مقالات

الحوار الأسري وأثره في استقرار الأسرة

الحوار الأسري وأثره في استقرار الأسرة

كتبت: إيمان قاسم

تعد الأسرة النواة الأساسية للمجتمع و أساس التنشئة السليمة، وحماية للأفراد من التشتت والانحرافات الفكرية والسلوكية اكسابهم القيم والأخلاق عن طريق الحوار الأسري.

وقد أرسى الإسلام أسس الحوار الصحيحة ويعرض القرآن الكريم نماذج حول تأصيل الحوار الإيجابي منها حوار النبي يعقوب في قوله تعالى: “أم كنتم شهداء إذا حضر يعقوب الموت إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي قالوا نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق إلهاً واحدًا ونحن له مسلمون”

أهمية الحوار الأسري

يعد الحوار أحد ركائز الإقناع عن طريق العقل والمنطق وهو وسيلة فعالة للتواصل بين أفراد الأسرة، كما يساهم في توطيد أواصر العلاقات في الأسرة ونقل المعارف وترسيخ العقيدة وتنمية الفكر، وتكوين شخصية الأبناء وتعلم طرق التعامل مع الآخرين والتعايش في المجتمع.

أثر الحوار الأسري على شخصية الطفل

إن الحوار الأسري يساهم في تعزيز النمو العقلي والعاطفي للطفل د، حيث أنه يساعد الطفل على تشكيل آرائه، بالإضافة إلى تنمية التفكير الناقد لديه وتشجيعه على طرح الأسئلة، والتعبير بحرية عن ذاته، فضلًا عن المساهمة في تنمية التواصل لدى الطفل وامتلاك القدرة على إدارة حوار فعال والتعاون وتقبل آراء الآخرين.

ولا ريب أن تعزيز ثقافة الحوار لدى الأفراد هي مسئولية الأسرة، فمن خلال التفاعل والتعامل مع الأب والأم يدرك الأبناء الآليات الأساسية للحوار مع الآخر، وقدرة الأسرة على التوجيه والإرشاد فمن خلال التدريب على مبادئ الحوار وتعليمه آداب الحوار بذلك نغرس ثقافة الحوار لدى الطفل.

معوقات الحوار الأسري

ويعتبر أسلوب معاملة الوالدين وبخاصة الأم ركيزة أساسية في تشكيل شخصية الطفل واتجاهاته وميوله، فيجب على الآباء انتقاء الأسلوب الأمثل للتعامل مع الأبناء وتجنب الأساليب التي تمحو الحوار الأسري كالقسوة والإهمال والحماية الزائدة.

وإن غياب الحوار الأسري يؤثر بصورة سلبية على شخصية الطفل، يجعله معزولًا رافضًا لكل أساليب الحوار والمناقشة مع الآخرين ويغلب عليه طابع الانطوائية، ويرجع ذلك إلى عدم وعي الآباء بأهمية الحوار الأسري مع الأبناء، واقتصار دورهم على التوجيه والأوامر، ويترتب على ذلك لجوء الأبناء إلى العالم الخارجي باعتباره متنفس للتعبير عن آرائه بحرية، فضلًا عن استخدام أسلوب الحزم والشدة مما يقيد فرص الحوار الإيجابي وإن الأجواء المتوترة داخل الأسرة والحدة ورفع الصوت دلالة على ضعف الحوار.

بالإضافة إلى ذلك، إن ضغوط العمل وانشغال الآباء تعد أحد الأسباب التي تقف عائقًا أمام الحوار الأسري، وقد أوجب الله على الزوج الإنفاق على زوجته في قوله تعالى: “الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض بما أنفقوا من أموالهم” ومع توالي الأزمات الاقتصادية وتردي الأوضاع المعيشية للأسرة اضطرت المرأة للخروج إلى سوق العمل لتلبية احتياجات الأسرة، وترتب على ذلك إهمال في تربية الأبناء وكذلك غياب الحوار الأسري.

ختامًا، إن الحوار الأسري ركيزة أساسية في استقرار وتماسك الأسرة، لذلك يجب توعية الآباء بأهمية الحوار في تكوين شخصية الأبناء من الناحية العقلية والإيمانية والاجتماعية، وإعداد أفراد قادرين على التعايش مع الحياة بصورة سليمة.

MEU

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى