إدعاءات الأفروسنتريك المركزية الأفريقية
بقلم ✍/إيمان سيد رمضان
“الأفروسنتريك المركزية الأفريقية ” (بالإنجليزية: Afrocentrism)؛ هو نموذج فكري يسعى إلى تسليط الضوء على الهوية والمساهمات الخاصة للثقافات الأفريقية في تاريخ العالم. يجادل الأفروسنتريك بأن المجتمع العلمي الغربي يستهين بالحضارات الأفريقية، ويشارك -بوعي أو بدون وعي- في مؤامرة لإخفاء المساهمات الأفريقية في التاريخ.
الأفروسنتريك أو المركزية الإفريقية هي حركة فكرية وثقافية تهدف إلى إعادة النظر في تاريخ وثقافة الشعوب الأفريقية من منظور يبرز مساهماتهم الحضارية ويعيد لهم الاعتبار الذي تم تهميشه أو تحريفه في التأريخ التقليدي. ومع ذلك، تواجه هذه الحركة انتقادات كثيرة، خصوصًا عندما يتم طرح أفكار تعتبرها بعض الأوساط الأكاديمية غير دقيقة أو مبالغ فيها بخصوص الحضارة المصرية القديمة:
الأفروسنتريك واثارت الجدل:
أثارت الحركة “الأفروسنتريكية” جدلاً واسعًا عن أصول الحضارة المصرية حين ادعت بالأصول الأفريقية السوداء للحضارة المصرية القديمة. ادعى بعض الأفروسنتريكيين أن المصريين القدماء كانوا بالكامل من العرق الأفريقي، وأن الحضارة المصرية هي حضارة أفريقية سوداء أصيلة. والحقيقة إن هذه الادعاءات تتجاهل الطبيعة العرقية والثقافية للمجتمع المصري القديم. وتشير الأدلة الأثرية إلى تفاعل مصر مع شعوب من شمال أفريقيا والشرق الأدنى. ويؤكد بعض الأفروسنتريكيين أن المؤرخين الأوروبيين تعمدوا تبييض التاريخ المصري القديم والتقليل من شأن الأصول الأفريقية للحضارة المصرية. بينما يمكن القول بأن هناك تحيزات في بعض الدراسات التاريخية، فإن الأدلة العلمية الحديثة، بما في ذلك دراسات الحمض النووي وتحليل الهياكل العظمية، توفر صورة أكثر وضوحًا للأصول العرقية للمصريين القدماء. ويزعم بعض أنصار الأفروسنتريك أن المصريين القدماء كانوا أفارقة سود، وأن الثقافة المصرية القديمة هي جزء من التراث الأفريقي الأسود. وتشير الدراسات الأثرية والأنثروبولوجية إلى مصر القديمة لم تكن متميزة بسيادة العرق الأفريقي الأسود. أظهرت دراسات حديثة، أن المصريين القدماء كانوا مرتبطين جينيًا بشعوب شرق البحر الأبيض المتوسط والشرق الأدنى أكثر من ارتباطهم بشعوب أفريقيا جنوب الصحراء. وأشارت دراسات الهياكل العظمية إلى أن المصريين القدماء كانوا متقاربين في الصفات الجسدية،
تطور إدعاءات الأفروسنتريك:
قال أصحاب الإدعاء الأفروسنتريكي؛ إن الحضارة المصرية استمدت ثقافتها وتطورها من جنوب الصحراء الكبرى ومن الحضارات الأفريقية السوداء الأخرى. على الرغم من وجود تأثيرات ثقافية متبادلة بين مصر وجيرانها الأفريقيين، فإن الحضارة المصرية تطورت بشكل مستقل إلى حد كبير. وكان لمصر علاقات تجارية وثقافية مع مناطق مختلفة، بما في ذلك الشرق الأدنى والبحر الأبيض المتوسط.
بعض الادعاءات الافروسنتريك :
إدعى بعض الأفروسنتريكيين أن المصريين القدماء حصلوا على معرفتهم التكنولوجية والعلمية من الحضارات الأفريقية السوداء. لقد كان التطور التكنولوجي والعلمي في مصر القديمة نتيجة لجهود محلية مكثفة، على الرغم من التأثيرات المتبادلة مع جيرانها. وتظهر الأدلة الأثرية تطورًا مستقلاً في مجالات مثل الهندسة، والطب، وعلم الفلك. ويستخدم الأفروسنتريكيون التماثيل والنقوش التي تظهر مصريين بملامح أفريقية كدليل على أن المصريين القدماء كانوا سود البشرة. والحقيقة أن الفن المصري القديم صور بعض الشخصيات بملامح أفريقية، وآسيوية، وبغيرها. ويعكس التنوع في الفن المصري الامتداد الجغرافي للحضارة والإمبراطورية المصرية خارج حدودها. ويفتقر هذا التفسير إلى الدقة؛ فقد أظهرت التماثيل والنقوش دقة واتساقًا في ملامح المصريين القدماء.
انتقاد علماء الحركة الافروسنتريك:
ينتقد العلماء الحركة الأفروسنتريكية بسبب تبسيطها المفرط لتاريخ معقد ومتعدد الأوجه مثل التاريخ المصري. ويُنظر إلى بعض الادعاءات الأفروسنتريكية على أنها متحيزة أيديولوجيًا، وتركز على بناء هوية عرقية بدلاً من الالتزام بالحقائق التاريخية. ويفتقر بعض الادعاءات الأفروسنتريكية إلى الأدلة القاطعة، وتعتمد على تفسيرات جزئية وانتقائية للأدلة المتاحة. وتتجاوز الأفروسنتريكية الأدلة المتاحة لتقديم روايات أحادية الجانب..
إدعاءات الافروسنتريك متى بدأت بالظهور؟
منذ عشرينيات وثلاثينيات القرن العشرين، وتتمركز خاصة في الولايات المتحدة الأمريكية عند الأفارقة الأمريكيين، وأصبح لها انتشار واسع بين الجاليات الإفريقية جنوب الصحراء في أوروبا، وبين الأفارقة جنوب الصحراء وعند الأقليات السوداء في شمال أفريقيا والشرق الأوسط.
أنصار الأفروسنتريك:
يؤيد أنصار “الأفروسنتريك المركزية الإفريقية” عدة ادعاءات مثل أن مساهمات الأفارِقة السود قد تم التقليل من شأنها أو تشويه سمعتها كجزء من إرث الاستعمار وعلم أمراض العبودية المتمثل في “إخراج الأفارقة من التاريخ”. من بين أكبر النُقّاد للنزعة المركزية الأفريقية ماري ليفكوفيتز، التي رفضتها باعتبارها تاريخ زائف، وانها أسلوب عنيد يتجاهل الحقائق.
عالم المصريات وسيم السيسي يسرد حقيقة الأكذوبة الكبرى
أنَّ حركة الأفروسنتريك أو المركزية الأفريقية، ما هي إلا محاولة لسرقة التاريخ تمهيداً لسرقة الجغرافيا، وذلك في رد منه على ادعاءاتهم بأنهم من بنوا الحضارة المصرية القديمة، قائلاً: «مفيش أي وجود لأي جين أسود في مصر في عصر الفراعنة»…
كما أوضح أيضا العلاقة بين فكر الإسرائيليين المتطرف وحركة «الأفروسنتريك»، قائلاً: «من ينتمي لهذا الفكر غالبيتهم من السود الأمريكيين، وهو فكر له علاقة وطيدة وصله بالفكر المتطرف بإسرائيل».
بحث عن هوية أم سرقة ممنهجة؟!
فهل مزاعم جماعة المركزية الأفريقية ،” المعروفة الافروسنتريك “بأنها صاحبة الحضارة المصرية؟؟ أم مجرد رغبة منهم لإضفاء هوية وقيمة لجماعتهم ، أم سرقة مع سبق الإصرار والترصد.؟!