“البيمارستانات في العالم الإسلامي جذور المستشفيات الحديثة”
✍️بقلم: عبدالرحمن حسين
البيمارستانات في العالم الإسلامي كانت مؤسسات طبية تهتم بالعلاج و الرعاية الصحية ، هذه كانت المستشفيات في العصر الإسلامي الذهبي،أسسها الخلفاء والأمراء وعلماء الطب ، ومن أبرز الأمثلة هو البيمارستنان الكبير في بغداد الذي أسسه الخليفة العباسي المأمون في القرن التاسع الميلادي،وكان هناك بيمارستانات في دمشق و القاهرة و إسطنبول،متميزين بتقديم الرعاية للمحتاجين و توفير العلاج للأمراض الجسدية و النفسية .
الوظيفة الأساسية للبيمارستانات في العالم الإسلامي:-
– تقديم الرعاية الطبية،بالإضافة إلى التعليم و التدريب الطبي ، كانت تشمل البيمارستانات مدارس لتدريب الأطباء و الصيادلة ،مما جعلها مركزاً علمياً و طبياً متقدماً .
تأسيس البيمارستانات في العالم الإسلامي:-
-تأسيس مبكر : يرجع الفضل إلى الخلفاء و الأمراء في العصر العباسي ،و الخليفة المنصور كان أوائل من أنشأ البيمارستانات في بغداد في القرن الثامن ميلادي .
تطورت البيمارستانات تدريجياً ، حيث بدأت كمعاهد صغيرة ثم نمت و أصبحت منشآت كبيرة تشمل مستشفيات ومدارس طبية ، و تطورت البينة التحتية و الخدمات الطبية بشكل ملحوظ، مع إدخال تقنيات جديدة و أساليب علاجية متقدمة كل هذا في العصر العباسي.
إنتشار البيمارستانات في العالم الإسلامي :-
-انتشرت فكرة البيمارستانات في مناطق مختلفة من العالم الإسلامي، في دمشق و القاهرة و قرطبة و إسطنبول ، وكل منطقة أضافت ميزاتها بناءً على احتياجاتها و إمكانياتها العلمية .
-في القاهرة أسس الفاطميون البيمارستنان الكبير في القرن العاشر الميلادي ، و حققوا تقدماً ملحوظ في مجال الطب و العلاج .
تطور البيمارستانات في التعليم و التدريب:-
-مع تطور البيمارستنان كمركز للعلاج ، كان ايضاً مؤسسة تعليمية ، أسس علماء مثل إبن سينا و الرازي مدارس و مكتبات في البيمارستانات، مما ساعد في نشر و تطوير المعرفة الطبية.
-مع التطورات المستمرة و تطور الرعاية الطبية ، تم إدخال تخصصات جديدة مثل الطب النفسي ، وكان له أقسامه الخاصة لعلاج الأمراض النفسية و العقلية .
-كما أن البيمارستانات اهتمت بإنشاء صيدليات و مختبرات خاصة ، و كذلك تطوير الأدوية و العلاجات .
-استمرت البيمارستانات في التطور و التأثير على الأنظمة الصحية في العالم الإسلامي حتى العصر العثماني.
التمويل و الإدارة في البيمارستانات في العالم الإسلامي:-
التمويل العام: كانت البيمارستانات تُمول من قبل الدولة أو الخلفاء و الأمراء .
الوقف: في بعض الحالات يتم تمويل البيمارستانات عبر الأوقاف ، كان الأثرياء و الأمراء يخصصون أوقافاً للأعراض الصحية و لدعم البيمارستانات.
تمويل ذاتي: بعض البيمارستانات كانت تدير مواردها و تستثمر في ممتلكاتها لتأمين دخل مستمر .
“الإدارة”
إدارة مركزية : كانت البيمارستانات تُدار من قبل مدراء يُعينون من قبل السلطات .
إدارة طبية : كان للبيمارستانات يتضمن أطباء رئيسيين و صيادلة و مختصين في الرعاية الصحية مسؤولين عن تقديم العلاج و إدارة القسم الطبي .
الهيكل التنظيمي: بعض البيمارستانات كانت تحتوي علي تنظيم إداري قوي يتضمن أقساماً مختلفة مثل قسم علاج و قسم أدوية و قسم تعليم ، ولجان للإشراف و تقديم التقارير للسلطات.
التعاون مع العلماء : كانت البيمارستانات في بعض الأحيان تعمل على التعاون مع العلماء و الأطباء المشهورين لتطوير المناهج و التدريب الطبي ، مما ساعد على رفع مستوى الإدارة الطبية.
الأبحاث و التعليم في البيمارستانات في العالم الإسلامي:-
مدارس الطب : كانت تحتوي البيمارستانات على مدارس طبية يتم بها تدريب الأطباء و الصيادلة .
“الأبحاث العلمية”
-البيمارستانات كانت مراكز بحثية أيضاً، كان الأطباء و العلماء تقوم بإجراء أبحاث حول الأمراض و العلاجات ، وبعض الأبحاث كانت تركز على تطوير الأدوية و تحسين تقنيات العلاج .
-كتبت العلماء أيضاً في البيمارستانات العديد من الكتب و المقالات حول الطب .
المكتبات و المخطوطات: العديد من البيمارستانات كان لديها مكتبات تحتوي على مجموعة كبيرة من الكتب و المخطوطات الطبية كانت هذه المكتبات مركزاً لنشر و تبادل المعرفة .
“التعاون العلمي”
-كان هناك تعاون و تبادل علمي بين البيمارستانات و العلماء في العالم الإسلامي ساعد في تبادل المعرفة و التقدم الطبي و العلمي.
التأثير الثقافي و التعليمي للبيمارستانات في العالم الإسلامي:-
نشر المعرفة الطبية : ساعدت البيمارستانات في نشر المعرفة الطبية و العلوم في العالم الإسلامي .
العدالة الاجتماعية: قدمت البيمارستانات نموذجاً للعدالة الإجتماعية من خلال تقديم العلاج لجميع المرضى ، بعض النظر عن خلفيتهم الاجتماعية او الاقتصادية.
“تأثير البيمارستانات في العالم الإسلامي على العلم الحديث”
-العديد من النصوص الطبية من البيمارستانات تم ترجمتها إلى اللغات الأوروبية .
-النماذج التي وضعتها البيمارستانات أثرت على كيفية تنظيم المستشفيات و المراكز الطبية في العصور اللاحقة، بما في ذلك في أوروبا .
من خلال هذه التأثيرات الثقافية و التعليمية ، ساهمت البيمارستانات في تشكيل الطب و العلم في العالم الإسلامي ، و أثرت بشكل عميق على تطور العلوم الطبية و الثقافية العلمية في العالم .