بردية وستكار: قصة خوفو والسحرة
✍️بقلم: منة الله محمد
تصنف بردية وستكار من أهم النصوص الأدبية في المصرية القديمة، و تتكون بردية وستكار من خمس قصص محورها السحر تدور أحداث تلك القصص في بلاط الملك خوفو، صاحب الهرم الأكبر . وتتميز بردية وستكار بأنها تكشف لنا عن الجانب الخفي للحياة في مصر القديمة، وأيضا تقدم لنا لمحة عن معتقدات المصريين القدماء في السحر والقوى الخارقة.
ما هي بردية وستكار؟
بردية وستكار هي عبارة عن وثيقة مكتوبة بالخط الهيروغليفي حيث عثر عليها في القرن التاسع عشر، وتحتوي على مجموعة من الحكايات التي تخبر عن معجزات قام بها سحرة و كهنة في عهد الملك خوفو. و تُعرف هذه البردية أيضًا بإسم “حكاية بلاط الملك خوفو” أو “خوفو والسحرة”
أهمية بردية وستكار:
تعتبر بردية وستكار مهمة لكونها نافذة على الحياة في مصر القديمة و تقدم لنا البردية لمحة عن الحياة الثقافية والدينية و الإجتماعية في مصر القديمة، وكيف كان المصريون القدماء ينظرون إلى القوة الخارقة و السحر .
وتعتبر أيضا كنز أدبي: حيث تعد بردية وستكار من أهم النصوص الأدبية المصرية القديمة، وايضا تعتبر مثالًا رائعًا على الأدب الشعبي المصري.
مصدر تاريخي: حيث يمكن استخدام البردية كمصدر تاريخي لدراسة عهد الملك خوفو و ايضا لدراسة الأسرة الرابعة.
قصص البردية :
تقدم لنا البردية خمس قصص و تدور أحداث القصص الخمس في البردية حول معجزات يقوم بها كهنة وسحرة، مثل إعادة الشباب و إحياء الموتى، وقدرتهم علي تنفيذ مهام تعتبر مستحيلة بأمر من الملك خوفو. هذه القصص تعكس نظرة المصريين القدماء للسحر و الإعجاب الكبير الذي كان المصريون القدماء يكنونه للسحر والقوى الخارقة، وتؤكد لنا على دور الكهنة والسحرة في المجتمع المصري القديم.
قصص بردية وستكار :
1. قصة إنشاء الأشياء من العدم:
تحدثنا قصة إنشاء الأشياء من العدم عن تحدي حدث بين أحد أبناء الملك خوفو و أحد السحرة فقد تحدي ابن الملك خوفو الساحر بإنشاء اشياء من العدم و قبل الساحر التحدي و استطاع صنع لهم وخبز وكبيرة وملابس من ولا شئ مما جعل ابن الملك خوفو و الملك خوفو نفسه في حالة من الدهشة ، وتعكس لنا هذه القصة اعتقاد المصريين القدماء بأن السحرة يستطيعون التحكم في القوة الخارقة للطبيعة و أيضا تلبيه احتياجات الناس من العدم .
2. قصة إحياء الموتى :
تعتبر هذه القصة من أشد القصص إثارة في بردية وستكار.
حيث تحدثنا عن إحياء السحرة الموتى بأمر من الملك خوفو ولكن بالطبع لم ينجح السحر في ذلك ،والمميز في هذه القصة أنها تظهر حدود السحر والسحرة وأن الموت يهزم جميع قوة خارقة .
3. قصة التحكم في الطبيعة:
تحدثنا قصه التحكم في الطبيعة عن قدرة السحرة في التحكم في عناصر الطبيعة فقد استطاع السحرة تغيير اتجاه الرياح وايضا تحويل الليل لنهار وإيقاف تدفق نهر النيل
مما جعل المصريين القدماء يعتقدون أن السحرة هم الوسيط بين العالم الروحي والعالم الطبيعي
4. قصة نبوءة نفرتي:
تحدثنا هذه القصة عن نبوءة يتلقاها أحد السحرة حول مستقبل مصر وأن هناك ثلاثة ملوك من مدينه اون سوف يحكمون مصر وتشير لنا هذه النبوءة انا الملوك كانوا يعتمدون على الصحراء في توقع الأحداث المستقبلية .
5. قصة أخرى تتضمن سحرًا:
تحدثنا القصة الخامسة عن مجموعة حكايات لها علاقة بسحر ولكن دون الدخول في التفاصيل
أصل البردية واكتشافها:
تم اكتشاف بردية وستكار في القرن التاسع عشر، وسُميت على اسم مكتشفها. وإن نظرنا إلى تاريخ كتابة بردية وستكار سنجد أنها تعود إلى عصر الهكسوس، ولكن ان نظرنا الى مضمون قصصها سنجد أنه يرجع إلى فترة أقدم بكثير، وتحديدًا إلى عصر الأسرة الرابعة.
كيف أثرت بردية وستكار على الدراسات المصرية؟
لعبت بردية وستكار دورًا هامًا في تطوير الدراسات المصرية القديمة، وهذا بسبب تقديمها معلومات قيمة حول العديد من الجوانب المختلفة لطبيعة الحياة في مصر القديمة للباحثين .
وفي النهاية تمثل لنا بردية وستكار كنز ادبيا وتاريخيا لا يقدر بثمن حيث تخبرنا معلومات عن عالم السحر والاساطير لا توجد في مكان آخر وأيضا من خلال بردية وستكار تمكنا من التعرف على كثير من معتقدات المصريين القدماء فيما يخص القوة الخارقة والسحر و تصديقهم للسحرة .
اقرا ايضا:-