أسعار الذهب ترتفع لمستويات قياسية في الأسواق العالمية
كتبت: كريمة عبد الوهاب
ارتفعت أسعار الذهب لمستويات قياسية في الأسواق العالمية ولكن استقرت أسعار الذهب في بداية تعاملات اليوم الخميس لتحوم قرب مستويات قياسية مرتفعة، وسط توقعات بخفض كبير آخر لأسعار الفائدة الأمريكية هذا العام رغم أن المكاسب كانت محدودة قبل تصريحات من صناع السياسات الرئيسيين وكان ذلك في الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في وقت لاحق من اليوم.
إرتفاع أسعار الذهب في الأسواق العالمية
ارتفعت أسعار الذهب في المعاملات الفورية 0.2 % إلى 2661.25 دولار للأوقية، واستقرت العقود الأمريكية الآجلة للذهب عند 2684.50 دولار أما عن المعادن الأخرى، حيث تراجعت الفضة في المعاملات الفورية لتصل إلى 31.85 دولار للأوقية، وارتفع البلاتين 0.8 % إلى 995.90 دولار، فيما انخفض البلاديوم بنسبة 1.2 %، ليصل إلى 1048.75 دولار
كما يأتي تحقيق الذهب لمستوى تاريخي جديد خلال جلسة اليوم بعد أن ارتفع لأسبوعين متتاليين سجل خلالهما مستويات قياسية جديدة، حيث وجد الذهب الدعم من تغير سياسة البنك الفيدرالي الأمريكي ليبدأ خفض الفائدة وهو الأمر الإيجابي لأسعار الذهب، وكذلك استمرار توترات الشرق الأوسط والطلب المرتفع على الذهب من البنوك المركزية.
عمليات خفض بأسعار الفائد
ة
وقد ارتفع المعدن الأصفر إلى مستويات قياسية الأسبوع الماضي بعد أن خفض البنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة، واستمر في هذا الزخم إلى حد كبير كما استفادت أسواق الذهب من ضعف الدولار وعوائد سندات الخزانة كما أن الوضع الحالي في الاقتصاد العالمي يشهد عمليات خفض في أسعار الفائدة من قبل البنوك المركزية العالمية، بالإضافة إلى المخاطر الجيوسياسية التي تبدو حاضرة على الدوام والانتخابات الأميركية المقبلة، بينما تعد بيئة مناسبة وذلك لانتعاش أسعار الذهب.
توقع ارتفاع أسعار الذهب للعام القادم
وقد ظل البنك الاحتياطي الفيدرالي ملتزمًا بدورة خفض أسعار الفائدة في الأشهر المقبلة، فإن أي تراجع في الذهب من المرجح أن يعتبره المتداولين فرصة جديدة لدخول السوق وشراء الذهب، خاصة أن المؤسسات المالية العالمية تتوقع المزيد من الصعود لأسعار الذهب خلال المتبقي من العام الجاري وبدأ البنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي دورة التيسير بخفض أسعار الفائدة بمقدار نصف نقطة مئوية يوم الأربعاء، حيث يكون ذلك متوقعًا خفضًا آخر بمقدار نصف نقطة مئوية بحلول نهاية العام وأيضاً نقطة كاملة العام المقبل.
وتتوقع الأسواق أن يلجأ البنك الفيدرالي إلى خفض الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس خلال المتبقي من العام وتؤدي أسعار الفائدة المنخفضة إلى خفض تكلفة الفرصة البديلة لحيازة الذهب، والذي ينظر إليه على أنه أصل آمن وسط الاضطرابات الاقتصادية والسياسية وتستمر التوترات الجيوسياسية في السيطرة على حركة أسعار الذهب العالمي وتدفعه لتحقيق المزيد من المكاسب بسبب استمرار الطلب عليه كملاذ آمن كما تنتظر الأسواق صدور المزيد من الإشارات من البنك الاحتياطي الفيدرالي والاقتصاد الأمريكي هذا الأسبوع ومن المقرر أن يتحدث عدد كبير من أعضاء البنك الاحتياطي الفيدرالي، وأبرزهم رئيس البنك جيروم باول في الأيام المقبلة.
ارتفاع عقود البيع
كما أظهر تقرير التزامات المتداولين المفصّل الصادر عن لجنة تداول السلع الآجلة، والذي يُظهر وضع المضاربة على الذهب للأسبوع المنتهي في 17 سبتمبر ارتفاعًا في عقود شراء الذهب الآجلة من قبل المتداولين الأفراد والصناديق والمؤسسات المالية بهدف المضاربة بمقدار 29728 عقد مقارنة مع التقرير الماضي، بينما ارتفعت عقود البيع بمقدار 2163 عقدًا ويعكس التقرير ارتفاع في الطلب على الاستثمار في الذهب خلال الأيام الأخيرة الماضية، وذلك بسبب تسعير الأسواق لكي يتم خفض الفائدة من قبل البنك الفيدرالي الأمريكي بالفعل، ويظل الترقب في الأسواق لتوقعات خفض الفائدة خلال المتبقي من هذا العام.
وفي النهاية، يبدو أن أسعار الذهب لا تنوي التراجع قريبًا، حيث تتسلق نحو مستويات غير مسبوقة، وكأنها في سباق مع الزمن، فهل هو الملاذ الآمن الوحيد في هذه الأوقات العصيبة، أم أنها مجرد فقاعة أخرى تنتظر الانفجار، الأيام القادمة كفيلة بالإجابة، لكن في الوقت الراهن، الذهب يلمع أكثر من أي وقت مضى في الأسواق العالمية، والجميع يترقب بحذر الخطوة القادمة.