كشف السر وراء السبع رقاقات الذهبية
كتبت الباحثة: أمل مصطفى أبوخاطره
كشف السر وراء السبع رقاقات الذهبية تلك الرقاقات التي كانت نتيجة لإهمال مكتشف مقبرة توت عنخ آمون . والسؤال الذي أتى على أذهاننا الآن هل بالفعل تم الإهمال بقطع الملك توت عنخ آمون ؟ و هل تم معالجة هذا الخطأ ؟
● كشف السر وراء الرقاقات الذهبية
تبدأ قصة السبع رقاقات الذهبية من مقبرة توت عنخ آمون، حيث قالت الأستاذة صباح عبد الرازق، مدير عام المتحف المصري، إن اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون KV62 على يد العالم البريطاني كارتر عام 1922 م يمثل ذلك التاريخ الانطلاقة نحو الحضارة المصرية القديمة وزيادة الشغف حول أسرار تلك الحضارة.
كانت هذه المرة الأولى في اكتشاف مقبرة ملكية سليمة لم يتم العبث بها من قبل اللصوص . قام كارتر والفريق الذي كان معه بتوثيق عميق ودقيق لاكتشافات المقبرة، وتسجيل موضع كل قطعة، وهي حوالي 5400 قطعة أثرية. ولم يكن لكارتر الوقت الكافي لعمل عمليات تحليل وفحص كل القطع المكتشفة في المقبرة.
● كشف السر حول إهمال كارتر لسبع رقاقات الذهبية.
يظهر هذا بشكل واضح على مجموعة من الرقائق الذهبية، حيث تمثل حليات مزينة برعاية ومرصعة بها الجلود. ووجدت هذه الرقائق في أرضية الحجرة الأمامية المعروفة باسم حجرة الكنوز، التي تقع يمين حجرة الدفن بالقرب من العجلات الحربية.
ترجح الأستاذة صباح عبد الرازق أن المواضع التي عُثر عليها الرقائق تشير إلى أنها كانت مرتبطة بالعربة الحربية وزينة الحصان. وبالمقارنة بما يشبهها، فإن هذه العناصر ليست سوى جزء من السهام أو من حاويات الأقواس، أو ربما جزء من الغمائم التي كانت تغطي بها أعين أحصنة العربات الملكية، أو أنها كانت تكسي جزءًا من العربة نفسها.
● ظهور السبع الرقاقات الذهبية إلى الأعين
قال كريستيان إيكمان، المرمم بالمتحف الروماني الألماني، وهو يعتبر زعيم هذا المشروع ترميم ودراسة وفحص الرقائق الذهبية فحصًا علميًا. إنه بسبب الطبيعة الهشة والضعيفة وحالة الحفظ السيئة وغير الصحيحة لهذه المجموعة من العناصر الذهبية، فقد تم وضعها في أحد مخازن المتحف المصري بالتحرير لمدة حوالي 95 عامًا، حيث إنها لم تخضع لأي فحص أو ترميم منذ وصولها إلى المتحف المصري بالتحرير. حيث وضعها كارتر في صندوق خشبي في أحد مخازن المتحف المصري .
● الجهود المبذولة لإصلاح السبع رقاقات الذهبية.
في عام 2014، تم البدء في مشروع مشترك بين كل من المتحف المصري بالتحرير، والمعهد الألماني للآثار بالقاهرة، والمتحف الروماني الجرماني المركزي في مدينة ماينز الألمانية. كان الهدف من هذا المشروع إجراء التحليلات الأثرية والعلمية الشاملة لهذه العناصر الهامة، التي أهملت كثيرًا في الماضي. بعد الانتهاء من العمليات والتحليلات والدراسات على هذه المجموعة، سيتم نقلها إلى المتحف المصري الكبير في عام 2018، ليتم عرضها مستقبلاً هناك وبالفعل هي متواجدة هناك الآن.
● أعمال الترميم على السبع رقاقات الذهبية.
قال الدكتور مؤمن عثمان، مدير عام الترميم في المتحف المصري، إن الرقائق الذهبية وصلت إلى حالة من التفتت الشديد، حيث يكاد عددها يتراوح حول الألف كسر صغير. وبين تلك الكسرات توجد شقوق وفجوات، بالإضافة إلى وجود التشوهات والتجاعيد على سطحها. وكان الجزء الأهم هو الترميم والعمل على إعادة تركيب هذه الكسرات، بالإضافة إلى تصحيح المناظر على سطح الرقائق لإتاحتها للدراسة فيما بعد. يعتمد هذا العمل على متخصصين في مجال العلوم والصيانة والترميم.
قال الأستاذ مؤمن عثمان إن أعمال الوصف الدقيق لكل قطعة في المجموعة، تتضمن إعداد كتالوج شامل لكل الكسرات، بالإضافة إلى إقامة عملية التوثيق الفوتوغرافي للحالة الفعلية للقطع قبل الترميم. إن هذه الخطوات تُعتبر البداية لأعمال المشروع المراد القيام به. وقد كان من اللازم تحديد خصائص التقنية، مثل العلامات الدالة على أدوات الصناعة، وعلامات الاستخدام، وآثار التنفيذ، وأن يتم تسجيلها وتفسيرها بشكل علمي صحيح ودقيق.
ثم بعد ذلك يتم فرد الرقائق الذهبية الهشة بعناية شديدة بواسطة أدوات خشبية. وقد تم تجميع القطع المكسرة معًا حسب نسبتها. بالإضافة إلى ذلك، كان يلزم أيضًا تدعيم الشقوق والفجوات المختلفة في عملية طويلة ودقيقة. وكان ذلك باستخدام شرائح رقيقة من الورق الياباني، الذي كانت تُوضع وتُلصَق على الظهر باستخدام مادة راتنجية لاصقة من الأكريليك