الأبن، الزوج والأخ فداء لمصر وشعبها الحبيب، مؤكداً على الدور البارز للمرأة المصرية في بناء حضارة أمتها منذ قديم الأزل.

 

فقد أكد سيادة الرئيس علي ضرورة تقدير دور المرأة الذي بدأ منذ الحضارة المصرية القديمة مستمراً إلى مسيرة بناء مصر المستقبل، بل ومساعدتها على التمكين على مختلف الأصعدة إلتراماً بالدستور المصري وما نص عليه من مبادئ تكافؤ الفرص وكذا رؤية مصر 2030 والتي أكدت علي ارتباط استقرار و تقدم المجتمع بمشاركة المرأة في شتي المجالات.

 

كلمة الرئيس خلال الاحتفال بعيد العمال: “30/4/2017”: حيث أشار سيادته على تقديره لدور سيدات مصر فيما يتعلق بخدمة الوطن والمجتمع.

 

المرأة و عملية التنمية خلال مأدبة الإفطار للاحتفال بعام المرأة “3/6/2017”: حيث أكد الرئيس خلال هذه الاحتفالية على مكانة المرأة وما تقوم به من أدوار مختلفة للنهوض بمجتمعها تطلعاً لتحقيق طفرات على مختلف الأصعدة في عملية التنمية وما تحظي به هذه الأدوار من مكانة عظيمة عند المولي -عز وجل-.

 

كلمة الرئيس خلال المائدة المستديرة لمناقشة فرص الاستثمار في مصر “8/11/2017”: فقد أكد سيادة الرئيس علي دور المرأة المصرية الهام في الحفاظ على استقرار مصر وهويتها الأصيلة.

 

أهمية تقدير الرجل للمرأة خلال مشاركة الرئيس السيسي في جلسة “دور المرأة في صناعة القرار” بمنتدي شباب العالم “8/11/2017”: حيث تأكيد سيادة الرئيس علي أهمية تقدير الرجل للمرأة فيما يتعلق بأعباء تربية الأبناء وإدارة مذاكرتهم، فهذا الدور مُقدر للمرأة من قبل المولي -عز وجل- مما يتطلب احترامه، بل والمشاركة في أدائه.

 

كلمة الرئيس في الجلسة الختامية لمنتدى شباب العالم “9/11/2017”: فقد أشار سيادته إلى عظمة دور سيدات مصر فهن من قدمن أزواجهن وأبنائهن فداءً لوطنهم لمواجهة الإرهاب الذي تواجهه مصر عن العالم أجمع.

 

فقد تمكنت المرأة المصرية بمساعدة ومساندة السياسة المصرية أن تحقق قفزات نجاح لا يستطع أحد محوها من الذاكرة المصرية، فقد استطاع الرئيس السيسي أن يضع هذا الكيان الذي كان ضحية سنوات من التهميش والتمييز وشتى أوجه إنكار الدور في خدمة المجتمع على السلمة الاولي لتبدأ رحلة جديدة في حياتها يحفوها إثبات الذات وتقلد المناصب القيادية وغيرها من أوجه الاعتراف بالدور النسائي في رقي و تنمية المجتمع.

إقرأ أيضاً:- 

كيف تخطط المرأة لمستقبلها؟ 

MEU

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى