الفن المصري ودوره في دعم الوطن: من الماضي إلى الحاضر
كتبت/ فاطمة محمد
لطالما تميز الفن المصري القديم بالأصول والرقي، حيث كان فنًا يحمل هدفًا ساميًا ودورًا مهمًا في المجتمع من إيصال و إيضاح مشاعر الجمهور إلى امتاعه وإطرابه.
لذلك لم تهمل الموسيقى عند اندلاع الحرب بل وقفت تؤدي دورها تجاه الوطن كـ مواطن شريف يدافع عن أرضه وذلك لأن لها دور رفيع منذ البداية، فكما كانت تساعد في إيضاح مشاعر الفرد و إيصال صوته ها هي.. توضح غضب الشعب و توصل اعتراضه للمعتدي
قطار الرحمة
بعد حرب 1948، وبمبادرة من الرئيس الراحل محمد نجيب، انطلقت فكرة القطار الذي يجوب جميع المدن المصرية لغزة، بهدف جمع التبرعات في كل محطة، كان نجوم الفن يجتمعون لتشجيع الجمهور على التبرع.
استمر هذا القطار في رحلته لعدة سنوات، وشارك فيه العديد من النجوم وأبرزهم زهرة العلا، زينات صدقي، زوزو ماضي، ماري منيب، محمود شكوكو، كمال الشناوي، عماد حمدي، أمينة رزق، وغيرهم.
أم كلثوم وتبرعات حفلاتها
كانت أم كلثوم معروفة بنضالها وأنها لا تقبل الخضوع أبدًا لذلك قررت أن تشارك في الحرب إلى جانب الجيش، ولكن ليس بالسلاح، بل بصوتها من خلال حفلاتها الغنائية، كانت تجمع الأموال لتقدمها للجيش من أجل التسليح.
بدأت بقطار الخير بحفل في محافظة دمنهور جمعت فيه نحو 40 ألف جنيه، وحفل في إسكندرية الذي حقق 100 ألف جنيه، ثم حفل المنصورة بحصيلة 120 ألف جنيه، وحفل الكويت الذي حقق 100 ألف دينار كويتي.
وعالميًا تبرعت بإيرادات حفلها في باريس بحصيلة 212 ألف جنيه إسترليني، بجانب التبرعات الذهبية و مصوغاتها الخاصة، التي كانت تتعدى آلاف الجنيهات وقتها.
وتقديرًا لدورها الباسل في نصرة الحرب انضم لها الشعب كله حيث في يوم 8 مايو عام 1967، وبحسب الرواية التي أوردها الكاتب والباحث كريم جمال في كتابه “أم كلثوم وسنوات المجهود الحربي”، كانت أم كلثوم قد توجهت في تمام الساعة الواحدة والنصف ظهرًا إلى طنطا، لحفل هناك وقد استقرت في بيت وجيه أباظة، محافظ الغربية في ذلك الوقت
وقرر حينها وجيه أباظة تخليد هذا التصرف البطولي بتفجير مفاجأة على الملأ ، حيث ألقى بكلمة أمام الشعب بعد عن أفرجت الستائر عن صعود الست على خشبة المسرح و بحضور محافظي القاهرة و الجيزة و كفر الشيخ
أعلن عن تبرع أهالي محافظة الغربية بأسعار التذاكر من أجل المجهود الحربي وصلت التبرعات حينها إلى ٢٧٤ ألف جنيه لإعادة بناء مدن القناة
والمفاجأة الثانية هي شيك بقيمة ألف جنيه لمنظمة فتح الفلسطينية و آخر بألف جنيه لمنظمة سيناء و آخر بألف جنيه لأسر المجندين والمحاربين بالقناة ليكون المجموع النهائي ٢٧٧ ألف جنيه مقدمة من شعب محافظة الغربية شكرا و عرفانا لكل جميل قدمته أم كلثوم لهم.
والثالثة كانت بتسليم أم كلثوم نسخة ذهبية من القرآن الكريم على يد عبد الهادي نجم الدين بعد أن ألقى كلمة صغيرة على المسرح ، مع مفتاح مدينة طنطا تكريمًا لها .
عبد الحليم حافظ و أغاني الحرب
بعد النكسة، تبرع العندليب الأسمر بأجر جميع حفلاته لصالح الجيش المصري، دعمًا له في وقت الحرب ولم يكتفِ بذلك، بل قدم مجموعة من الأغاني التي بثت الأمل والحماس في نفوس الجنود والشعب المصري من أبرزها “عدى النهار” “اضرب”، “إنذار”، “بركان الغضب”، و”راية العرب”، واختتم بأغنية “فدائي” ليشكل بذلك مع الأبنودي والطويل ثلاثيًا قدم أهم الأغاني الوطنية في التاريخ
تحية كاريوكا و صناديق التبرع
في عام 1955، قادت تحية كاريوكا مبادرة بتجهيز عشرات سيارات النقل المجهزة بصناديق التبرع، حيث جابت تلك السيارات القرى والمدن، ووقف على كل سيارة فنان لتحفيز الشعب على التبرع للجيش من بين أبرزهم فاتن حمامة وملك الترسو فريد شوقي.
ولم ينته دور تحيه كاريوكا هنا بل جمعت حصيلة الإيرادات ومنحتها للرئيس الراحل جمال عبد الناصر، الذي قال لها: أنتِ سيدة بألف راجل،
وأيضًا كانت تنقل الأسلحة بسيارتها الخاصة للفدائيين عام 1948، وتعرض حياتها للخطر، لكن لم تخشَ أن يصيبها رصاص العدو، بل ما كانت تخشاه هو أن يهزم الوطن.
فنانين مصريين تضامنوا مع حرب غزة
* محمد سلام
أعلن اعتذاره عن عدم المشاركة في مسرحية زواج أصطناعي المقرر عرضها ضمن موسم الرياض يوم 30 أكتوبر الجاري، وذلك تضامنًا مع أحداث فلسطين
* مي كساب
وجهت الفنانة مي كساب عبر حسابها الشخصي على تويتر ، رسالة إلى الأمة العربية في ظل قصف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة
* باسم سمرة
الذي تعرض لتهديدات بسبب موقفه من القضية ، ودعمه لفلسطين، إضافة إلى مشاركته في الوقفة التضامنية لنقابة المهن التمثيلية مع أهل غزة