براعة قياس الزمن عند قدماء المصريين
كتبت/ ندى العويلي
برع المصري القديم في قياس الزمن فكان هو أول من وضع التقويم الزمني وتقسيم اليوم إلى ساعات وأولى اهتماما لقياس الزمن لأهميته في حياته اليومية، وأعتمد على ملاحظات فلكية طبيعية، كغروب الشمس وشروقها ومراحل القمر وحركات النجوم. .
قياس الزمن قديم وكيف وضع المصري القديم التقويم الزمني
عرف المصري القديم التقويم الشمسي قبل آلاف السنوات وقسم العالم إلى ثلاثة فصول : فصل الفيضان الي تفيض فيه مياه النيل ، فصل الإنبات وهو فصل الزراعة ، وفصل الحصاد، وقسم السنة إلى 12 شهرا، وقسم الشهر إلى ثلاثة أسابيع، كل أسبوع 10 أيام وبداية العام كانت بظهور نجم الشعرة اليمانية في السماء وفي وقت لاحق لاحظ المصريون عدم دقة تقويمهم فلم يفض نهر النيل كل عام بحلول نهاية شهر يونيو كما كانوا يتوقعون، لذا قرروا إضافة خمسة أيام إلى العام واعتبروها شهر آخر إذا كانت السنة 13 شهرا
العلاقة بين المسلات في مصر القديمة ومعرفة الوقت والتقويم الزمني
كانت المسلات توضع في مكان مكشوف. مُعرض للشمس ويُحسب ظل المسلة على محيطها ويحسب دوران الظل بصورة تقديرية في حالة سطوع الشمس
قياس الزمن وساعة الظل
كانت المزولة الشمسية ( أداة توقيت نهاري ) التي تعتمد على الظل لتحديد الوقت أول الأجهزة المستخدمة لقياس أجزاء من اليوم الواحد وكانت أقدم ساعات الظل المعروفة مصرية، صنعت ساعات الظل من الشست الاخضر و لكنها لا تقيس ساعات الليل وهي على شكل حوض من الحجر قُسم سطحه الداخلى الى خطوط أفقية مستوى المياه وتقسيمات رأسية تحدد كل شهر من السنة وصورت على سطحه مناظر فلكية وهي مناظر تمثل المجموعات النجمية، والأجرام السماوية، والكواكب، والشهور القمرية، وساعات الليل والنهار.
قياس الزمن والساعة الشمسية
هي تطور لساعة الظل ، تقسم النهار إلى اثني عشر جزءا من خلال قاعدة مسطحة ويقدر الوقت من خلال ثقب يحمل أو خشبية صغيرة مستقيمة ويتحرك ظل القطعة بين هذه الأجزاء وكانت تلك الطريقة أيضاً لا تعمل إلا نهارا في وجود الشمس.
قياس الزمن والساعة المائية
استخدم المصري القديم لمعرفة الوقت ليلاً الساعة المائية وهي تشبه الوعاء وبها ثقب صغير في القاع يسمح بتقطر المياه بمعدل ثابت وعُثر على أقدم ساعة مائية في مصر في مقبرة أمنحتب الأول وتمكنوا ايضاً من احتساب الوقت ليلا، بشرط وضوح النجوم في السماء باداة اسمها مرخت .
اكتشافات جديدة في كفر الشيخ
نجحت البعثة الأثرية التابعة للمجلس الأعلى للآثار في الكشف عن أول وأكبر مبنى لمرصد فلكي من القرن السادس ق . م، وخلال أعمال الحفائر داخل المرصد عثرت البعثة على ساعة شمسية حجرية منحدرة المعروفة بساعة الظل المنحدرة، كما تم العثور على كتلة حجرية مثبتة فى أرضية صالة دائرية الشكل وإلى شمالها وغربها كتلتين حجريتين دائرتين لأخذ القياسات الخاصة بميول الشمس، كما عثر أيضًا على أداة المرخت التى تستخدم فى أعمال القياس ومتابعة النجوم
وبفضل براعة المصري القديم وحرصه على الاستفادة من كل الأدوات المتاحة واهتمامه بالزمن وحرصه على قياسه فقد صنع هذه الأدوات التي ساعدته على تنظيم يومه مما يعكس تقدماً حضارياً وفهماً عميقاً الظواهر الطبيعية والفلكية مما يدل على أن المصري القديم كان أكبر مساهماً في تشكيل علم الفلك.
