“زَها حديد” نجمة سطعت بتصاميمها المِعمارية الجريئة ولن تغيب
كتبت: رويدا عبد الفتاح
في عالم التصميم المعماري، تبرز شخصيات استثنائية تترك بصمة لا تُنسى في تاريخ الهندسة المعمارية، وعلى رأس هؤلاء الشخصيات الرائدة كانت “زَها حديد”، المعمارية العراقية التي خرجت عن المألوف وكسرت الحواجز، وأذهلت العالم بتصاميمها المعمارية الجريئة والفريدة من نوعها.
لم تكن زَها حديد مُجرد مهندسة معمارية تُصمم المباني، بل كانت فنانة تواجه الانتقادات وتتحدى القوانين التقليدية للهندسةالمعماريَّة. كانت لها بصمة لا تُنسى في عالم التصميم، حيث قدمت إسهامات كبيرة في تطوير أساليب جديدة ومبتكرة للبناء.
وفي التقرير التالي، سَنلقي نظرة عن قُرب عن حياة وإنجازات ملكة المنحنيات الراحلة “زَها حديد”، التي استطاعت تحويل الأحلام من الورق إلى أرض الواقع.
من هيَّ “زَهـا حديد”؟
وُلِدت زها حديد في بغداد، العراق، عام 1950، في عائلة مسلمة سنية، والدها هو السياسي المعروف محمد حديد الذي شغل منصب وزير المالية بعد قيام النظام الجمهوري في العراق عام 1958، ووالدتها وجيهة الصابونجي كانت فنانة.
– حصلت زها حديد على شهادة في الرياضيات من الجامعة الأميركية في بيروت عام 1971.
ودرست “زها” الهندسة العِماريَّة في لندن، حيث تخرجت من الجمعية المعمارية بلندن في عام 1977.
– تميزت أعمال الراحلة زها حديد بالجرأة والابتكار، حيث استخدمت خطوطاً منحنية وهندسة تجريدية في تصاميمها التي تمثلت في مجموعة متنوعة من المشاريع الرائعة حول العالم.
الجانب الشخصي من حياة “زَها حديد”:
زها حديد لم تتزوَّج طوال حياتها، فقد كَرَّستها بالكامل لعملها في الهندسة وفنون العمارة، دون أن تلتفت لعادات وتقاليد المجتمع السائدة. وكانت واحدة من أعلى المعماريين أجرًا على مستوى العالم.
مسيرة “زها حديد” المهنية:
طوال مسيرتها المهنية، تأثرت زها بأسلوب المعماري الشهير فرانك لويد رايت، مستلهمة أغلب تصاميمها من فلسفته المعمارية. كما تعاونت مع المصمم برات زرنيك في تصميم العديد من المشاريع الفنية والتصميمات الداخلية، وشاركت أيضًا مع المصممين باتريك شلمبرجير، وكارلو مولينو في تنفيذ قطع أثاث فنية مُميزة.
اللقب الذي اشتهرت به “زها حديد”:
حظيت زها حديد بالتعاون مع أسماء عالمية بارزة، مما جعل منتقديها يطلقون عليها لقب “ليدي جاجا” في مجال الهندسة. وعام 2010، اختيرت كرابع أقوى امرأة في العالم.
• أشهر أقوال المهندسة المعمارية “زها حديد”:
– “لا أعتقد أن المِعْمَار يقتصر على المَأوَى، فهو ليس مجرد سياج بسيط. بل يجب أن يُحَمِّس المرء، ويهدئ أعصابه، ويدفعه للتفكير”.
– “هناك 360 درجة، فلماذا نتقيد بواحدة؟”
– “على نقيض المتعارف، فإنني لم أتعرض للاضطهاد في الشرق الأوسط.
ربما يُعامل الرجال هناك النساء بأسلوب مختلف، ولكنهم لا يعاملوهن بقلة احترام. فهم لا يكرهوا النساء، ولكنها عقليَّة مختلفة”.
كُتب صدرت عن المعمارية “زها حديد”:
1. صدر بعد رحيل “زها حديد” المفاجئ عام 2016، أول كتاب لها بعنوان “Zaha Hadid Architects”، الكتاب بمثابة سيرة مهنية تُخلّد اسمها وتصاميمها، ويوثّق إرثها كأول امرأة تفوز بجائزة “بريتزكر” العالمية في مجال التصاميم الهندسية المعمارية، التي تؤثر بشكل كبير على مسار الهندسة المعمارية حول العالم.
يُسلط هذا الكتاب الضوء على شخصية العبقرية الراحلة وحضورها الكبير، وتنوع ابتكاراتها التي تشمل ليس فقط التصاميم المعمارية المذهلة، بل أيضًا تصميم الأزياء والأثاث والديكورات التي تحمل جميعها بصمتها الفريدة.
2. بمناسبة الذكرى السابعة لرحيلها، أصدر المنتدى العراقي للنخب والكفاءات أيضًا كتابًا بعنوان “زهاء حديد (مسيرة إنسانية متميزة وابداعات معمارية)”؛ تخليدًا لذكرى وفاتها، ويُمثل هذا الكتاب رسالة ُ وفاءٍ لروح المعمارية الراحلة “زها حديد”.
إنجازات عبقرية المعمار “زها حديد”:
– -في عام 1977، بدأت المعمارية النابغة زها حديد، مسيرتها المهنية الرائعة عندما انضمت إلى مكتب معمار العاصمة في هولندا، وبدأت تدريس العمارة في كلية الجمعية المعمارية.
– قررت زها تأسيس مكتبها الخاص في لندن عام 1980، الذي يضم اليوم أكثر من 350 موظف.
– أحد أولى إنجازاتها البارزة كانت محطة إطفاء الحريق فيترا في ألمانيا، حيث تم تحويل المبنى إلى متحف بعد الانتهاء من تصميمه في الفترة بين 1990 و 1993.
– ازدادت شهرة زها حديد في عام 1994، باختيار تصميمها لمبنى دار خليج كارديف للأوبرا في ويلز، لكن للأسف تم رفض بناء المبنى لصالح بناء استاد رياضي.
– في عام 1998، نالت زها شهرة عالمية عندما تم اختيار تصميمها لمركز روزنتال للفن المعاصر، الذي يعد أول تصاميمها المعمارية بالولايات المتحدة الأمريكية، وحاز تصميمها على جائزتين، هما: جائزة المعهد الملكي للمعماريين البريطانيين عام 2004، وفي العام التالي، جائزة المِعْمَار الأمريكي من قِبل متحف شيكاغو المِعْمَارِي.
– شغلت زها مناصب تعليمية في عدة جامعات عالمية خلال حياتها المهنية. خلال حقبة التسعينيات، عُينت أستاذة في كلية الهندسة المعمارية بجامعة إلينوي في شيكاغو.
– عَمِلَت كـأستاذة زائرة بعدة مؤسسات تعليمية، أبرزها: جامعة الفنون الجميلة في هامبورغ، ألمانيا، وكلية الدراسات العليا في الهندسة المعمارية والتخطيط بجامعة كولومبيا، وكلية الهندسة المعمارية بجامعة ولاية أوهايو.
– انتهت زها حديد عام 2003 من بناء مركز روزنتال للفن المعاصر، وهو أول متحف أمريكي تم تصميمه من قبل امرأة، وقد اعتبرته جريدة النيويورك تايمز واحدًا من أهم المباني الأمريكية التي بُنيت منذ فترة الحرب الباردة.
– في عام 2005، تم اختيار تصميمها لمبنى الرياضات البحرية الأولمبي، الذي تم تخصيصه لدورة الألعاب الأولمبية لعام 2012 في لندن.
– في عام 2012، تم اختيار تصميم زها حديد للإستاد الأولمبي لدورة الألعاب الأولمبية لعام 2020 في طوكيو.
أعمال “زها حديد” في مجال العمارة:
– في ساليرنو، محطة البواخر عام 2000.
– عام 2001 – 2005، مبنى بي إم دبليو.
– دار الأوبرا عام 2003 – 2010، في غوانزو.
– مركز الفنون الحديثة بروما ماكسي عام 2003 – 2009.
– متحف ريفرسايد في اسكتلندا عام 2004 – 2011.
– محطة قطار نورد بارك بالنمسا عام 2004 – 2007.
– ساحة إليفثيريا عام 2005.
– في فرنسا مارسيليا برج سي إم إيه- سي جي إم عام 2010-2005.
– وفى باكو مركز حيدر علييف عام 2006 – 2013.
– متحف الفن إيلي وإيديثي عام 2007 – 2012.
– دونج دايمون ديزاين بلازا عام 2007-2013.
– جسر الشيخ زايد عام 2007 – 2010.
– مركز الألعاب المائية عام 2008-2011.
– الجسر الجناح عام 2008.
– متحف غوغنهايم والإرميتاج عام 2009 – 2013.
– جناح برنهام بشيكاغو عام 2009.
– برج الابتكار عام 2009 – 2014.
– قاعة بيتهوفن للموسيقى عام 2009.
– مبنى سوهو جالاكسي عام 2009 – 2012.
– القاهرة إكسبو سيتي عام 2009.
– مسجد الأفنيوز في الكويت عام 2010.
– عام 2010، تم إنشاء دار الملك عبد الله للثقافة والفنون في الأردن.
– عام 2012 برج زها حديد في بغداد.
– مكتبة ومركز تعليمي في فيينا عام 2012.
– تصميم مجموعة من اليخوت الفاخرة عام 2013.
– برج “ذا أوبوس” المبنى العائم بدبي عام 2013 – 2016.
– إنشاء مركز تشانغشا ميكسيهو العالمي، وهو مبني للفنون والثقافة.
– دار دبي للأوبرا عام 2013 – 2016.
– عام 2013 – 2017، محطة مترو الرياض.
– إنشاء معهد عصام فارس للسياسات العامة والشؤون الدولية في الجامعة الأميركية عام 2014 في بيروت.
– في المغرب مدينة الرباط تم عمل المسرح الكبير.
– تم إنشاء في بريطانيا مبنى مركز دراسات الشرق الأوسط بجامعة أوكسفورد عام 2015.
– في اليابان تم عمل الإستاد الوطني الجديد.
– فى كابسارك تم إنشاء مركز الملك عبد الله، للدراسات والبحوث البترولية عام 2016.
– ستاد الجنوب بقطر عام 2016 – 2018.
– مركز التراث العمراني في السعودية.
أهم مشاريع “زها حديد” في مجال الهندسة المعمارية:
أنجزت زها حديد العديد من المشاريع التي أوصلتها إلى الساحة العالمية، وفازت بالعديد من المسابقات المعمارية. ومن أهم هذه المشاريع المُنفذة، ما يلي:
– محطة إطفاء الحريق في ألمانيا.
– متحف الفن الحديث في مدينة سينسيناتي بأمريكا.
– مركز الفنون الحديثة في روما.
– معرض منطقة العقل في الألفية بلندن.
– المركز الثقافي في أذربيجان.
– جسر الشيخ زايد في دولة الإمارات العربية المتحدة.
– محطة لقطار الأنفاق في ستراسبورج.
– المركز العلمي في ولسبورج.
– محطة البواخر في ساليرنو.
– مركز للتزحلق على الجليد في إنسبروك.
– مبنى بي إم دبليو المركزي.
– مركز حيدر علييف الثقافي في باكو.
ولا زالت هُناك عدة مشاريع لم تُكملها المهندسة المعمارية الراحلة زها حديد حتى الآن، مثل:
– أوبرا دبي.
-الاستاد الوطني الجديد في اليابان.
– المبنى العائم بدبي.
– مركز الثقافة باليابان.
– المسرح الكبير في مدينة الرباط بالمغرب.
– متحف غوغنهايم والإرميتاج.
– محطة وأبراج الحجر بالقاهرة.
– برج النيل والقاهرة إكسبو سيتي.
أشهر تصاميم “زها حديد” حول العالم:
اشتهرت المعمارية الراحلة “زها حديد” بتصاميمها الرائعة التي برزت في أرجاء العالم، منها:
– مركز حيدر علييف – أذربيجان:
يُعد مركز حيدر علييف من أبرز تصاميم زها حديد في آسيا، حيث تبلغ مساحته نحو 619,000 متر مربع. تم تصميمه وافتتاحه في عام 2012 تحت إشرافها، ويعتبر مركزًا ثقافيًا وسياحيًا بارزًا في أذربيجان.
وحازت زها حديد على جائزة متحف لندن للتصميم عام 2014 عن هذا المشروع.
– محطة إطفاء فيترا – ألمانيا:
تُعتبر محطة إطفاء فيترا أول مشروع للمعمارية زها حديد، استغرق تصميمه 3 سنوات، حيث تم تحويله الآن إلى متحف بعد أن شكل نقلة نوعية في مسيرتها المهنية.
– محطات سكة حديد هنغر بورغ – النمسا:
تُعتبر محطة هنغر بورغ واحدة من أهم تصاميم زها حديد، حيث تمتاز بتصاميمها الملتفة والمتكاملة التي تندمج بسلاسة مع التضاريس المحيطة، مما جعلها جزءًا لا يتجزأ من مدينة إنسبروك.
– جسر الشيخ زايد:
سُمي جسر الشيخ زايد الذي صممته زها حديد؛ نسبةً إلى مؤسس الإمارات الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ويبلغ طوله 842 متر وارتفاعه 64 متر، يُستوحى تصميمه من الكثبان الرملية الصحراوية، مما يمنحه طابعًا فريدًا وجمالًا لا مثيل له.
– دار أوبرا غوانزو – الصين:
فازت المهندسة المعمارية زها حديد بتصميم وتنفيذ المبنى عام 2005، بعد مسابقة أُقيمت في الصين لتصميم دار الأوبرا، والتي تجسد رؤيتها في دمج العناصر الطبيعية في التصميم الداخلي والخارجي للمبنى، لتشكيل منحنيات تُمثل الأنهار والوديان، وأيضًا استخدام مواد مثل: الفولاذ، الحصى والجرانيت، كما أصبح أحد أكبر مراكز الأداء الفني في الصين.
– شركة بيئة – الشارقة:
يُعد المقر الرئيسي لشركة بيئة في الشارقة أيقونة معمارية فريدة من نوعها، تُشبه حركة الكُثبان الرملية في الصحراء، كما أنه تم بناؤها من مواد مُعاد استخدامها وتدويرها، وتستخدم أيضًا الطاقة المتجددة.
– معرض سربنتين ساكلر – لندن:
يُعتبر معرض سيربنتاين ساكلر أول مبنى صممته المعمارية زها حديد في لندن، ويقع في حدائق كنسينغتون في لندن، ويتميز بتصميم عصري أنيق، تم تنفيذه على أرض الواقع في عام 2013.
– ملعب الوكرة – قطر:
صممت المعمارية الشهيرة الراحلة زها حديد استاد الجنوب، وهو أحد الملاعب الثمانية التي استضافت كأس العالم قطر 2022.
تصميمه مستوحى من التاريخ البحري القديم لمدينة الوكرة، وهو مصمم على شكل مركب داخل صدفة، ليجمع بين نُبل الماضي وأصالة الحاضر.
– ذا أوبوس:
يُعتبر ذا أوبوس الآن تحفة فنية، حيث تم تطوير المبنى في منطقة برج خليفة من قِبل شركة عقارية وافتتح في أوائل عام 2019، بعد ثلاث سنوات من وفاة المعمارية زها حديد، وهو تصميمها الوحيد في دبي.
– كابيتال هيل ريزيدنس:
يقع كابيتال هيل في غابة بالقرب من موسكو، ويُعد واحدًا من أغلى المساكن الفاخرة وغير العادية في العالم، وقد قيل أن المشروع كُلف نحو 140 مليون دولار، وهو التصميم السكني الخاص الوحيد للمعمارية الراحلة زها حديد.
الجسر الجناح – سرقسطة:
بُني جسر المشاة بافيليون في عام 2008، ويتكون الجزء الخارجي منه من 29000 مثلث، من الخرسانة المسلحة بالألياف الزجاجية، ويمتد عبر نهر إيبرو في سرقسطة بإسبانيا.
الجوائز التي حصدتها “زها حديد” خلال مسيرتها:
تألقت زها حديد بمسيرتها، حيث حصدت أرقى الجوائز العالمية والميداليات والألقاب الشرفية في فنون العمارة والتصميم. حيث:
– حازت على 198 جائزة ووسام تشريفي خلال حياتها المهنية، بما في ذلك أكثر من 50 جائزة بعد رحيلها.
– في عام 1982، نالت زها أولى جوائزها، وهي الميدالية الذهبية للتصميمات المعمارية عن تصميماتها في بريطانيا.
– كانت زها أول امرأة تفوز بجائزة “بريتزكر” في الهندسة المعمارية في عام 2004، الجائزة التي تعتبر أعلى تكريم في هذا المجال، حيث تعادل قيمتها جائزة “نوبل” في الهندسة.
– اُختيرت من قِبل مجلة “فوربس” كواحدة من “أقوى 100 امرأة في العالم” في 2008.
– نالت “الوسام الإمبراطوري الياباني” عام 2009، ولُقبت بـ “صانعة للسلام” في عام 2010 من قِبل مُنظمة الأُمم المتحدة للتربّية والعُلوم والثَّقافة.
– في عام 2010، فازت بجائزة “سترلينج” لتصميمها مبنى المتحف القومي للفنون في روما (Maxxi)، الذي وصفته صحيفة الجارديان بأنه “تحفة معمارية ملائمة لمجاورة عجائب روما القديمة”.
– فازت زها حديد بجائزة “ستيرلينج” من المعهد الملكي المعماري البريطاني، عام 2006، 2008، 2014.
– حصلت على وسام الشرف البريطاني عام 2012 برتبة “سيدة”، أعلى لقب تمنحه ملكة بريطانيا.
– صُنفت من قِبل مجلة “تايم” كواحدة من المفكرين من بين 100 شخصية الأكثر تأثيرًا في العالم في 2012.
– فاز تصميمها لمركز حيدر علييف الثقافي في عام 2014 بجائزة تصميم العام للمتاحف.
– حازت على الميدالية الذهبية الملكية ضمن جائزة “ريبا” للفنون الهندسية، وجائزة “آغا” للعمارة في عام 2016.
انتقادات وتحديات في رحلة “زها حديد”:
تلقت تصاميم زها حديد نصيبًا من الانتقادات في مسيرتها، حيث وُصِفت بـ”مهندسة قرطاس” بسبب تعقيد تنفيذ تصاميمها. يشير البعض اليوم إلى أن مبانيها تخرج عن إطار الانسجام المكاني، وأن تصاميمها تبدو مذهلة على الورق فقط، دون أن تتوافق مع طابع المدن التي يجب أن تندرج ضمنها.
هناك اعتقاد بأن تصميماتها تظهر صرامة مفرطة، ومع ذلك، نجاحها والجوائز العديدة التي حصلت عليها تعكس أن تسمية “مهندسة قرطاس” لا أساس لها، بل هي محاولة من المعماريين القدامى للحفاظ على تقاليدهم.
بعض النقاد اعتبروا أن تصاميمها تفتقر في بعض الحالات إلى التفكير العملي والوظيفية، مما يجعلها غير ملائمة لاحتياجات المستخدمين بسبب صعوبة تنفيذها، وتصاميمها الاستعراضية قد تؤدي إلى انفصالها عن البيئة المحيطة وتسبب مشاكل بالتوافق المعماري والأثر البيئي.
يثير الاعتماد المفرط على التكنولوجيا قلقًا بشأن الاستدامة البيئية وتأثيرها السلبي على البيئة. يجب أن يتوازن استخدام التكنولوجيا ليعكس هوية المبنى ويجنب التبعية الزائدة أو المخاطر البيئية والاستهلاك الضار بالموارد الطبيعية.
• رحيل المعمارية “زها حديد”:
رحلت المعمارية زها حديد عن عمر ناهز 65 عامًا، يوم 31 مارس 2016، بعد إصابتها بنوبة قلبية أثناء تواجدها في ولاية ميامي بالولايات المتحدة.
وشكل رحيلها المفاجئ خسارة كبيرة لعالم العمارة، حيث تركت وراءها سجلاً قيمًا من الإبداع وتاريخًا مميزًا.
ورثى وفاتها وزير الثقافة البريطاني، ورئيس البنك المركزي العراقي، مُعلنًا عن إقامة نصب تذكاري لها داخل البنك الجديد، وتأثرًا برحيلها أطفأت أنوار جسر الشيخ زايد لمدة 3 أيام؛ تكريمًا لذكراها وإرثها العظيم في عالم العمارة.
كان رحيل زها حديد في عام 2016 خسارة كبيرة لعالم الهندسة المعمارية، ولكن إرثها الإبداعي سيظل حيًا وملهمًا للأجيال القادمة. إنها استطاعت خلق تأثير لا يُمحى على المدن والمجتمعات من خلال تصاميمها الرائعة والمبتكرة.
باختصار، المعمارية “زها حديد” لم تكن مُجرد شخصية بارزة في مجال الهندسة المعمارية، بل كانت أيضًا شخصية استثنائية ورمزًا للابتكار والجرأة والإبداع، وتركت بصمة لا تُنسى في عالم التصميم تستمر في إلهام العديد من المهندسين المعماريين حول العالم.