مقالات

كيف يتم تجنيد الأفارقة في الجيش الإسرائيلي؟

كتبت: كريمة عبد الوهاب

قامت إسرائيل بتجنيد الأفارقة وكان ذلك مقابل الإقامة حيث قامت بتجنيد طالبي لجوء من أفريقيا ضمن عملياتها العسكرية في حربها على قطاع غزة، وذلك مقابل منحهم حق الإقامة حيث يُقدم لطالبي اللجوء الأفارقة الذين يسهمون في المجهود الحربي في غزة، ويخاطرون بحياتهم، المساعدة في الحصول على وضع إقامة دائم في إسرائيل.

ويعيش في إسرائيل نحو 30 ألف طالب لجوء أفريقي وكان معظمهم من الشباب حيث تسللوا طوال سنوات وغالبيتهم من إريتريا والسودان وإثيوبيا وفي حين قررت الحكومة السعي للتخلص منهم بمختلف وسائل الترغيب والترهيب، وقد ألزمتها المحكمة بتسوية أوضاع نحو 3500 سوداني منهم وكان ذلك بشكل قانوني مؤقَّت.

كيف يتم تجنيد الأفارقة في الجيش الإسرائيلي؟
كيف يتم تجنيد الأفارقة في الجيش الإسرائيلي؟

وعود بالتسوية

حيث طلب بضع مئات من هؤلاء اللاجئين الانضمام إلى الجيش الإسرائيلي وعملياته الحربية في غزة، وفي هذه المرحلة، رأت الأجهزة الأمنية فرصة لاستغلال رغبتهم فوعدتهم بالحصول على وضع قانوني دائم، مقابل تجنيدهم في الحرب وكان هناك شهادة لشخص تقول بأن وضعه المؤقت يمنحه حقوقاً مشابهة للمواطنين الإسرائيليين، لكنه يتطلب التجديد، كل ستة أشهر، ولا يضمن مستقبله وقد طلب هذا اللاجئ الانضمام إلى الجيش.

وقد كان ذلك في محاولة للاندماج في المجتمع الإسرائيلي، مثل طالبي لجوء آخرين، غير أن طلبه قُوبل بالرفض وفي الأشهر الأولى من الحرب قد تلقّى مكالمة هاتفية من الشرطة، حيث طُلب منه الحضور بشكل عاحل إلى منشأة أمنية، دون تقديم تفاصيل وعندما وصل قام بإستقباله أفراد وصفهم بـ«رجال الأمن».

وعود كاذبة

وروى طالب اللجوء أنهم قالوا له بأنهم يبحثون عن أشخاص مميزين للانضمام إلى الجيش، وأن هذه حرب وجودية لدولة إسرائيل وأشارت الصحيفة إلى سلسلة من المحادثات، التي استمرت لأسبوعين، بين طالب اللجوء، ورجل قدَّم نفسه بأنه مسؤول في الأجهزة الأمنية.

لكنه في النهاية قرَّر عدم الانضمام؛ إذ إنه لم يحصل على ضمانات حقيقية بأن تجري تسوية وضعه القانوني كما أنه طلب تسوية وضعه القانوني بمجرد الالتحاق بالجيش، الأمر الذي قُوبل بالرفض، حيث خشي في حال أُصيب فلن يحصل على الاعتراف المناسب بوصفه مصاباً من الجيش خلال مشاركته في مجهود حربي.

مهام خطيرة

واستعانت بطالبي اللجوء في مهامّ خطيرة بعدة عمليات، بعضها نُشر إعلامياً بأن بعض الأشخاص الذين انخرطوا في عملية تجنيد طالبي اللجوء، اعترضوا عليها، مؤكدين أن هذه الخطوة تُعدّ استغلالاً لمن فرُّوا من بلدانهم بسبب الحروب، غير أن «هذه الأصوات جرى إسكاتها».

ويُذكر أنه ومنذ بداية الحرب، تُنشَر أنباء في الخارج عن تجنيد عدد كبير من المرتزقة الأوروبيين في الجيش الإسرائيلي في حربه على غزة وقد كان أول نشر في المجال بصحيفة «الموندو» الإسبانية، وذلك في شهر نوفمبر الماضي.

كيف يتم تجنيد الأفارقة في الجيش الإسرائيلي؟
كيف يتم تجنيد الأفارقة في الجيش الإسرائيلي؟

الدافع وراء التجنيد

وقد نشرت مقابلة مع أحد المرتزقة المحترفين، ويُدعى فيدرو دياز فلوريس (28 عاماً)، وهو إسباني قام بتأدية خدمة 4 سنوات في جيش بلده، ثم خدم سنة 2018 في قوات التحالف ضد داعش في العراق، حيث خدم مع 1500 مرتزق في أوكرانيا وكان ذلك ضد روسيا.

وقد قال أن واحدة من عدة شركات تجنيد مرتزقة جنّدته، حيث جاء لإسرائيل لأنها تقوم بدفع أموالاً طائلة بمعدل 3900 يورو في الأسبوع وقد ذكرت مصادر إعلامية في تل أبيب أن مِن بين تلك الشركات التي تُجند مرتزقة لإسرائيل فاغنر الروسية التي أسسها يفغيني بريغوجين، وأيضاً بلاك ووتر الأميركية وهي بقيادة أريك فرينس.

ويشكل قيام الاحتلال الإسرائيلي باستغلال طالبي لجوء هاربين من الاضطهاد وحروب الإبادة في حرب إبادة واضطهاد للشعب الفلسطيني سابقة خطيرة وانتهاكا صارخا وتجاهلا حتى للسمعة الأخلاقية والصورة الدولية، مما يوجب على المجتمع الدولي أن يقوم بوضع آليات فعالة وذلك لمكافحة هذه الممارسات.

MEU

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى