التاريخ والآثار

الكولوسيوم بين التاريخ والفن المعماري وعظمة الرومان

 

كتابه/عبدالرحمن حسين

الكولوسيوم المدرج الروماني القديم يقع في وسط مدينة روما في إيطاليا ، يعتبر من أعظم وأشهر المعالم التاريخية في العالم ، كان يستخدم لأستضافة مجموعة متنوعة من الأحداث العامة ، يُعتبر الكولوسيوم رمزًا للفن المعماري وتاريخ الإمبراطورية الرومانية .

موقع الكولوسيوم :-

يقع الكولوسيوم في وسط روما ، تحديدًا في منطقة “المنتدى الروماني” (Roman Forum)، وتقع بنية الكولوسيوم بين منطقة “ميدان سان لورينزو” (Piazza San Lorenzo) و “ميدان سانتا كروتشي إن جيروساليم”(Piazza Santa Croce in Gerusalemme) ما يجعله في قلب المدينة القديمة.

تاريخ الكولوسيوم:-

بدأ بناء الكولوسيوم في عام 70 م تحت حكم الإمبراطور فسباسيان من أسرة فلبي ، كان المشروع جزءًا من محاولة الإمبراطور لاستعادة الثقة بعد ثورة اليهود الكبرى. استكمل بناء الكولوسيوم عام 80 م تحت حكم ابنه الإمبراطور تيتوس، واليوم يعتبر الكولوسيوم واحدًا من أبرز المعالم السياحية في العالم ويجذب ملايين الزوار.

الكولوسيوم المدرج الروماني
الكولوسيوم المدرج الروماني

وظيفة الكولوسيوم:-

كان يستخدم الكولوسيوم لأغراض الترفيه العامة في الإمبراطورية الرومانية ، ومن وظائفه :

المصارعة : حيث كان يُجرى مباريات بين مصارعين محترفين ، أو مصارعين محترفين وبين الأسرى والعبيد .

المعارك بين الحيوانات : كان يتم عرض قتال بين الحيوانات البرية مثل الأسود و النمور .

عروض عسكرية : إعادة تمثيل المعارك الكبرى .

عروض عامة : مثل التمثيليات والمسرحيات التي تروي أحداثاً تاريخية أو أسطورية.

كان الكولوسيوم مركزاً للترفيه الجماهيري ، ويعكس القوة والثراء في الإمبراطورية الرومانية .

عمارة الكولوسيوم:- 

الكولوسيوم يمتاز بعمارته المميزة التي تعكس براعة المهندسين الرومان.يتكون الكولوسيوم من هيكل دائري بقطر حوالي 188 متراً و ارتفاع 48 متراً ، يتسع لحوالي 50,000 إلى 80,000 متفرج.

يتألف من أربع طوابق رئيسية :- 

الاول : يتضمن أعمدة دورية

الثاني : يحتوي علي أعمدة كورنثية

الثالث : يحتوي على أعمدة أيونية

الرابع : كان مخصصاً للنافذة التي تشمل الدعامات .

الكولوسيوم يضم مجموعة من القبب المعمارية والتقنيات التي تساعد على توزيع الوزن واستقرار البناء. يحتوي الكولوسيوم أيضاً على شبكة معقدة من الأنفاق و الممرات تحت الأرض معروفة بأسم “الهيبوغيا” ، و تستخدم في حجز الحيوانات و المصارعين وتحضير العروض. كانت تُغطى واجهة الكولوسيوم بزخارف و أعمدة من الرخام ، على الرغم من أن كثير من هذه الزخارف قد تآكلت أو سُرِقت على مر العصور. تجسد عمارة الكولوسيوم على مستوى عالٍ من الابتكار الهندسي والبراعة الفنية في العهد الروماني .

الكولوسيوم المدرج الروماني
الكولوسيوم المدرج الروماني

تدهور الكولوسيوم على مر العصور بسبب عدة عوامل رئيسية :

الزلزال: تعرض الكولوسيوم لعدة زلازل أبرزها في عامي 847 و 1231 ميلادي ، تسببت في انهيار أجزاء واسعة من البناء ، وأدت إلى تدمير جزء كبير من الهيكل الخارجي .

التآكل الطبيعي : تعرض الكولوسيوم لظروف الطقس القاسية ، مما ساهم في سآكل المواد، خاصة الرخام والحجر الجيري، وهذا أدى إلى تدهور حالته .

تدمير بشري : خلال العصور الوسطى وعصر النهضة ، كان يتم استخراج الرخام والحجارة من الكولوسيوم لبناء مباني جديدة .

تعرض الكولوسيوم بعد ذلك إلى الإهمال وصار منسياً لعدة قرون ، مما أدى إلى تفاقم حالة التدهور. على الرغم من هذه العوامل ، يعتبر الكولوسيوم واحداً من أبرز المعالم السياحية اليوم ، وتمت أعمال ترميم وصيانة مستمرة للحفاظ عليه وحمايته.

الكولوسيوم المدرج الروماني
الكولوسيوم المدرج الروماني

لماذا الكولوسيوم يحمل أهمية ثقافية كبيرة؟

يُعد الكولوسيوم رمزاً لقوة وعظمة الإمبراطورية الرومانية وابتكارها في الهندسة المعمارية ، ويُظهر حجم وتصميم الكولوسيوم مدى تقدم البناء والتنظيم الروماني. ويقدم الكولوسيوم نظرة قيمة على حياة الرومان في هذه الفترة ، من عروض ثقافية وسياسية واجتماعية ، وساعد المؤرخين على فهم عادات وتقاليد المجتمع الروماني .

كما أن شكل الكولوسيوم مصدر إلهام للعديد من المباني ، بما في ذلك المدرجات الحديثة والمباني الرياضية في جميع أنحاء العالم، والأهم يُعد الكولوسيوم أحد أهم المعالم السياحية في روما، ويجذب ملايين الزوار. يعتبر الكولوسيوم رمزًا للتراث الثقافي والإنساني ، ويعكس تطور الحضارات ، تجعل هذه الأهمية الثقافية الكولوسيوم جزءًا لا يتجزأ من تاريخ البشرية وتراثها العالمي .

MEU

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى