شامبليون واسرار فك العلامات الهيروغليفية
✍️ بقلم الباحثة: إيمان سيد رمضان
شامبليون نشأته وحياته:
في عام 1790 في شهر ديسمبر ولد العالم الفرنسي جان فرانسوا شامبليون Jean-François Champollion
بفرنسا فى مدينة فيجاس لم يستطع أن يلتحق بالمدرسة في سن مبكر ولكن كانت بداية مشواره التعليمي في غرونوبل حيث ان هناك قام بالالتحاق بالمدرسة الثانوية .. ومنذ أن بلغ 9 أعوام ظهر عليه النبوغ وذكاء حيث انه كان لديه القدرة على قراءة أعمال هوميروس و فرجيليوس التي عرفت بصعوبتها … وفي جرونوبل تقابل شامبليون بفورييه الذي احبه كثير و كان دائما يحثه على دراسة علم المصريات وجاءت الفرصة أمام شامبليون عندما علم ان هناك حملة فرنسية على مصر بقيادة نابليون ..
“نبوغ وذكاء شامبليون”
منذ سن صغير كان يظهر على شامبليون ملامح نبوغ فمنذ أن 9 أعوام ظهر عليه النبوغ والذكاء حيث انه كان لديه القدرة على قراءة أعمال هوميروس و فرجيليوس التي عرفت بصعوبتها .. و الجدير بالذكر انه قبل ان يتم 17 عام استطاع ان يقدم بحث ادهش الجميع و كان هذا البحث في الأصل القبطي لأسماء الأماكن المصرية واستطاع ان يستخرج هذه الأماكن من مؤلفات يونانية و اللاتينية و بجانب هذا استطاع أن يظهر نبوغ مبكر في اللغة حيث أنه كان لديه سرعة استقبال في دراسة اللغات واهتم كثير بدراسة اللغات الشرقية و القبطية في 3 سنوات فقط على يد اكبر المعلمين .. و بعد ذلك قرر ان يعود الى جرنوبل من اجل دراسة التاريخ و تدريسه … و انتقل شامبليون الى باريس من أجل الاهتمام بمتحف اللوفر أول أمين على مجموعة القطع النادرة المصرية بمتحف اللوفر … وايضا استطاع ان يصل الى وظيفة خاصة بالآثار المصرية في دي فرانس و هو منصب أستاذ كرسي الآثار المصرية .. و استطاع شامبليون ايضا ان يقوم بعمل معجم كامل بنفسه في اللغة القبطية .
“حياة شامبليون الشخصية”
لقد تزوج شامبليون من سيدة تدعى روزين بلانك ولقد انجب منها ابنته Zoraïde .. واجهة شامبليون العديد من المشكلات في زواجه من روزين لان والدها كان معترض في البداية على زواجهما ولكن في النهاية وافق وتزوجوا ..كان شامبليون معروف بحبه الكثير للسفر فكان من حين لآخر يذهب الى باريس .. ايطاليا و بالطبع مصر .
“شامبليون و أسرار الفراعنة المصريين”
كان شامبليون يعرف بميوله نحو دراسة كل مايخص علم المصريات .. و كان دائما يحلم بأن يحفر اسمه تحت عنوان عالم المصريات الفرنسي شامبليون .. و بالفعل استطاع شامبليون وبجدارة ان يحفر اسمه وسط أهم علماء المصرين لانه استطاع ان يكشف أسرار الحضارة المصرية عندما استطاع أن يحل لغز حجر رشيد الذي وجد عند فرع رشيد بمنف وكان حجر ضخم يحتوي على كلمات غير مفهومة حاول العديد من العلماء قراءة هذا الحجر ولكنهم فشلوا ولكن استطاع شامبليون بعد بحث ودراسة أن يعلم أن هذا الحجر منقوش بنصوص قام بتفسير اللغات التي كتب بها حجر رشيد فوجد أن النصوص التي يحتويها هذا الحجر هي نصوص يونانية و هيروغليفية وديموطيقية …و هذا يؤكد لنا أن الثلاث لغات هم الذين كانوا سائدين في عهد البطالمة على مصر .. أما الديانة المقدسة في ذلك الوقت فكانت الهيروغليفية اما الغة فكانت اللغة الديموطيقية يستخدمها المصريين الذين يطلق عليها عامة الشعب .. و اللغة اليونانية كان يستخدمها حكام الإغريق ..
في مثل هذا اليوم الـ14 من سبتمر (أيلول) قبل 200 عام تمكن شاب فرنسي متبحر في اللغات القديمة وهو جان فرانسوا شامبليون من فك شفرة اللغة المصرية القديمة (الهيروغليفية) من خلال مقارنة ثلاثة نصوص متماثلة كانت مكتوبة على “حجر رشيد” بثلاث خطوط قديمة، هي اليونانية والديموطيقية والهيروغليفية، فما قصة هذا الاكتشاف وكيف غير من فهم العالم الحضارة المصرية القديمة والحضارات الأخرى؟
وسط احتفال بعض المتاحف ومراكز علم المصريات في الولايات المتحدة وعديد دول العالم بذكرى مرور 200 عام على فك رموز الهيروغليفية، يستعيد المتخصصون ومحبو التاريخ وعلوم الحضارات قصة هذا الاكتشاف الذي غير كثيراً من المفاهيم التي كانت سائدة، وأتاح التعرف على أفكار وحياة قدماء المصريين، وفهم التكوين الديني والاجتماعي لعالمهم بعمق أكبر، بل وعلاقاتهم وتفاعلهم مع الحضارات الأخرى المجاورة لهم في الشرق الأوسط وأفريقيا خلال هذه العصور السحيقة، فما السياق التاريخي والأحداث التي قادت إلى هذا الكشف عام 1822 على يد شخص فرنسي في مقتبل العمر كان شغوفاً باللغات القديمة؟
“حملة نابليون”
بحلول نهاية القرن الـ18 كانت فرنسا في حال حرب مع بريطانيا، وسعت إلى تعطيل هيمنة عدوها على البحار وطرق التجارة مع الهند، ولهذا كانت السيطرة على مصر ستمنح فرنسا موطئ قدم يمكن من خلاله التوسع في البحر المتوسط، فتولى نابليون بونابرت القائد الطموح غزو القوات الفرنسية مصر عام 1798 وقاتل المماليك المسيطرين عملياً على إقليم شمال أفريقيا الذي كان آنذاك جزءاً من الإمبراطورية العثمانية.
وفي حين أن الهدف الرئيس للحملة المكونة من 35 ألف جندي كان عسكرياً، لكنه تضمن كذلك غرضاً ثانوياً، وهو جمع المعلومات العلمية والتاريخية عن مصر التي اعتقد كثيرون في فرنسا أنها حضارة قديمة مكافأة اليونان وروما، ولهذا رافق القوات أكثر من 160 باحثاً وفناناً، عرفت رسمياً باسم لجنة العلوم والفنون في مصر، وانتهى الأمر بتقديم أكبر مساهمة تاريخية على مدى سنوات إذ ولدت ما أصبح يعرف في أوروبا باسم “علم المصريات” الذي كشف للعالم تاريخ حضارة عظيمة حكمت على طول نهر النيل آلاف السنين.
اكتشاف “حجر رشيد”
ومع الأسابيع الأولى لانتشار قوات نابليون في مصر، وقعت حادثة مهمة بمحض الصدفة غيرت مجرى التاريخ، ففي الـ19 من يوليو (تموز) 1799، احتلت مجموعة من القوات الفرنسية بقيادة بيير فرانسوا بوشار، حصناً قديماً متهدماً في ميناء رشيد المطل على البحر المتوسط شرق الإسكندرية (المعروف لدى الإيطاليين والفرنسيين باسم روزيت)، حيث كانوا يستهدفون تعزيز دفاعاتهم استعداداً لمعركة محتملة مع قوات الإمبراطورية العثمانية.
لكن خلال هدم جدار قديم اكتشفوا لوحاً حجرياً شبيه الجرانيت بارتفاع أربعة أقدام (حوالى 1.2192 متر)، وعرض 2.5 قدم (حوالى 0.762 متر) منقوشاً على وجهه الداكن حروف ورسوم تتضمن حروف هيروغليفية ونص آخر باليونانية القديمة، ثم نص ثالث غير معروف (يعرف الآن باسم النص الديموطيقي)، وتساءل القائد بوشار عما إذا كانت النصوص الثلاثة تقول الشيء نفسه بلغات مختلفة، ولهذا كان يتعين على علماء الحملة كسر الشفرة التي تلقي الضوء بعد ذلك على مجد الحضارة المصرية القديمة.
“النص اليوناني”
غير أن فك رموز الحجر كان طموحاً كبيراً بالنسبة إلى علماء أواخر القرن الـ18، لأن القدرة على القراءة والكتابة الهيروغليفية، كانت تضاءلت مع ظهور العصر المسيحي في مصر واختفت تماماً مع تراجع استخدام الكتابة الهيروغليفية في نهاية القرن الرابع بعد الميلاد، ولهذا لم يتمكن علماء الحملة سوى من ترجمة النقش اليوناني لحجر رشيد الذي اتضح أنه مرسوم صادر في عصر بطليموس الخامس الذي تولى العرش عام 204 قبل الميلاد وتوفي عام 180 قبل الميلاد، وأصدر الكهنة هذا المرسوم لتكريم الفرعون وإعلان ولائهم له في وقت كانت المملكة البطلمية في حال حرب وتتعامل مع ثورة داخلية.
واستخدم الملوك البطالمة اللغة اليونانية كونهم منحدرين من جيوش الإسكندر الأكبر الناطقة باليونانية بعدما دخلوا مصر في القرن الرابع قبل الميلاد، بينما كانت الهيروغليفية مخصصة للمعابد والكهنة.
عالم فرنسي استطاع فك رموز اللغة المصرية القديمة بعد استعانته بحجر رشيد الذي اكتشف أثناء الحملة الفرنسية على مصر؛ مما فتح الباب لفهم الحضارة المصرية القديمة ومعرفة الكثير من أسرارها، وتأسيس علم المصريات في أعرق جامعات أوروبا.
كان شامبليون منذ بدايته محبًا للتاريخ وأقدم على دراسته، وقد درس اللغات الشرقية والقبطية على يد كبار علماء عصره. وقد قام بتدريس التاريخ مدة من الزمن، ثم سافر إلى باريس ليعمل كأول أمين للمجموعة المصرية في متحف اللوفر، كما شغل وظيفة أستاذ كرسي الآثار المصرية في “الكوليج دي فرانس”، وقد وضع معجمًا في اللغة القبطية.
لم يكن انجاز شامبليون بفك رموز اللغة المصرية القديمة في عام 1822 بالأمر الهين؛ فقد جاء نتيجة صبر وبحث طويل ومرهق؛ فقد عرف كيف يجمع ومضات الضوء التي أنجزها علماء المصريات قبله لتصبح كشفاً هائلاً..
“فك رموز اللخط الهيروغليفي المصري”
كانت الرموز الهيروغليفية المصرية معروفة جيدًا لدى باحثي العالم القديم لقرون من الزمن، لكن قليلين من قاموا بأي محاولات لفهمها. استندت تخمينات العديد منهم حول المخطوطة على كتابات هارو بولو الذي أخذ باعتباره أن تكون الرموز تصويرية، لا تمثل لغة محكية محددة. على سبيل المثال، قال أثناسيوس كيرشر بأن الخط الهيروغليفي كان عبارة عن رموز «لا يمكن ترجمتها إلى كلمات، وإنما يُعبَّر عنها بعلامات و رموز (حروف) وأشكال فقط»، ما يعني أنه كان من المستحيل فك المخطوطة بجوهرها (معناها الحقيقي). اعتبر آخرون أن استخدام الهيروغليفية في المجتمع المصري كان محدودًا بالمحيط الديني وأنهم مثّلوا مفاهيم مبطنة داخل عالم الدين ما يعني أنها فُقدت اليوم لكن كان كيرتشر أول من أشار إلى أن القبطية الحديثة كانت شكلًا بالٍ (تالفًا) من اللغة التي وجدت في المخطوط الشعبي المصري بظهور حالة الهوس بالمصريات في فرنسا في أوائل القرن التاسع عشر، بدأ الباحثون بمعالجة مسألة الرموز الهيروغليفية باهتمام متجدد، لكن أيضًا دون فكرة مبدئية عما إذا كان النص صوتيًا أو صوريًا، أو إذا مثّلت النصوص مواضيع وثنية أو روحانيات مقدسة كان هذا العمل المبكر مجرد تخمينات، دون اتباع أسلوب مُمنهج لإثبات القراءات المقترحة. كانت أول الإنجازات المنهجية اكتشاف جوزيف دي جين بأن الخراطيش قد كُتب فيها أسماء الحكام، وإعداد جورج زونيغا قائمة من الرموز الهيروغليفية، واكتشاف أن اتجاه القراءة يعتمد على الاتجاه الذي تواجهه الرموز..
ظهر اهتمام شامبليون بالتاريخ المصري والنص الهيروغليفي في سن مبكر. في عمر السادسة عشرة، ألقى محاضرة أمام أكاديمية غرينوبل والذي جادل فيها بأن اللغة المحكية من قِبل المصريين القدماء، والتي كتبوا من خلالها النصوص الهيروغليفية، كانت مرتبطة بشدة باللغة القبطية. أثبتت وجهة النظر هذه أنها ذات أهمية في القدرة على قراءة النصوص، وأكد التاريخ على صحة العلاقة المقترحة بين القبطية والمصرية القديمة. مكنه هذا من اقتراح أن النص الشعبي قد مثّل اللغة القبطية.
“عالم من الاكتشافات”
ووفقاً لمجلة “ريدرز دايجست” الأميركية فإن فك رموز الهيروغليفية حول الحضارة المصرية من شيء مجهول لا نعرف عنه شيئاً، إلى كتاب مفتوح استحوذ على خيال العالم، فقد اكتشف علماء المصريات إضافة إلى قصص الأهرامات والأسر الفرعونية الحاكمة والسجلات المكتوبة، إرثاً ثميناً من الاختراعات والاكتشافات التي غيرت مجرى التاريخ وأدت إلى تطور العالم الحديث، إذ كان قدماء المصريين على دراية جيدة بفهم الأمراض المختلفة وكانوا ماهرين في علاجها واكتشفوا عديداً من النصوص الطبية التي تصف الإجراءات والوصفات الطبية بتفصيل كبير وأجروا الجراحات،
وفي الرياضيات كان المصريون القدماء علماء بارعين عرفوا كيفية إجراء عمليات حسابية مثل الجمع والطرح والضرب والقسمة وكانوا أول من توصل إلى مفهوم الكسور الأساسية وتمتعوا بمعرفة جيدة في الهندسة، وتشير الأهرامات إلى مستوى المعرفة الرياضية والهندسية التي يجب أن تمتلكها هذه الحضارة من أجل بناء مثل هذه الهياكل الضخمة.
وعلاوة على اهتمام المصريين القدماء من الرجال والنساء بالجمال المرتبط بالقداسة واستخدام المكياج والشعر المستعار، فإن التقويم المصري يعد من بين أول أنظمة التأريخ التي عرفتها البشرية، فقد كانوا علماء فلك مهرة أنشأوا تقويماً للسنة القمرية، وقدموا لاحقاً تقويماً شمسياً يشبه إلى حد كبير التقويم الذي نستخدمه اليوم حيث يتكون العام من 365 يوماً.
هل يعود “حجر رشيد”؟
أصبحت ترجمة “حجر رشيد” العمود الفقري لعلم المصريات، وينسب الفضل إلى “الحجر” الذي أصبح أحد أهم الآثار في التاريخ، لكنه ظل مثيراً للجدل باعتباره غنيمة للحرب والتوسع الاستعماري، وغالباً ما يطرح التساؤل: هل تم نقل “حجر رشيد” إلى إنجلترا أم سرقه البريطانيون؟
والإجابة تعتمد على من تسأل، لكن منذ سنوات عدة كانت هناك دعوات متكررة إلى إعادته لمصر، وهو طلب جددته القاهرة أخيراً بمناسبة الذكرى المئوية الثانية لفك رموزه، ومع ذلك لا يزال في المتحف البريطاني حيث يستقبل أكثر من ستة ملايين زائر سنوياً.
“حجر رشيد ومظهره البراق”
لكن لماذا يحتفظ “حجر رشيد” ذو المظهر البسيط بهذا البريق بعد قرنين من فك لغز شفرته؟ يقول عالم المصريات جون راي لمجلة “سميثسونيان” إن الحجر لم يكن المفتاح لفك طلاسم اللغة المصرية القديمة فقط، وإنما كان مفتاحاً لفك التشفير نفسه، وبعدما كان العالم يدرك وجود حضارات كبيرة مثل مصر إلا أنها كانت صامتة، ومع فك رموز “حجر رشيد” تمكنوا من التحدث بصوتهم، وفجأة اكتشفنا مناطق كاملة من التاريخ.
عاش شامبليون في فترة من الاضطرابات السياسية في فرنسا التي تسببت في تعطيل أبحاثه بطرق مختلفة. خلال الحروب النابليونية، استطاع شامبليون تجنُّب التجنيد الإجباري، ولكن ولائه النابليونية جعلته مشتبهًا به من قِبَل النظام الملكي اللاحق. غير أن حُسن علاقاته مع شخصيات سياسية وعلمية مهمة في ذلك الوقت، مثل جوزيف فورييه والبارون دي ساسي ساعدته، رغم انعزاله عن المجتمع العلمي في بعض الفترات.
كما تعرّض شامبليون لانتقاد البعض، نظرًا لعدم إثنائه على الاكتشافات المبكرة ليونغ، كما اتُهم بالسرقة الأدبية، وطالما شكك آخرون في دقة فكه للرموز الهيروغليفية. غير أن الاكتشافات والتأكيدات اللاحقة من قبل العلماء التي اعتمدت على نتائجه أدت تدريجيًا إلى القبول العام لإنجازه. وعلى الرغم من أن البعض لا يزال يُصر على أنه كان ينبغي على شامبليون الاعتراف بقيمة مساهمات يونغ، إلا أن فك شامبليون للرموز الهيروغليفية يحظى الآن بقبول عالمي، وهو الأساس الذي بُنيت عليه جميع التطورات اللاحقة في هذا المجال. وبالتالي، فهو يُعدّ «مؤسس وأبو علم المصريات».
” قبل وفاة شامبليون”
دارت بين علماء المصريات نقاشات مكثفة خلال حياة شامبليون لفترة طويلة حول مزايا فكّه رموز الهيروغليفية
في سنة 1820م، شرع شامبليون بجدية في مشروعه لفكّ رموز الكتابة الهيروغليفية، و سرعان ما طغت إنجازاته على إنجازات العالم الموسوعي توماس يونغ الذي حقق أولى النجاحات في مجال فك الرموز قبل سنة 1819م. وفي سنة 1822م، نشر شامبليون أول كُتُبُه في هذا المجال حول فك الرموز الهيروغليفية في حجر رشيد، حيث أعلن استنتاجه أن نظام الكتابة المصرية القديمة كان مزيجًا بين الإشارات الصوتية والرموز. وفي سنة 1824م، نشر شامبليون مُلخّصًا قام فيه بتفصيل فك رموز الكتابة الهيروغليفية موضحًا المدلولات الصوتية ومفاهيم تلك الرموز. وفي سنة 1829م، سافر شامبليون إلى مصر حيث قرأ العديد من النصوص الهيروغليفية التي لم تتم دراستها من قبل، وعاد إلى فرنسا بمجموعة كبيرة من الرسومات الجديدة النقوش الهيروغليفية. وبعد عودته، حصل شامبليون على درجة الأستاذية في علم المصريات، لكنه لم يتمكن سوى من إلقاء بعض المحاضرات قبل أن تتدهور صحته التي تأثرت بمصاعب الرحلة إلى مصر، مما دفعه للاعتزال التدريس. ثم توفي شامبليون في باريس سنة 1832م عن عمر يناهز 41 عامًا، ونُشر كتابه حول القواعد النحوية للغة المصرية القديمة بعد وفاته.وكان من ضمن هذه الأعمال قواعد وقاموس خاصة بالمصريين القدماء Champollion grave…
اقرا ايضا:-
حجر رشيد وفك رموز الحضارة المصرية القديمة