برديات الطب عند المصريين القدماء
بقلم منة الله محمد
الطب عند المصريين القدماء كان في قمة التقدم وبفضل معرفتهم العميقة بالطب والعلاج كان الأطباء في العصر الفرعوني لم يكونوا مجرد معالجين، بل أيضاً كانوا خبراء في تخصصات مختلفة ويمتلكون معرفة واسعة حول الأمراض وكيفية علاجها ، ولدينا العديد من البرديات الطبية التي وصلت لنا بخصوص الطب عند القدماء المصريين.
بردية إيبرس
واحدة من أبرز وثائق الطب عند المصريين القدماء ومن أشهر الوثائق الطبية التي اكتشفت هي بردية “إيبرس” ، و التي تعود للعصر الفرعوني وتحتوي على معلومات طبية هامة جداً. عثرنا داخل البردية على أكثر من 800 وصفة طبية لعلاج الأمراض المختلفة تحتوي على 108 عمود على ورقة البردي التي يصل طولها إلى 19 متر ، من بينها التهابات الجروح، وأمراض العين ،واضطرابات الهضم ، وعلاج كسور العظام ، والأورام ،وأيضا علاج الجروح وإذا صنفنا الحالات المرضية التي تم ذكرها سنجد أنها تتفرع لعدة تخصصات منها طب العيون والأمراض الجلدية وطب الاسنان والطب الباطني .
ارجع العلماء البردية للقرن الـ 16 قبل الميلاد و لكن مع كثرة البحوث وضح لنا أنه تم كتابتها في وقت أقدم من ذلك ومن المرجح أن تكون قد كتبت في عهد الملك أحمس الأول.
بردية كاهون
عثرنا على بردية الكاهون في منطقة تسمى الكاهون وتقع بالقرب من واحة الفيوم في عام 1888م و تم اكتشافها على يد الإنجليزي ‘وليم فلندرز ” أحد علماء الآثار، وبعدما عثر عليها بدء في ترجمتها للغة الإنجليزية ومن ثم نشرها ، وتوجد مخطوطات بردية الكاهون الآن في متحف بيتري التابع لجامعة لندن كوليدج
يرجع تاريخ بردية الكاهون إلى عام 1850 قبل الميلاد، وتخبرنا عن بعض الوصفات الطبية عند المصريين القدماء في طب النساء و ايضا الطب البيطري لعلاج الحيوانات وهذه النقطة ادهشت العلماء حيث كانوا يعتقدون أن المصريين القدماء لا يهتمون بالحيوانات وعلاجهم .
ولدينا أيضاً بعض البرديات الأخري والتي تتخصص في علاج أمراض معينة مثل :
بردية لندن
ترجع بردية لندن إلى الأسرة الثامنة عشر، وكانت تحتوي على بعض الأمراض الخاصة بالأورام و النساء و العمي و إصابات الحروق و أيضاً تحتوي جزء منها على دعوات وتعاويذ ضد أمراض توجد خارج مصر والتي أكثرها الأمراض الآسيوية القادمة من آسيا.
بردية بروغش
و يطلق عليها أيضا بردية برلين الكبيرة تعود لعهد الأسرة التاسعة عشر و تصف لنا بعض أمراض الأوعية الدموية .
بردية هيرست
ترجع بردية هيرست للنصف الأول من الأسرة الثامنة عشر و تصف لنا وصفات علاجية لأمراض الأسنان وأمراض المعدة والالتهابات الحادة.
بردية إدوين سميث
والتي يطلق عليها أيضا كتاب الحروق تصنف من أقدم البرديات المصرية التي تحدثنا عن الطب عند المصريين القدماء و يوجد بها كل شئ عن علم التشريح، عُثر عليها عام 1862 م و تعود لنهاية الأسرة الثانية عشر و عندما عثرنا عليها رأينا أنها منقولة من بردية أخري تشبها بحوالي 700 عام بسبب وجود قاموسا يسحر بعض المصطلحات في نهاية البردية
بردية كارلزبرج
ترجع لعام 1200 قبل الميلاد وتعتبر نسخه من بردية يرجع أصلها للأسرة الثانية عشر. تخبرنا بردية كارلزبرج عن توقعات عن الولادة وأمراض النساء وأمراض العيون و محفوظة الآن في جامعة كوبنهاجن بالدنمارك
و في النهاية يعتبر الطب عند المصريين من المجالات المتقدمة و التي برع بها المصري القديم وتفوق تفوق باهر