توثيق للمصادر الأثرية لمعرفة التاريخ المصري القديم

✍️ إبراهيم ماجد

كثيراً ما يتسائل البعض كيف عرفنا التاريخ المصري القديم وما هي الدلائل الأثرية التي توضح تسلسل الملوك الذين حكموا مصر في العصور القديمة  وما نوعية هذه المصادر وما مدى مصداقيتها في التاريخ ومن الذي قسم الأسرات المصرية القديمة إلى ثلاثون أسرة وما هي المصادر التي نثق بها في مراجع التاريخ المصري القديم وما هي الوثائق الضعيفة والتي حذرنا منها بعض علماء المصريات بأنها مصادر ضعيفة لا يؤخذ بها يجب على كل مصري أن يعرف تاريخ بلاده الصحيح ويعلمه لأبناؤه خاصة في الأونة الأخيرة نجد حملة موسعة علي مواقع التواصل الإجتماعي يحاولون فيها  التزييف والتحريف و الكذب على التاريخ المصري القديم ومنهم من يحاول أن ينسب التاريخ المصري لنفسه ولبلده من خلال هذا المقال نستعرض المصادر الأثرية عن المصريون القدماء أنفسهم و اللذين حاولوا فيها أن يوصلوا الرسالة لنا في المستقبل من خلال المنحوتات الحجربة وتنقسم المصادر التاريخية لمعرفة التاريخ المصري القديم  إلى ثمانية  مصادر مهمة جداً عرفوا علماء المصريات منها التاريخ المصري إبتداءً من الأسرة صفر إلى الأسرة الثلاثون وأسماء الملوك لكل أسرة والزمن والتاريخ الذي عاشت فيه كل أسرة ومنها من التواريخ المؤكدة ومنها التواريخ التقريبية نستعرض في هذا المقال المصادر التاريخية لمعرفة التاريخ المصري القديم بالترتيب من الدولة القديمة إلي الحديثة  ثم نبحر معاً في بحر كل مصدر علي حسب ما جاء به من   معلومات تاريخية:-

أولاً: حجر باليرمو

ثانيا: حجرة الأجداد بمعبد الكرنك

ثالثاً: قائمة أبيدوس

رابعاً: بردية تورين

خامساً: قائمة سقارة

سادساً: قائمة الأنساب

سابعاً: الكاهن مانيتون السمنودي

ثامناً: الرحالة اليوناني هيرودوت.

المصدر الأول حجر باليرمو:-

وهي لوحة تذكارية كبيرة تعرف بإسم الحوليات الملكية لمصر القديمة مقسمة لسبعة قطع و نحتت على  حجر من البازلت الأسود وأكبر جزء فيها هو ما يسمى بحجر باليرمو وذلك الإسم نظرا لحفظ الحجر بالمتحف الأثري الإقليمي بمدينة باليرمو وباقي أجزاء اللوحة في متحف القاهرة ولندن يعتبر حجر باليرمو أو لوحة الحوليات الملكية هو أقدم مصدر أثري في التاريخ المصري يتم اكتشافه الى الآن يحمل أسماء و تسلسل الملوك إبتداءاً من الملك “نارمر” الأسرة الأولي المصرية إلى الملك (  نفر إر كا رع ) الأسرة الخامسة لا سيما أن تم ذكر الملك سنفرو وانتصاره في أكثر من معركة و أيضاً إستيراد  أربعون سفينة محملة بخشب الأرز من ميناء جبيل في لبنان رجح المؤرخون أنه تم نحت حجر باليرمو أو لوحة الحوليات الملكية في عصر الأسرة الخامسة من عصر الدولة  المصرية القديمة  (2390 إلى 2280 ق. م ).

المصدر الثاني غرفة الأجداد أو قائمة الملك تحتمس الثالث بمعبد الكرنك:-

هي ترجع لعصر الملك تحتمس الثالث أحد ملوك عصر الدولة المصرية الحديثة من 1480 الي 1425 ق.م وهي بمعبد(  الآخ منو ) بمجمع معابد الكرنك بالأقصر و تحتوي النقوش والمنحوتات داخل الغرفة على  خراطيش تحمل أسماء 61 ملكاً مصرياً حكموا مصر من قبل الملك تحتمس الثالث ابتداءً من الأسرة الأولي المصرية حتي الأسرة الثامنة عشر . واستثني الملك تحتمس الثالث بعض الملوك والملكات من ذكر أسمائهم على الجداريات و ذلك في اعتقاده أنهم ملوك غير شرعيين للبلاد . و في عام 1843 ميلادية تم تفكيك أحجار  الغرفة و تم وضعهم داخل صناديق خشبية و تحميلها علي قارب إسمه (بريس دافين) لنقلها إلي باريس و انضمت الغرفة الملكية أو غرفة الأجداد إلي مجموعات الآثار بمتحف اللوفر عام 1919 ميلادية في سبعينات القرن الماضي تم استنساخ غرفة طبق الأصل من الأصلية مصنوعة من المواد الحديثة بمعبد الكرنك وذلك بمعاونة اليونسكو و متحف اللوفر (شاهد بالصور).

المصدر الثالث قائمة أبيدوس:-

والكائنة بمعبد الملك سيتي الأول الأسرة التاسعة عشر من عصر الدولة المصرية الحديثة تظهر النقوش على الجدارية الملك سيتي الأول و إبنة الملك الصغير رمسيس الثاني يقدمون القرابين لخراطيش أسماء ستة و سبعون ملكاً إبتداءاً من الملك نارمر الأسرة الأولي المصرية حتي الملك رمسيس الثاني الأسرة التاسعة عشر المصرية وأستثني الملك سيتي الأول بعض الملوك الذين سبقوه في الحكم  من الذكر مثل ملوك فترة العمارنة مثل الملك  أخناتون أمنحتب الرابع والملكة نفرتيتي و الملك آي و الملكة حتشبسوت  وذلك لاعتقاده أنهم ملوك غير شرعيين (شاهد الجدارية في الصور )…….

المصدر الأثري الرابع قائمة سقارة:-

وهي ترجع لعصر الملك رمسيس الثاني الأسرة التاسعة عشر من عصر الدولة المصرية الحديثة تم العثور على هذه القائمة في مقبرة  (الكاهن تينيري ) في سقارة و تحتوي القائمة على ستة و خمسون ملكاً مصرياً سبقوا الملك رمسيس الثاني في الحكم إبتداءاً من الملك نارمر إلي الملك رمسيس الثاني و أيضاً استثني الملك رمسيس الثاني بعض الملوك من الذكر في القائمة .

المصدر الخامس بردية تورين:-

وهي أيضاً ترجع لعصر الملك رمسيس الثاني توضح الكتابات على البردية أنها كتبت بالخط الهيراطيقي وهي تحتوي على أكثر من  ثلاثمائة 300 إسم ملك ومعبود من الأسرة الأولى حتى عصر الملك رمسيس الثاني .

المصدر السادس قائمة الأنساب 

وهي ترجع للكاهن (عنخ إف إم سخمت ) الأسرة الثانية والعشرون من العصر المتأخر يذكر الكاهن في القائمة أسماء الكهنة من قبله ونسب الكاهن عليها .

المصدر السابع الكاهن المصري مانيتون السمنودي:-

و هو كما يرجح المؤرخون أنه أقوي مصدر تاريخي مكتوب بعد المصادر الأثرية ترجع القصة للعصر البطلمي و تحديداً عصر حكم الملك بطليموس الثاني طلب بطليموس الثاني من الكاهن مانيتون السمنودي كتابة التاريخ المصري و نظراً للعلم الذي كان يتقنه الكاهن عن التاريخ المصري بدقة فكتب مانيتون التاريخ المصري وهو من قسم العصور المصرية القديمة إلى ثلاثين أسرة وجمع المعلومات الدقيقة عن التاريخ المصري القديم و أوثقها في الكتب إلا أنه للأسف تم إحراق مصادر مانيتون مع حريق مكتبة الإسكندرية في العصر الروماني .كان للكاهن و المؤرخ مانيتون السمنودي تلميذان يتعلمان التاريخ على يده أحدهما يدعي يوسيفوس اليهودي والآخر يدعي المؤرخ الإفريقي . نقلا التلميذان بعض الوثائق والمصادر  عن مانيتون إلا أنه مصادر المؤرخ يوسيفوس اليهودي مصادرة غير دقيقة و لا يؤخذ بها نظراً لأنه أراد وضع اليهود في التاريخ المصري بأي شكل في مصادرة .

المصدر الثامن هو الرحالة اليوناني هيرودوت:-

كتب الرحالة اليوناني هيرودوت كتاب عن التاريخ المصري القديم  إلا أنه أهل علم المصريات يضعفون مصادر هيرودوت و هي مصادر غير دقيقة ولا يؤخذ بها في دراسة التاريخ نظراً لأنه ذكر في مصادره أن الرجل  المصري القديم كان يكون متواجد في المنزل بينما النساء هن اللاتي يخرجن و يعملن و يأتين بالطعام للأسرة و هذه المعلومات غير دقيقة و غير صحيحة بالمرة و لا يوجد أي مصدر أثري يذكر ذلك .