التوابيت وتطور أشكالها في الدولة القديمة
بقلم آيه أحمد حسن
يعتبر التابوت من أحد الأشياء الضرورية ، بل أهم قطعة في الأساس الجنزي ، ويمثل التابوت قصر أو بيت يقيم فيه المتوفي،لارتباطه باحتواء الجسد ، الذي نال احترام وتقدير المصري القديم بالتحنيط وطرق العناية المختلفة من أجل الحفاظ عليه ، وزود الدخلات والخرجات والأبواب والعينين ، والتي توجد في واجهات القصور والمنازل ، ويرى البعض أن التابوت يمثل مقبرة ثانية يرقد فيها المتوفي.
التوابيت ومن أين جاءت فكرتها من الأساس
ترجع أصول التوابيت إلى أسطورة الوزير والتي بها أول صندوق أو تابوت مصنوع حيث تذكر القصة أن ست نحت صندوقاً متقنا ومزخرفا كان مناسبا فقط لاخي اوزير، ونظم وليمة دعا فيها أخيه الوزير وآخرين وفي نهاية الحفل، أحضره ست الصندوق ووعد بتقديم هديه لمن يأت مناسباً له ،وعندما دخل الوزير هذا الصندوق آمنا أسرع ست واتباعه بإغلاق الصندوق ورموه في النيل ،وكان ذلك الصندوق أو التابوت مصنوع، وترجع فكرة التصميم التوبيت اللاحقة لفكرة هذا التابوت أو الصندوق.
التوابيت في بداية الأمر
لم تكن هناك توابيت في أقدم الدهانات المصرية،ثم بدأ إستخدام السلال والجرار التخزين لوضع الجثث ثم ظهرت التوابيت فخارية،خشبية صغيرة بيضاوية،أو مربعة أو مستديرة.
التوابيت والأسباب التي تم اللجوء لصناعتها ؟
لقد تم اللجوء لصناعة التوابيت نظراً لتعرض معظم التوابيت للسرقة،فقط كانت الأغطية تحتاج لعدد كبير من الرجال والحبال لتحريكها حركات منتظمة وخاصة،وقد كان من الصعب على اللصوص تحريك الغطاء وصنع أو نحت صندوق التابوت من كتله واحدة من الحجر والغطاء من كتلة أخرى كوسيلة تأمينية نظرا لتعرض التوابيت للسرقة.
التوابيت المستطيلة في الدولة القديمة
ظهرت التوابيت المستطيلة في بداية الدولة القديمة ،وكانت منحوتة من الحجارة والأخشاب وهي توابيت بسيطة ذات صندوق مستطيل مفرغ بجوانب مستقيمه وغطاء مسطح أو مقبي ،وقد يكون بالغطاء جزء مرتفع عند الأقدام والرأس وزوج من البروز عند نهاية من نهايتيه.
التابوت الحجري ووضعيته في المقابر
كان التابوت الحجر يوضع قبل الجزء العلوي المقابر المبنية وبعد ينحت الجزء العلوي المقابر الصخرية،ويشغل غالبا النصف الغربي لحجرة الدفن،واحيانا مضاد هذه الحجارة باتجاه باتجاه شمال الجنوبي ،وكان يجب أن يوضع التابوت على الوضع الصحيح بحيث يكون تحت الباب الوهمي الموجود في مقصورة القربان ليسهل على الكا و البا أن يجدا طريقهما بين حجرة الدفن وغرفة القربان أو بتحديد أكثر بين التابوت والباب الوهمي،وكان يحتاج ذلك لخبرة عالية ومهاره فائقه كي يتحقق هذا الأمر وخاصة كلما زاد العمق بين المقصورة وحجرة الدفن،فقط تصل الأعماق احيانا 20 مترا أو أكثر.
طريقة دفن المتوفي في الدولة القديمة
وكان وضع الدفن السائد في الدولة القديمة هو وضع راس ناحية الشمال والاقدام ناحية الجنوب ،راقدا على جانبه الايسر متجها بعينيه تجاه مشرق الشمس،وكان يوضع الجسد مباشرة في التابوت على طبقة من المال النظيفة للحفاظ عليه،وقد ارتبطت عادة وضع الرمال تحت الجسد فيما بعد مغزى ديني.
وفي ختام المقال أود أن أوضح للقارئ أن الباحثون يتفقون في امتلاك الشخص غالباً تابوتا واحداً واحيانا تابوتين،احدهما داخل الآخر غالبا ما يكون الخارجي من الحجر والداخلي من الخشب أو قد يكون التابوتين من الخشب.