يعد تدفق الماجما على سطح الأرض واحدة من أكثر العمليات الطبيعية إثارة، حيث تسمى هذه الظاهرة بتدفق الحمم البركانية، وتعتبر هذه العملية فرصة فريدة لفهم ديناميكيات الأرض الداخلية وتأثيرها على البيئة الطبيعية، وفيما يلي سنتعرف على ماهية الماجما وأنواعها وكيفية خروجها من البراكين ومدى تأثيرها.
تعريف الماجما :-
الماجما وهي عبارة عن صخور سائلة وشبه سائلة شديدة مخزنة في باطن الأرض وتأخذ حيز كبير من غطاء الأرض الداخلي، وتتكون الماغما من معادن عدة وكميات صغيرة من الغازات مثل بخار الماء، وثاني أكسيد الكربون، والكبريت،
والألمنيوم والقلويات ” الصوديوم، البوتاسيوم، الكالسيوم ” والمغنيسيوم والحديد وهي ذات درجات حرارة شديدة، وضغط مرتفع.
كيفية حدوث البراكين وخروج الماجما ؟
يمكن أن تبدأ الصخور بالذوبان بشكل بطيء في باطن الأرض عند ارتفاع درجة الحرارة وتتشكل الماجما السميكة، ثم ترتفع وتتجمع في غرف صهارة لأنها أخف من الصخور الصلبة المتواجدة حولها ثم يتدفق جزءا منها عبر الشقوق فتحات التهوية إلى سطح الأرض.
و يعتمد مدى انفجار البركان على تكوين الماجما فإذا كانت رقيقة وسائلة تنبعث الغازات منها بكل سهولة وعند انفجارها تتدفق إلى خارج البركان، ومثال براكين هاواي إذا أن تدفق الحمم البركانية على سطح الأرض نادرا ما يؤذي البشر بسبب حركتها البطيئة.
ولكن إذا كانت الماجما سميكة ولزجة لن تنبعث الغازات بسهولة، فيزداد الضغط ومن ثم انفجار الغازات بقوة في الهواء حيث تتفتت إلى أجزاء يطلق عليها التيفرا ويتراوح حجمها بين جزيئات صغيرة من الرماد حي صخور كبيرة جدا مثال :- بركان جبل سانت هيلين في ولاية واشنطن.
ويؤثر سمك الماجما اللزوجة على شكل البركان حيث تتشكل البراكين ذات المنحدرات الشديدة من الماجما الشديدة اللزوجة، وتتكون البراكين المسطحة من الماجما المتدفقة بسهولة وتخرج الماجما من فوهة البركان إلى سطح الأرض، إذ تسمى بالحمم البركانية وتؤدي إلى هبوط الصخور المنصهرة البرتقالية اللون نحو الأسفل، ثم تبرد الحمم البركانية المعرضة للهواء في الأعلى، إذ تبدو باللون الأسود الغامق ويتأثر نقل الماجما واستقرارها باللزوجة وإمكانية كسر الصخور وقد تدمر سحب التيفرا النارية كل ما يعترض طريقها نحو سفوح الجبال.
وعندما ينتشر الرماد في السماء ثم يعود نحو الأرض قد يتسبب في اختناق جميع الكائنات الحية تحديدا عندما يكون سميكة حيث تتكون التدفقات الطينية عند اختلاط المواد البركانية الساخنة بالماء، حي تؤدي إلى دفن مجتمعات تتواجد بالقرب من موقع البركان.
ما الفرق بين الماجما واللافا؟
اللافا وهي وصف لتدفق الماجما القادمة من باطن الأرض إلى السطح وهي عبارة عن صخور صلبة مكونة من بعد برودة تدفق الحمم البركانية المنصهرة وتتراوح درجات حرارة الحمم المنصهرة أو اللافا من حوالي 700 إلى 1200 درجة مئوية ” 1300 إلى 2200 درجة فهرنهايت” ويمكن أن تتدفق اللافا بالحالة السائلة، أو يمكن أن تكون شديدة الصلابة، فكلما زاد محتوى السيليكا في الحمم البركانية، زادت لزوجتها وتأتي اللافا بأنواع تصنف حسب عدد من العوامل المختلفة مثل اللزوجة والتكوين المعدني وغيرها .
أما الماجما فهي غير مرئية أي صخرة تحت الأرض مذابة كليًا أو جزئيًا وتكون عبارة عن صخر أحمر اللون ذائب نتيجة للحرارة العالية الموجودة بداخله وبها العديد من الغازات التي تلعب دورًا كبيرًا في حدوث الإنفجار البركاني في الوقت الذي تخرج فيه الصهارة من باطن الأرض.
هناك عدة أنواع للماجما ويتميز كل منها بتركيبة معدنية مختلفة وهما مايلي :-
1/ الماجما الريوليتية :-
وتتراوح درجة حرارة الماجما الريوليتية بين 650 – 800 درجة مئوية كما تحتوي على نسبة كبيرة من البوتاسيوم والصوديوم، بالإضافة إلى نسبة منخفضة من الحديد والمغنيسيوم والكالسيوم.
2/ الماجما البازلتية :-
تحتوي على نسبة كبيرة من ثاني أكسيد السيليكون والحديد والمغنيسيوم والكالسيوم بالإضافة إلى نسبة منخفضة من البوتاسيوم والصوديوم حيث تتراوح درجة حرارة الماغما البازلتية بين 1000 – 1200 درجة مئوية.
3/ الماجما الأنديزيتية :-
تتميز بوجود كمية معتدلة من ثاني أكسيد السيليكون والحديد والمغنيسيوم والكالسيوم والبوتاسيوم والصوديوم وتتراوح درجة حرارة الماغما الأنديزيتية بين 800 – 1000 درجة مئوية.
والجدير بالذكر أن البشر قد استفاد من تلك الانفجارات البركانية على مر الزمن بشكل مباشر أو غير مباشر إذ إن المواد البركانية التي تتفكك تؤثر في الطقس فتبقى عالقة في الجو، لكنها في نهاية المطاف تسقط على الأرض مما يمنح التربة خصوبة جيدة وبالتالي يزداد الإنتاج الزراعي وهذا ما ساعد على تطور الحضارات كما استغلال الإنسان الطاقة الكامنة في البراكين في عملية إنتاج الطاقة الحرارية الأرضية وتم استغلال المعادن التي تكونت في أعماق البراكين المنقرضة مثل: النحاس، والفضة، والذهب، والرصاص، والزنك.