اكتشاف أسرار عجيبة حول تحنيط بعض المومياوات الملكية
✍️كتبت الباحثة: أمل مصطفى أبو خاطره
أسرار تحنيط المومياوات في الحضارة المصرية القديمة جذبت أذهان البشرية بأكملها، وقد أقام العديد من العلماء والباحثين محاولات لفهم ذلك، لكن لا تزال أسرارها خافية ضمن أسرار القدماء المصريين، ومن الممكن أن يتم اكتشافها في المستقبل.
لقد تحدثنا سابقاً عن الخبايا الأثرية في مصر القديمة وتناولنا خبيئتين في البر الغربي، وهما خبايا المومياوات. والآن سنتحدث عن أهم المومياوات التي تم اكتشافها وعن أسرارها.
● أسرار مومياء الملك أمنحتب الأول :-
هو ابن الملك أحمس الذي طارد الهكسوس. تم دفنه في مقبرة ذراع أبو النجا وليس في وادي الملوك.
كانت المومياء ملفوفة بلفائف الكتان ذات لون برتقالي، ولها قناع خشبي يشبه قناع التابوت. لم يتم فك تلك اللفائف، وفضل العلماء طوال ذلك الوقت أن تظل في قناعها الجنائزي الجميل. ومنذ فترة قريبة، قام فريق من الباحثين في عام 2021 بإجراء أشعة مقطعية حديثة لفحص المومياء دون المساس بالجسد، وظهرت تحت الأشعة عدة أشياء هي:
– ملامحه تشبه والده، أحمس الأول.
– توفي عن عمر يناهز 35 عامًا.
– طوله 1.79 م، أي حوالي 5 أقدام.
وعلى الرغم من أن يديه كانت مكسورة، فإنه كانتا متقاطعتين على صدره. ووضِع في تابوت أبيض، بينما كانت المومياء مغطاة بالزهور. في عصر الأسرة الحادية والعشرين، تم إعادة دفنه مرتين بسبب تعرضه للسرقة من قبل اللصوص.
الغريب في هذه المومياء أنهم وجدوا المخ في مكانه، وهذا يعتبر غير مألوف، حيث كان المصريون القدماء يزيلون المخ عند التحنيط، كان رأي العلماء في هذا أنها قد تكون لها رمزية ما زالت مختفية حتى الآن. تحت الأشعة المقطعية، لم يظهر أي إصابات أو أمراض توحي عن سبب وفاته. كشف عن حوالي 30 تميمة داخل المومياء، هذا بالإضافة إلى حزاماً مكوناً من 34 خرزة من الذهب.
● اسرار مومياء الملكة مريت آمون:-
هي زوجة الملك أمنحتب الأول.
المومياء ما زالت ملفوفة بإحكام، وقد عُثر على مقبرتها محفورة في الصخر في منطقة الدير البحري (TT358) بواسطة بعثة المتروبوليتان عام 1930م.
كانت مومياء الملكة محفوظة في ثلاث توابيت خشبية مزخرفة. وقد تعرضت المقبرة في العصور القديمة للنهب وسُرِقَ الذهب الموجود في التوابيت. حيث تم حفظ المومياء في تابوتين من خشب الأرز، وهو الخشب الذي كان يُجلب من جبال لبنان، بينما كان الثالث من مادة الكارتوناج و (هو عبارة عن بردي مغمس بالصمغ و به طبقة من الجص ) و كان يأخذ شكل التابوت.
بعد فك لفائف، كان شعرها بني مموج. وبعد الفحص، يبدو أنها توفيت نتيجة إصابتها بمرض يُدعى سكوليوسيس وهو انحناء غير طبيعي في العمود الفقري. وهذا يعني أن تلك الملكة ظلت تتقوس حتى توفيت.
● اسرار مومياء الملك تحتمس الثالث:-
هو من أعظم ملوك مصر، وله إنجازات حربية مبهرة، إذ قاد أكثر من 16 حملة عسكرية لم يخسر فيها أبداً.
تعرضت مومياء هذا الملك العظيم لمحاولات عديدة لإصلاح ما أفسده اللصوص، لذا يصعب التعرف على عمر الملك أثناء وفاته. وتم إعادة دفنه وحفظه بواسطة كهنة الأسرة الحادية والعشرين. وقد تم تقوية الجسد بأربع شظايا خشبية، وهي في الأصل عبارة عن مجاديف تم الاستعانة بها من الأثاث الجنائزي للملك. وكان إعادة إصلاح المومياء مناسباً لهذا العصر، وكانت اليدين كانت توضع على الصدر وتمسك أشياء جنائزية مثل (السوط والصولجان)، ولكن تمت سرقتها.
الغريب في هذه المومياء هو اختلاف أماكن الجرح الخاص بالتحنيط، حيث تم استبدال الشق الرأسي الذي كان يبدأ من نهاية الأضلاع حتى عظمة الفخذ، ليصبح الآن يبدأ من عظمة الفخذ حتى الجزء السفلي من البطن.
كانت جمجمة الملك مميزة، وذلك لأن شكلها رشيق والوجه صغير ومنمق. وإذا تم إعادة تركيب هذه المومياء، فسوف تكون مشابهة أشكال التماثيل الخاصة بالملك المكتشفة. كان طوله 161 سم، ويشبه والده تحتمس الثاني ، توفي في الثمانين من عمره.
● اسرار مومياء الملكة حنوت تاوى:-
هي زوجة الكاهن الأكبر بأي نجم الأول من عصر الأسرة الحادية والعشرين.
عثر على المومياء في خبيئة الدير البحري، ووجد فوق البطن لوح ذهبي عليه نقوش باللغة المصرية القديمة باسم الملكة، وعلى رأسها باروكة شعر مضفرة فوق الشعر الحقيقي.
تم حقن الوجه تحت الجلد بعجائن من الدهون والصودا ليبدو طبيعياً. وعُملت العينان بالعاج و الأوبسيديان، وتلمس الأيدي الفخذين. ويبدو أن الملكة كانت شابة عند وفاتها.
وتم تلوين الجسم باللون الأصفر، والخدين والشفتين باللون الأحمر لتحسين المظهر. ويلاحظ أن الوجه قد تمت معالجته نتيجة تفاعل متتالي بسبب الحقن الذي حدث للمومياء.
في الفترة الانتقالية الثالثة، وجد تطوراً في فن التحنيط، حيث تم وضع نشارة الخشب تحت الكتان للمحافظة على شكل الجسم. وعانت الوجه من الانفجار بسبب الحشو المبالغ فيه، ولكن تم إعادة إصلاح الوجه الأصلي في عام 1974م.
طول الملكة: 151 سم.
ومن هذه المومياء يبدو أن قدماء المصريين توصلوا إلى استخدام الفيلر.
و من الواضح أن قدماء المصريين ابدعوا في فن التحنيط ، لوجود العديد من الحيل للحفاظ على الجسد الذي كان من أهم الأشياء التي يجب أن تكون سليمة لتتعرف عليها الروح فتبعث مرة اخرى ، كما كان في المعتقدات المصري القديم .